الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرف اليدوية.. مهارة تعيد نسج الأفكار على نول الإبداع

الحرف اليدوية.. مهارة تعيد نسج الأفكار على نول الإبداع
2 فبراير 2014 22:12
موزة خميس (دبي) - الحِرفة بطبيعتها تعتبر امتحاناً رياضياً لعقل الحِرفي، الذي يقوم بتدريب ذكائه وتحريكه لإبداع تعبيرات، تنم عن الجمال الطبيعي الذي يحيط بكل ركن من هذا الكون، كنتيجة طبيعية لمحبة الجمال، وبالتالي، فإن فطرة الإنسان تدفعه للتعبير أيضاً عن إعجابه بهذا الجمال، ومحاولة إخراج بعض صور هـذه الإبـداعات من خـلال لوحات مختلفـة. حول شأن الحرف اليدوية وتطورها استضافت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مؤخراً، محاضرة للدكتور نزيه معروف رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية، في مركز الأبحاث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية أرسيكا، حيث قال إن الابتكار هو الوسيلة التي تدفع الحِرفي لتجربة الأفكار والتصاميم الجديدة، واتخاذ القرارات بخصوص الطرق الجديدة للعمل، بما يؤدي إلى دفعه لتحسين نوعية المنتج والعملية التسويقية، أو إعداد كتيّب ترويجي جيد أو الإبداع في مجال التصميم ومحاكاة التغيرات التي تطرأ على أذواق المشترين ومتطلبات الحياة العصرية، وتطور المستوى المعيشي وتغير نوعية المستهلك. جذب الانتباه ولفت إلى أنه يمكن للإبداع أن يكون في صور أخرى مفيدة كالتميز في مجال العرض، وجذب الانتباه للتقنيات الترويجية المتبعة، لضمان التواصل للمشاركة في المعارض المحلية والإقليمية والدولية، وللحقيقة، فإن السوق بمستهلكيه بالإضافة إلى البحث عن التراث التقليدي في القطع المنتجة، تواق لرؤية نماذج جديدة تستجيب لتطور الأذواق الاستهلاكية، وما يرافق ذلك أيضاً من تطورات على الصعيدين التجاري والاقتصادي، كنتيجة طبيعية لتطور مستوى العيش في مجتمعاتنا، أي الوفاء برغبات المستهلك المتغيرة والمختلفة. وأوضح أن معطيات التراث الحضاري بشكل عام والحرف اليدوية بشكل خاص، تدفعنا للاهتمام بها ككنوز لابتكارات حيّة، ظلت تتواصل بعطائها عبر العصور، وقد أحسنت دول عديدة بالاستفادة مما توفره من فرص استثمارية ناجحة، ولا بد من الاهتمام ببرامج تعليمية مخصصة للأطفال في المدارس، وتشمل تعريفاً بصور مبسطة للتراث مع مرافقة ذلك لزيارات ميدانية للقرى الحرفية للتفاعل معهم، والطلب من الأطفال محاولة إنجاز بعض قطع الحرف اليدوية البسيطة بمساعدة الحرفيين، مما يشكل لديهم إحساساً بالمتعة في إنجاز عمل حرفي ما، والاحتكاك مع الحرفيين في مشاغلهم للتعرف على صور من إبداعاتهم، بما يؤدي إلى خلق جيل متفتح علمياً ومتسلح بعمق وأصالة التراث. مشاركة فعلية ويقول الدكتور نزيه: في الوقت الذي تحاول فيه الدول النامية من خلال جهود حثيثة تحريك وتأهيل القوى العاملة لديها، بما يؤدي لجعلها ذات فعالية اقتصادية، وتحسين المشاركة الفعلية للقوى العاملة، التي تظل في بعض الدول تحت مستوى 30%، فإن قطاع الحرف اليدوية يحمل ميزة خاصة لتحريك قطاع القوى العاملة النسائية، وهي نسبة كبيرة ضمن القوى العاملة في أي دولة، وخاصة في القرى والمناطق الخارجية التي تنعدم فيها أحياناً فرص العمل الأخرى، كما تشير الإحصائيات إلى أن هذا القطاع يوفر لماليزيا دخلاً سنوياً مقداره خمسمائة مليون دولار أميركي، ويوفر في كولومبيا دخلاً مقداره ثلاثمائة مليون دولار سنوياً، كما أظهرت دراسة إحصاء أجريت حديثاً في دول مثل المكسيك وتايلاند، أن 30% من القوى العاملة المتوافرة فيها تعمل في قطاع الحرف اليدوية، كما لوحظ أن 20% من الدخل القومي للنيجر يأتي من قطاع الحرف اليدوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©