الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النصفية» الأميركية ليست ثورة

10 نوفمبر 2014 22:09
في ليلة الانتخابات عام 1994 عندما استعاد الجمهوريون الهيمنة على مجلس النواب مرة أخرى بعد أربعين عاماً، كنت وسط الجمهور أشاهد «نيوت جينجريتش» الذي أصبح بعد فترة قصيرة رئيساً للمجلس وهو يعلن بداية «ثورة جمهورية». وعرفت على الفور أن أذكى رجل عملت لصالحه وقع في أسوأ زلة لسان في مشواره المهني. فلم يدل أحد بصوته للجمهوريين ليبدؤوا ثورة، بل الناس صوتوا لأن كيلهم فاض من توسع الرئيس الديمقراطي المفرط في الرعاية الصحية، ومن حكومته غير القادرة فيما يبدو على القيام بأصغر الأمور بفعالية. ونعرف جميعاً ما حدث عندما حاول جينجريتش تحويل خطابه إلى فعل. ألا تبدو القصة مألوفة؟ صحيح أنه لا أحد تحدث هذا الأسبوع عن «ثورة» بالتحديد، لكن الجمهوريين، على امتداد البلاد، وفي غمرة فرحهم بالانتخابات يوم الثلاثاء، كادوا أن يقترفوا الخطأ نفسه. صحيح أن عدد الأميركيين الذين يمثلهم جمهوريون الآن أصبح أكبر من أي وقت مضى منذ عقود. لكن الموجة المعادية للديمقراطيين ليست دعماً للجمهوريين. ففي كثير من السباقات التي تفوّق فيها الحزب الجمهوري على الديمقراطي لم يكن نجاح الجمهوريين بسبب إنجازاتهم في الكونجرس. فلو أن للأميركيين صوتاً واحداً يجمع الـ310 ملايين لسُمع وهو يقول مساء الثلاثاء: «واشنطن لا تنصت وواشنطن لا تقود وواشنطن لا تلبي». والولايات المتنازع عليها بين الحزبين أطاحت بنوابها الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لأنهم أقرب لواشنطن من قربهم للأشخاص الذين انتخبوهم. والتصور الحالي بأن هذه الانتخابات هي رفض للرئيس أوباما خاطئ. وأيضاً من الخطأ القول إنها تفويض بتبني قائمة أولويات مسرفة في محافظتها. وقد أظهر مسح أجرته شركتي للاستشارات ليلة الانتخابات، لصالح منظمة «حلم كل أميركي» الناشطة سياسياً، أن الأهم لدى الناخب أن يستطيع المرشح أن «يزلزل ويغير الطريقة التي تعمل بها واشنطن». ولست بحاجة لاستطلاع رأي لأعرف هذا. فالمزاج واحد في أكثر البلدات الريفية جمهوريةً وفي أكثر المدن الكبيرة ديمقراطيةً. فالناس يرون أن واشنطن منهارة وتتراجع، وأن هذه الحكومة لم تعد تعمل في صالحهم بل في صالح الأغنياء وأصحاب النفوذ. والناخبون صوتوا لصالح الذين لم يعدوا بالكثير لكنهم يعملون بشكل أفضل على حساب مَن قدموا وعوداً أكبر. والمسح الذي أجريناه ليلة الانتخابات أظهر أن 42 في المئة اختاروا مرشحهم لأنهم يكرهون خصمه أكثر. وأظهر استطلاع للرأي سابق على الانتخابات أن ما يزيد على 70 في المئة من الناخبين يريدون العصف بالجميع والبدء من جديد. والفوز يوم الانتخابات ليس النهاية. والهدف لا يتعين أن يكون الانتظار حتى الانتخابات التالية، فهذه استراتيجية خاسرة. بل يتعين أن يكون الهدف هو استعادة الثقة في المستقبل. والسؤال هو ما يستطيع الجمهوريون فعله على كل المستويات لجعل هذا يحدث وتجنب تكرار أخطاء الماضي؟ أخضعوا واشنطن للمساءلة. وهذا يعني أيضاً إخضاع الزملاء للمساءلة. وعدم التغافل عن الوعود التي لم تتحقق. فإذا كنت مختلفاً فعلاً فلتعمل بشكل مختلف حقاً. ثانياً: اجعلوا أولويات الشعب أولوياتكم. ففي المسح الذي أجريناه، كانت أولى الأولويات هي جعل الحكومة أكثر كفاءة والتحكم في الإنفاق. فرانك لونتز * * مستشار إعلامي جمهوري ورئيس شركة «لونتز جلوبال بارتنرز» للاستشارات ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©