الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نخبوية الجمهور

نخبوية الجمهور
21 أكتوبر 2015 18:00
الكوميديا الموسيقية (Musical Comedy) تسمية لعرض من عروض مسرح المنوعات وله طابع درامي واستعراضي، كذلك تندرج التسمية (الكوميديا الموسيقية) في إطار المسرح الغنائي فهي تجمع بين الرقص والغناء والحوار (المحكي) وكل تقنيات الاستعراض، والجانب المشهدي الموسيقي في العرض أهم من الجانب الدرامي لذلك تعرف الكوميديا الموسيقية غالباً باسم المؤلف الموسيقي. لاحقا سقطت تسمية (كوميديا) وذلك لارتباطها بالمسرح البحت لتصبح التسمية (ميوزيكل - Musical) كتسمية شاملة عن هذا العرض الذي ليس بالضرورة أن يكون فكاهياً ضاحكاً. والميوزيكل هو أحد الزوايا الدرامية الواسعة فنياً في سلسلة المسرح الغنائي وأحد أهم التطورات البصرية المشتقة من عالم الأوبرا، ونقصد بالبصرية هنا لما لهذا الموضوع من أهمية كبرى على صعيد الفرجة الاستعراضية وهذا المصطلح (الفرجة) لا ينطبق على البصريات فقط، فهو فرجة العرض موسيقياً واستعراضياً بشكل عام. ويعتمد الميوزيكل على القصصية البسيطة والحبكة الدرامية المبسطة والسردية الدرامية، وكل ذلك انطلاقاً من العالم الموسيقي. وتلعب بيئة العرض الدور الرئيسي في التكوين الكامل لعالم الميوزيكل بالأساس على الصعيد السينوغرافي، والذي يعتمد على الإبهار اللوني في كل زواياه، ثم المساحات الثلاثية الأبعاد على صعيد الديكور. ويعتبر ممثل الميوزيكل أحد أصعب الاختصاصات الفنية لما لهذا الممثل من أن يجيد (التمثيل والغناء والرقص) بشكلها العالي في الأداء. ولا يعتمد عالم الميوزيكل بالأساس على طبيعة الأصوات البشرية الأساسية كما في عالم الأوبرا (سوبرانو، آلتو، تينور، باص) فهو يستخدم الأصوات الأقرب له شريطة أن يكون لهذا الصوت أو ذاك (شخصية - Voice Character) صوتية معينة يرغب بها المؤلف الموسيقي لصناعة موسيقاه وأغانيه، حتى أن هذه الأصوات ومن خلال أعمال الميوزيكل أصبح لها شهرة فيما بعد ضمن الساحة الغنائية. وتطور عالم الميوزيكل بعد الانحسار الكبير لعالم الأوبرا الجادة، والتطور الذي حدث للأوبرا الكوميدية ولاحقاً الأوبريت، وللتطورات العلمية والتقنية التي برزت في بداية القرن العشرين محدثة قفزة نوعية في عالم التقنيات الصوتية والمسرحية مما ساعد عالم الميوزيكل للدخول في تلك المنافسة واحتلال الكثير من المسارح العالمية واستقطابه لجمهور جديد كبير حتى أصبح يسمى في أوروبا (عرض العائلة). ورغم القصة البسيطة الكوميدية، إلا أن محاولة الكثير من المؤلفين الموسيقيين إيجاد حلول درامية أوسع وأعمق وتكاد تكون تراجيدية في بعض الأحيان للميوزيكل بغية تقديم عالم موسيقي درامي معمّق وهذا ما شاهدناه في تجربتين كبيرتين لأعمال الميوزيكل وهما (شبح الأوبرا) و(قصة الحي الغربي). ولقد استفاد العالم السينمائي من تجربة الميوزيكل في صناعة نمط سينمائي جديد عرف فيما بعد باسم (فلم ميوزيكل) وهو أحد أصعب أشكال الصناعة السينمائية والذي يعتبر حالياً الأوسع انتشاراً في دور السينما. وتعتبر