الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القصيدة تولد من العينين لا من صندوقين

القصيدة تولد من العينين لا من صندوقين
10 نوفمبر 2014 01:09
محمد عبدالسميع (الشارقة) في ندوة «نسق المعاني.. الشعر بين الشكل والمضمون»، التي أقيمت أمس الأول ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب 33، وشارك فيها كل من د. نعيمة حسن، يوسف أبواللوز، غرانت كلوز. وأدارها حمزة قناوي، استعاد المشاركون طرح الأسئلة القديمة وتقديم الإجابات نفسها. قدم قناوي الندوة قائلاً : هي قضية ذات جذور بعيدة، رسخ لها التعمق النقدي في ثنائيات كثيرة بلاغية وأسلوبية. نحاول استعراض التاريخ الأدبي، الذي سارت عبره المدارس والتوجهات الإبداعية المختلفة في انتقالها عبر التحول الشكلي من الأنظمة الموسيقية والإيقاعية إلى أشكال أخرى من الأدب. وأشارت الدكتورة نعيمة حسن إلى أن النقاد وعلماء الجمال اختلفوا في مسألة الشكل والمضمون في العمل الفني، وهما العنصران اللذان يُخرجان لنا الموضوع المعبر عنه بمعنى المادة الخام التي يشكلها الفنان. وأن أبرز من نظر لتهدئة الصراع هو كولردج الذي حددت نظريته خطوطاً أساسية، فقد عرفنا أن الخيال هو الذي يبدع الشكل العضوي، وهذا الشكل العضوي ينبع من داخل العمل الفني، كما أنه خاضع لتجربة الشاعر لا لشيء آخر. وأضافت نعيمة: كانت المدرسة الكلاسيكية تحترم الشكل، ولكنها لم تكن تهمل المضمون أو المحتوى، أما المدرسة الجمالية فهي تتعصب للشكل وتنكر المضمون. وتناولت نعيمة الحداثة الشعرية واين نحن منها، قائلة: الحداثة الشعرية هي أن يتناول الشاعر موضوعات وأفكار معاصرة فيكتبها شعرياً بلغة ومفردات معاصرة.. ويصوغها صياغة تتسم بطابع الجدة والتفرد. وفي رأيي أن الحداثة والمعاصرة الشعريتين ضروريتان بالنسبة للمضمون وبالنسبة للشكل، لأن الجديد الأصيل يجب أن يكون امتداداً إيجابياً معاصراً ومتطوراً للقديم وضمن المسارات الإيجابية للشكل والمضمون. ويجدر بكل شاعر أن يعي أن للأدب أكان شعراً أم نثراً هدفاً إنسانياً أو قومياً أو اجتماعياً أو تربوياً واضحاً ومحدداً يجب أن يصل إليه القراء. وقال يوسف أبواللوز: إن الشعر هو الشعر نسيج مادته، في ذاته، في كينونته، يتماهى الشكل بالمضمون، ويتماهى المضمون بالشكل. الشعر شمس ذهبية، وقوس قزح، وقنديل أخضر كما يسميه عبدالوهاب البياتي. والشعر يولد من العينين، وعندما يكتب شاعر حقيقي قصيدته لا يضع على طاولته صندوقاً صغيراً فيه شكل، وإلى جواره صندوق آخر فيه مضمون، ثم يعمر قصيدته من هذا وذاك. هذا ليس شعراً إنه صنعة وجفاف وفقر. الشعر يولد دفعة واحدة بلا مخاض وبلا عملية قيصرية الشعر يولد من العينين، ولا يولد بمشرط جراح من الخاصرة. تولد القصيدة بشكلها ومضمونها جنين من دم ودموع وعرق واحتراقات، ثم يكبر هذا الجنين إلى أن يصبح عاشقاً شكلاً وضموناً في بنية متماسكة. وقال جرانت كلوز: ظهرت مدارس نقدية عدة تبلورت في اتجاهين أساسيين، هما المدرسة الشكلية التي انحازت إلى النص وأطره بتشكيلاته المختلفة، والمدرسة الاجتماعية التي انحازت إلى المضمون أو السياق. وهي قضية إبداعية تدخل في سياقات المظهر والجوهر، والحقيقة والمرئي. وأنا أرى أن الشكل من منظور كيف استخدمه يساعد على تجنب اتخاذ قرارات خاطئة، والأمر الذي سيؤثر على المضمون. فعندما ابدأ بكتابة قصيدة أبدأ بالشكل الذي اختاره، وهنا أشعر أن القصيدة هي التي ستفرض الشكل، فالسطر الأول هو الذي سيخبرك ماذا ستكتب في السطر الثاني. وما الغرض الذي ستكتب من أجله. فالشكل وضع لغرض لتحقيق شيء ما.. والقصيدة مغامرة في الانتقال من فكرة إلى فكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©