الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبو الفنون يعزز الهوية ويساعد على قبول الآخر

أبو الفنون يعزز الهوية ويساعد على قبول الآخر
10 نوفمبر 2014 12:44
عصام أبو القاسم (الشارقة) لعب المسرح دوراً مهماً في تعزيز الهوية المحلية وساعد في قابلية المجتمع وانفتاحه على أطياف شديدة التنوع من المهاجرين العرب والآسيويين الذين وفدوا إلى الدولة منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي؛ هذا ما قاله الممثل والكاتب الإماراتي مرعي الحليان في مداخلته بندوة «المسرح وتشكيل الوعي» التي نُظمت ضمن البرنامج الثقافي للدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة للكتاب الذي يستمر بأنشطته في إكسبو الشارقة إلى منتصف الشهر الجاري. وذكر الحليان أن مسرحيات إماراتية عدة عُرضت في بدايات تأسيس اتحاد دولة الإمارات كان لها دورها في ترسيخ وتأكيد قيم الإخاء والتضامن بين أبناء الدولة، لافتاً إلى حضور مؤثر للمسرح ضمن مشهد الحراك الوطني المقاوم للمستعمر في خمسينيات القرن الماضي عبر أعمال مثل «جابر عثرات الكرام» و»الإسلام والتعاون» وغيرهما. وكانت الندوة التي أدارها وقدمها إبراهيم مبارك، استهلت بورقة للأكاديمية الكويتية نرمين الحوطي، تكلمت عبرها عن المساهمات الفكرية والجمالية التي قدمها المسرح على مر تاريخه، وذكرت في هذا السياق العلاقة التفاعلية الثرية بين المسرح ومذاهب الفلسفة، وقالت إن المسرح كان دعامة أساسية في مراحل مهمة عرفها تاريخ العالم وشهد خلالها تحولات وانعطافات قيمية وثقافية كبرى. وعرضت الحوطي، مستعينة ببحث للباحثة تهاني الباشا، جملة من الاحصاءات والتقديرات التي تبرز الأثر المباشر للمسرح في تغيير نمط تفكير ومعيش المرأة في الريف السوداني بفضل حركة «المسرح التعليمي»، كما تطرقت الباحثة الكويتية إلى الدور الذي لعبه ويلعبه المسرح في تهيئة الأطفال وتعزيز قدراتهم الذهنية وفاعليتهم ومهاراتهم، لافتة إلى ميزة المسرح التي قد لا تتوافر في سواه من الوسائل، والمتمثلة في كونه يخاطب المتعلمين والأميين على السواء. والشيء نفسه أكده مرعي الحليان في مداخلته، الذي سرد على الحضور المراحل المختلفة التي تُقطع في السبيل إلى إنتاج عرض مسرحي على جمهور ما، كمثال على حركة الوعي الذي ينتجه المسرح؛ إذ يبدأ الأمر من ورقة بيضاء تحت عين كاتب يقبع في غرفة معزولة عن العالم ومن ثم ينتقل النص إلى مخرج ومن المخرج إلى مجموعة ممثلين ثم مجموعة أخرى من التقنيين والفنيين، وخلال كل هذه المراحل يتطور العمل ويتأثر ويؤثر في وجهات النظر والمشاعر والقابليات لينتقل لاحقاً إلى نطاق واسع يضم الجمهور والنقاد. من جانبه، قدم المسرحي والشاعر المغربي يوسف فاضل وجهة نظر شاعرية ولكن متشائمة حول دور المسرح في الوقت الراهن، وقال إن صالات المسارح على قلّتها ما عادت تزدحم بالجمهور كما كانت عليه الحال في سبعينيات القرن الماضي، وأن المكتبة خلت من النصوص المسرحية التي تملك أن تهز من يقرأها؛ وفي هذا السياق استعاد زمن المسرح الإغريقي وقال إنهم كان يعرفون قصة العرض ومع ذلك كانوا يأتون لمشاهدته، وكانت ثمة تقاليد للفرجة وأعراف مقدسة يحرص الجميع على العمل بها واحترامها وهو ما لا يحصل الآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©