أميركا هي البلد الأهم على صعيد تصدير الميوزيكل بعد البدايات البسيطة والمتواضعة في إنجلترا، ويعتبر شارع (برودوي) في مدينة نيويورك وكأنه المركز الرئيسي لنشأت هذا النمط الموسيقي الدرامي. وفي العشرينيات من القرن العشرين، دخلت تقاليد موسيقا الجاز على الكوميديا الموسيقية (الميوزيكل) الأمريكية، وأصبح الرقص عنصراً أساسياً فيها، وفي الستينيات والسبعينيات من القرن ذاته وبتأثير من حركة (الهيبة) دخلت تقاليد موسيقى الروك والعنف الموسيقي الحاد للميوزيكل ونتج عن ذلك أشهر الأعمال مثل (كاباريه) و(يسوع المسيح نجم ساطع). وفي العودة لتفاصيل بناء الكوميديا الموسيقية - الميوزيكل، فنرى أن العرض يتكون من: الكلمات: هي قصة الكوميديا الموسيقية - الميوزيكل والتي تسمى أحياناً (نص)، والنص الناجح هو الذي يجمع وبشكل بارع بين الحوار والموسيقى والأغاني والرقص، وهناك بعض النصوص المسرحية كتبت خصيصاً للميوزيكل، والبعض منها هو إعداد مسرحي شعري لنصوص فنية لكتاب آخرين مثل الشعر أو القصص القصيرة أو الروايات. الموسيقى: وقد تكون آلية أو صوتية غنائية أو كلاهما معاً، وذات لحن مميز يجذب الجمهور المتفرج. وكان الغرض من الموسيقى خلال التاريخ المبكر للكوميديا الموسيقية (امتاع المتفرجين) ثم تطور الدور الموسيقي حتى أصبح أكثر فاعلية يدخل في تكوين القصة وأداء الممثلين. الأغاني: غالباً ما يكتبها المؤلف أو شخص ما قريب منه من ناحية الصيغة الفنية، وأحياناً المؤلف الموسيقي نفسه، لأن الأغنية في عالم الميوزيكل تساهم وبقدر كبير في سرد أحداث العرض. الرقص: ويعد من أهم العناصر المتميزة في الكوميديا الموسيقية - الميوزيكل وتهدف بعض الرقصات إلا إمتاع المتفرج وإبهاره البصري، بينما تمثل الرقصات الأخرى وتشكل عنصراً أساسياً ضمن قصة العرض، وغالباً ما تكون تلك الرقصات ذات طابع خفيف ومرح ويتصل بطبيعة القصة وبيئتها (تاريخي، بيئي، معاصر... ألخ). وفي العودة لموضوع الموسيقا الأساسي، فالمؤلف الموسيقي في غالب الأحيان هو صاحب الفكرة الرئيسية ولكنه لا يستطيع البدء بالعمل ما لم تتظافر الجهود لصناعة هذا العمل، المخرج/‏‏ الكاتب الشاعر/‏‏ وهنا نرى أن في الكثير من الأحيان والأعمال يتشارك الكثيرون في صياغة العمل من ناحية الكتابة أو التأليف الموسيقي، فعلى سبيل المثال ميوزيكل (الملك الأسد The Lion King) لحن الأغاني والموسيقا الأساسية للعرض الموسيقي الإنجليزي الشهير (التون جون Elton John) وشارك في كتابة الأغاني أيضاً، ووضع الموسيقا التصويرية للميوزيكل المؤلف الموسيقي الأميركي المعروف (Hans Zimmer)، وشارك في الأغاني والموسيقا التصويرية المؤلف الموسيقي الجنوب أفريقي المعروف (ليبو أم - Lebo M)، وبهذه الطريقة تم صناعة موسيقا مبهرة عميقة لبيئة العرض وقوية في محتواها، وكذلك الحال في الميوزيكل الشهير (طرزان Tarzan) والذي لحن وألف موسيقاه وأشعاره الإنجليزي الشهير (فيل كولينز Phil Collins)، وأعد الموسيقا التصويرية لاحقاً المؤلف الموسيقي الأميركي (مارك مانتشينا Mark Mancina). لقد تحدثنا سابقاً عن النمطية الموسيقية التي يجب أن يتحلى بها عرض الميوزيكل، الخفة/‏‏ الكوميديا/‏‏ البساطة في الألحان، وقلنا أنها مرت بمراحل تغيرات، وهذا صحيح، فمواكبة المرحلة أو العصر السمعي الموسيقي أحد أهم ميزات الميوزيكل المعاصر، ولكن ليس على مبدأ (الجمهور عاوز كده!!!)