الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الفيفا» يستعين بمباراة «الأبيض» و «السامبا» لتكون «نموذج » فارق القوة

«الفيفا» يستعين بمباراة «الأبيض» و «السامبا» لتكون «نموذج » فارق القوة
27 أكتوبر 2013 09:14
لا تزال أصداء خروج المنتخب الوطني من مونديال الناشئين تحت 17 سنة «الإمارات 2013»، تلقي بظلالها على أجواء الساحة الرياضية، خاصة بعد الأداء المتواضع الذي قدمه «الأبيض»، والذي لا يشفع للاعبيه أو جهازه الفني، كما لا يعكس الاهتمام الرسمي الكبير الذي حظي به المنتخب، وسلسلة معسكرات الإعداد الداخلية والخارجية، وأداء ما يقرب من 50 مباراة تجريبية بين ودية دولية وأخرى محلية في دوري 19 سنة. ورغم ذلك لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يودع «الأبيض الصغير» البطولة بحصيلة «صفرية» من النقاط، وبثلاث خسائر موجعة، إحداها بستة أهداف مقابل هدف، رغم أن المشهد كان يوحي في البداية أن هذا الفريق، وبموجب نتائجه في التجارب الإعدادية، قادر على تحقيق المفاجأة، وترك بصمة تسجل باسمه في سجلات الكرة الإماراتية، فقد كان نداً قوياً لكل من المكسيك، والأرجنتين وكوت ديفوار، وتعادل معها جميعاً في معسكر إسبانيا بنتيجة واحدة، وهي 1 - 1 ، ثم فاز على بنما بأربعة أهداف مقابل لا شيء، وكلها منتخبات تأهلت من المنافسات القارية لنهائيات كأس العالم للناشئين، كما أنه سبق له الفوز على منتخبي الناشئين والشباب في ماليزيا، وسلوفاكيا، وفريقي بيشكتاش، وجلطة سراي في تركيا، وفاز على نيوزيلندا في الإمارات بالتجربة الأخيرة. وبعيداً عن هذه المعطيات والدعم الكبير الذي ناله هذا الفريق من اتحاد الكرة بتوفير كل متطلبات النجاح، كانت تعيش الكرة الإماراتية أجواء انتصارية رائعة، فالمنتخب الأول هو بطل الخليج في البحرين أول العام الحالي، وأول مجموعته في التصفيات الآسيوية لنهائيات «أستراليا 2015»، ومنتخبها مواليد 98 هو بطل الخليج في قطر منتصف العام، والساحة مهيأة لتحقيق اختراق آخر على المستوى العالمي، بعد الإنجاز الذي حققه منتخب الشباب في مصر عام 2009 عندما تألق في النهائيات، من ربع النهائي، وهو على بعد خطوة من المربع الذهبي، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن. وضع النقاط فوق الحروف ونحن حينما نكتب هذه السطور لا نستهدف منها جلد الذات، أو الضغط على الجروح، لكننا نستهدف وضع النقاط فوق الحروف، حتى نستلهم منها الدروس والعبر للمرات القادمة، خاصة أن الكرة الإماراتية في المجمل تسير بخطى ثابتة على المسارين الخليجي والآسيوي، ومعها أصبحت الطموحات متصاعدة إلى آفاق أرحب على ضوء إنجازات المنتخبات في مختلف المراحل السنية، وبمختلف المسابقات، خاصة أن مشاركتنا الأخيرة في كأس العالم للناشئين كانت عام 2009 في نيجيريا، وشهدت تأهل «أبيض الناشئين» بقيادة علي إبراهيم إلى دور الـ 16، ثم خروجه بشكل مشرف عند الخسارة أمام تركيا. بنظرة سريعة على أداء جميع المنتخبات في كأس العالم للناشئين نرى أن هناك 5 فرق فقط هي التي حصدت لقب الأضعف في المجموعات الست وذلك لأنها ودعت جميعها دون أي فوز في خزائنها وخرجت بـ «الصفر الكبير» بعد سلسلة من النتائج السلبية في مشوار الدور التمهيدي للمونديال، وهذه المنتخبات هي «الإمارات، العراق ، نيوزيلندا، فنزويلا، بنما»، ورغم القاسم المشترك بينها جميعا، وهو الأداء السيئ، والفشل في تحقيق تعادل أو فوز، إلا أن أرقام الأداء الفني والتكتيكي لمشوار البطولة، يعكس مدى تواضع مستوى منتخبنا بصورة شديدة، وضعته في قمة ترتيب الأسوأ، وأصبح بحق هو الحلقة الأضعف، من واقع أرقام وعدد التسديدات على المرمى واللعب