الانسحاب الأميركي قبل «الميلاد» وقلقون من إيران

اكد المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق جيفري بيوكانن أمس أن انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي أمر محسوم، وأن آخر جندي أميركي سينسحب من العراق قبيل أعياد رأس السنة الميلادية. وأعرب في حديثه لـ”الاتحاد” عن قلقه بشأن التدخل الإيراني في العراق وتحرك مليشيات الحرس الثوري الإيراني، نافيا إبقاء قواعد أميركية مستديمة أو سرية في العراق بعد عملية الانسحاب. وقال بيوكانن الذي أمضى في العراق خدمة أمدها ثمان سنوات، إن “الانسحاب من العراق لا يعني نهاية للعلاقة العسكرية والمدنية بين البلدين فالقوات الأميركية ستكون دائما جاهزة لمساعدة العراقيين”، مؤكدا تطلع بلاده “لعلاقات قوية وطويلة الأمد مع القوات الأمنية العراقية”. وأكد أنه تم تسليم القواعد الأميركية للجانب العراقي، موضحا أنه تم تسليم 490 قاعدة أميركية من مجموع 505 قواعد للجانب العراقي، ولم يتبق إلا 15 قاعدة يجري حاليا تصفيتها لتسليمها جميعا للجانب العراقي أيضا. وذكر أن حجم الخسائر التي تكبدتها القوات الأميركية هو 4472 قتيلا وأكثر من 32 ألف جريح وأن 39 ألف جندي مازالوا يخدمون في العراق سيخرج آخرهم قبل نهاية العام الجاري. وتوقع عودة نشاط المليشيات المسلحة أو محاولة تدخل بعض دول الجوار وخصوصا إيران قائلا “لا يمكن التكهن بالمستقبل لكنني قلق بشأن التهديدات من قبل مليشيات مسلحة مدعومة من إيران، لقد كانوا يدعون أنهم يهاجمون القوات الأميركية لكن معظم الضحايا هم من العراقيين، وأعتقد أن قوات القدس وبعض المليشيات ستتحرك بعد الانسحاب، لكني أشعر بالثقة على قدرة القوات العراقية بالتعامل مع هذا الوضع والقضاء عليه”. وقال أيضا “إن التدخل الإيراني يتطلب التعامل مع الأمر بالحوار السياسي بين العراق وإيران، لأن علاقتهما لن تنقطع مع وجود الحدود الطويلة بينهما، وكذلك كل دول الجوار”. ودعا إيران إلى “احترام سيادة العراق، فقد كانت تحاول في الفترة الماضية عزل العراق عن جيرانه وعن الولايات المتحدة الأميركية، كما أنها تحاول الهيمنة على العراقيين، لكن العراقيين لن يسمحوا بهذا الأمر وإن علاقتنا مع العراق والعراقيين ستستمر بعد الانسحاب”. وقال بيوكانن بشأن حجم التدخل الأميركي فيما لو تعرض العراق لأي تهديد خارجي “حسب الاتفاقية الأمنية لنا الحق بالتدخل لصد أي تهديد يواجه العراق لو طلبت الحكومة العراقية منا ذلك، ونحن نحترم سيادة وأمن العراق والعراقيين وسنكون ملتزمين معهم بشراكة طويلة الأمد”. ورد على سؤال حول القصف التركي والإيراني لحدود العراق قائلا “لقد صنفت الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني ضمن المنظمات الإرهابية ونحن ندعم العراق من الناحية الاستخبارية، ونأمل من العراق وتركيا الجلوس على طاولة الحوار من أجل القضاء على كل المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن البلدين لأن الهزيمة الكبرى تكون عبر الحوار السياسي، والقوات الأميركية ليس لها حق التدخل في هذا الأمر إلا من خلال دعوة الحكومة العراقية للحوار والحفاظ على سيادة كلا البلدين”. وأكد بيوكانن أن الحديث عن وجود قواعد أميركية مستديمة أو سرية في العراق بعد عملية الانسحاب غير صحيح، مشيرا إلى أن حكومة بلاده ملتزمة بالاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق عام 2008، والتي تلزم القوات الأميركية بالانسحاب من العراق نهاية العام الحالي. وأوضح أن العراق وأميركا حصلتا على فرص متكافئة من خلال العمل سوية لشراكة طويلة الأمد من خلال اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة في جميع المجالات وبما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأميركي. وحول التجارب التي استخلصها من خدمته في العراق بعد ثماني سنوات قال بيوكانن “لقد تعلمت الكثير من العراقيين وأهمها أن على أي عسكري أن يفهم عادات وتقاليد الشعوب التي يتوجه لها من أجل النجاح في التعامل معهم”.