... كلا بل إن مشاطرة المتفرجين حياتهم الآنية وبكل تفاصيلها داخل الحوارات، ومواكبة المرحلة السمعية البيئية المحيطة به، تجعل من هذا العرض - الميوزيكل أقرب للناس المشاهدين من كونه يقدم عملا فنيا دراميا بحتا، وبالتالي سيصبح (نخبويا) لحد ما، ولقد وضحنا سابقاً أن انتاجات (برودواي) في أميركا هي المصدّر الأساس للميوزيكل، وهذا بالتأكيد سيجعل من المادة الموسيقية متأثرة بالنمط الموسيقي الأميركي وتطوراته وتداعياته. وقد أسست في أميركا بالذات الكثير من مدارس الميوزيكل التخصصية التي تعتبر من أصعب المؤسسات الأكاديمية فيما يتعلق بقبول منتسبيها، فالطالب يخضع لثلاثة امتحانات اختبارية وعليه إجادة التمثيل والغناء والرقص، أي أنه سيكون قد تهيأ لعدة سنوات في التدريب على هذه الاختصاصات بغية الدخول لهذه المعاهد التي ستعطيه بالناتج شهادة قيمة تؤهله للعمل في مسارح (برودواي) أو غيرها. وقد سارعت السينما في البداية إلى تصوير الأعمال المسرحية الموسيقية (من على خشبة المسرح) وبأكثر من كاميرا وبطريقة سينمائية، ولكن ذلك لم يلاق استحساناً كبيراً من قبل الجمهور، ثم بدأت السينما بإعادة صياغة عمل الميوزيكل بديكوراتها وأماكنها الخاصة ونقل فيلم الميوزيكل إلى مرحلة مهمة وجديدة، أما اليوم فنحن نجد أفلام الميوزيكل تتنافس على كبرى الجوائز السينمائية العالمية، أما أبطال فيلم الميوزيكل فهم اليوم يقدمون أدوارهم وببراعة فائقة متدربين على كل ميزات (الممثل الموسيقي)، وهذا ما رأيناه في الفيلم الميوزيكل (البؤساء Les Miserables) والذي أدى فيه أدوار البطولة وبأصواتهم الغنائية كل من (هيو جاكمان Hugh Jackman، راسل كرو Russell Crowe، آنا هاثاواي Anne Hathaway). أشهر أعمال «الميوزيكل» 1.Gypsy (الغجر) 2.My Fair Lady (سيدتي العادلة) 3.Fiddler on the Roof (عازف الكمان على السطح) 4.Oklahoma (أوكلاهوما) 5.Cabaret (كاباريه) 6.West Side Story (قصة الحي الغربي) 7.A Chorus Line (خط الكورس) 8.Chicago (شيكاغو) 9.The King and I (الملك وأنا) 10.Nine (تسعة) 11.Kiss me Kate (قبليني كيت) 12.Evita (ايفيتا) 13.Hello Dolly (مرحبا دولي) 14.Jesus Christ Superstar (السيد المسيح نجم ساطع) 15.Les Miserables (البؤساء) 16.The Sound of Music (صوت الموسيقا) 17.The Phantom of the Opera (شبح الأوبرا) 18.Oliver (أوليفير) 19.Singin in the Rain (الغناء في المطر) 20.Wicked (الأشرار) 21.Cats (القطط) 22.Mamma Mia (ماما بلدي) 23.The Lion King (الملك الأسد) 24.Beauty and the Beast (الحسناء والوحش) 25.The Hunchback of Notre Dame (أحدب نوتردام) 26.Chess (شطرنج) 27.Tarzan (طرزان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©