الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مؤرخ بريطاني يسرد حكايات من تاريخ حياة الإنسان في الإمارات

16 أكتوبر 2012
نظمت جامعة نيويورك أبوظبي أمس الأول جلسة حوارية لطرح كتاب “من اللؤلؤ إلى النفط” للمؤلف المؤرخ البريطاني “ديفيد هارد” الذي عاش في دولة الإمارات منذ ستينيات القرن الماضي، مستكشفا النفط مع إحدى الشركات البريطانية. ويعد الكتاب وثيقة تاريخية تشهد على مرحلة ما قبل النفط التي شهدتها دولة الإمارات ما بين الحربين العالميتين التي أعقبها فترة استكشاف الشركات العالمية على مخزون النفط فيها. ويتضمن الكتاب نسخا لم يسبق أن تم نشرها وهي عبارة عن رسائل ومذكرات وتقارير وبحوث ومخطوطات وغيرها من المدونات التي سجلها مسؤولو الحكومة البريطانية حينذاك مع صور نادرة للخرائط والرسوم البيانية بجانب سرد متعمق عن تاريخ الدولة وشيوخها والمقيمين فيها وزوارها. وأدار الندوة التي عقدت في فندق “أبوظبي انتركونتننتال” بجانب مؤلف الكتاب كل من مارك بييش مدير الساحة الثقافية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وفيليب كينيدي استاذ مساعد للدراسات الإسلامية في جامعة نيويورك ونيك كوشران مستشار في شركة “ بي بي “ أبوظبي. واستعرض الكاتب في بداية الندوة العديد من الجوانب التي شملها الكتاب وعاشها خلال تلك الفترة وأبرزها الحياة الاجتماعية البدوية البسيطة التي عاشها شعب دولة الإمارات، معتمدا على تجارة اللؤلؤ والحكم القبلي العشائري الذي كان سائدا حينذاك. وتطرق الكاتب في حديثه إلى العلاقات التي كانت تربطه ورفاقه مع شيوخ الإمارات وكبار المسؤولين في إمارة أبوظبي، باعتباره كان متخصصا للتنقيب عن النفط في أبوظبي والمنطقة الغربية منوها بما كانوا يتميزون به من كرم الضيافة والعطاء والرغبة في إنشاء كيان الدولة الفتية، لما يقدمونه من دعم سخي رغبة منهم في توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات. وتوقف الكاتب ديفيد هارد عند العديد من المواقف التي كانت تشكل تحديا كبيرا لحكام دولة الإمارات نظرا للحياة الصعبة والقاسية التي كانوا يعيشونها حينذاك حيث كانت مظاهر الحياة بسيطة والإمكانات محدودة وتكاد تكون معدمة في كثير من الأحيان، مما شكل تحديا كبيرا للشركات المنقبة عن النفط للمضي نحو تقديم الدعم الفني للظفر بهذه الثروة التي شكلت فارقا مهما في مسيرة النهضة الحضارية في دولة الإمارات. وقال الكاتب ديفيد إن شيوخ وشعب دولة الإمارات كانوا السبب الأهم في تمكين الشركات من استخراج النفط حيث قدم الشيوخ الدعم المادي والمعنوي فيما عمل شعب الإمارات والمقيمون فيها على تقديم المساعدات في العثور على مواطن الحقل وكانوا بمثابة الجيولوجيين الذين يتمتعون بالفطرة بالخبرة الكافية. كما أن مهنة الغوص التي امتهنها الإماراتيون كانت السبب أيضا في مساعدة الشركات على العثور على حقول النفط في البحر. وأشار إلى أن عنوان الكتاب اعتمد على هذه العلاقة التي ربطت مهنة الغوص بالتنقيب عن النفط، موضحا أن مواقع التنقيب البري كانت تشكل تحديا حقيقا أمام الشركات نظرا للطبيعة الجيولوجية القاسية للمنطقة التي كانت تشهد عواصف رملية كانت تعيق من العمل لفترات طويلة تمتد لأشهر كاملة. وذكر الكاتب ديفيد هارد أنه عاش مرحلة سياسية مهمة مع أصحاب السمو شيوخ الإمارات المتصالحة وفترة إعلان اتحاد دولة الإمارات التي كانت المرحلة الهامة لتحول الإمارات إلى عصر جديد من النهضة والتطور والرقي والانفتاح على العالم وباتت بفضل ذلك الآن إحدى أبرز الدول في المنطقة والعالم التي يحتذى بها في التطور والنمو الازدهار. ووصف الكاتب طبيعة الحياة في تلك الحقبة، حين كانت البيوت مبنية من الطين وسعف النخيل وكيف كانت النساء تمارسن تجارة المصنوعات المنزلية للحصول على دخل يؤمن لهن رمق العيش، مما يعكس مشاركة المرأة في الحياة الإماراتية منذ بدايات عصر هذه الدولة الفتية التي استمرت إلى يومنا هذا في تحقيق الإنجازات والتطور مع أخيها الرجل. كما قدم وصفا دقيقا لإمكانيات ومقومات الحياة الإماراتية حينذاك مستخدمين الإبل لقطع المسافات عبر الكثبان الرملية واستخدام الصقور في الصيد وكيف أن سكان الإمارات حينذاك كانوا يتغلبون على الطبيعة القاسية وأشعة الشمس الحارقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©