الهجومي، أو تلقي تسديدات من هجمات منظمة شنها المنافسون، فضلاً عن نسبة الاستحواذ وعدد مرات التسلل والضربات الركنية. وفي المباريات الثلاث التي خاضها منتخبنا في المجموعة الأولى التي كانت سهلة نسبياً في ظل وجود منتخبات سلوفاكيا وهندوراس التي دون تاريخ يذكر، وليس البرازيل القوي صاحب المواهب الفذة، حيث سدد مهاجمو «الأبيض» 13 تسديدة فقط على المرمى في المباريات الثلاث، منها 8 باتجاه المرمى، بينما تلقى 52 هجمة منظمة على دفاعاته انتهت إلى 33 تسديدة على حارس المرمى، وسجلنا هدفين فقط ودخل مرمانا 11 هدفاً، كثالث أضعف دفاع في البطولة كلها بعد العراق 12 هدفاً ونيوزيلندا 11 هدفاً، أما الركنيات، فقد حصلنا على 8 ركنيات، بينما احتسب ضدنا 13 ركنية، ووقعنا في 5 مرات تسلل بينما نجحت دفاعاتنا في نصب مصيدة التسلل مرة واحدة في المباريات الثلاث، وفيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة فكان في المباراة الأولى 41% والثانية 28% التي تعتبر الأقل في البطولة كلها والثالثة 48% أما عن مشوار بقية المنتخبات بلغة الأرقام فكان منتخب نيوزيلندا هو ثاني أضعف منتخب بالبطولة بعد منتخبنا، من حيث الأداء دفاعاً وهجوماً ونسبة الاستحواذ، مقارنة مع فرق مجموعته، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن المجموعة الثانية التي وقع فيها هذا المنتخب كانت بحق مجموعة حديدية، حيث ضمت كوت ديفوار بطل أفريقيا وأوروجواي وصيف أميركا اللاتينية وإيطاليا وصيف بطل أوروبا، وحل نيوزيلندا كثاني أضعف دفاع في البطولة بتلقي مرماه 11 هدفاً، ورغم ذلك كانت له بصمات فنية في المباريات التي خاضها أفضل من بصماتنا الضعيفة، حيث سدد 15 مرة على المرمى منهم 7 على المرمى، وتم شن 80 هجمة على مرماه انتهت بـ 45 تسديدة بين القائمين، ونجح رغم ذلك في الحصول على 10 ركنيات بينما احتسبت ضده 22 ركنية ووقع لاعبوه في 7 حالات تسلل بينما نصبوا المصيدة للمنافسين في 6 حالات. أما عن الاستحواذ وزمن اللعب فحصل في المباراة الأولى على 29% نسبة امتلاك والثانية 42% والثالثة 38%، فيما كان المنتخب العراقي أفضل منا في الأداء الهجومي رغم خروجه بـ «صفر» من النقاط حيث قاد 39 هجمة منها 24 تسديدة على مرمى المنافسين في مبارياته بالمونديال، بينما تم شن 47 هجمة على مرماه تم تسديد 28 مرة منها على المرميين، وسجل هجوم العراق هدفين وتلقت شباكه 12 هدفاً في صدارة ترتيب أضعف دفاع بالبطولة، وحصل العراق على 23 ضربة ركنية بينما احتسبت ضده 18 ركنية ووقع 8 مرات في حالات تسلل، بينما نصب دفاعه مصيدة التسلل لمهاجمي المنافسين مرتين فقط، وفي الاستحواذ فجاء في المباراة الأولى 34% والثانية 44 % والثالثة 42 %. المنتخب اللغز أما المنتخب الفنزويلي فكان لغز هذه البطولة، حيث أجاد في الأداء التكتيكي والهجومي ولكنه خسر جميع مبارياته، بعد أن سجل هدفين وتلقت شباكه 9 أهداف، وقاد 33 هجمة انتهت بـ 18 تسديدة على المرمى، بينما شنت الفرق 47 هجمة على مرماه، منها 26 تسديدة على المرمى، وحصل على 13 ركنية، كما احتسبت ضده 13 ركنية أيضاً، ووقع في 14 حالة تسلل وأسقط مهاجمي منافسيه في 5 حالات تسلل فقط، أما نسبة الاستحواذ فكانت 60% ضد المنتخب التونسي ومع ذلك خسر اللقاء بهدفين لهدف، وتراجع في المباراة الثانية وامتلك الكرة 31% وفي الثالثة 42%. كما خرج منتخب بنما أيضاً بصفر من النقاط بينما كان أداؤه أفضل نسبياً من بقية المنتخبات بواقع تسجيل هدفين، وتلقت شباكه لـ 7 أهداف، حيث نجح في قيادة 34 هجمة على منافسيه سدد منها 14 مرة على المرمى، بينما شنت ضده 56 هجمة منها 35 تسديدة على مرماه، وحصل على 11 ركنية واحتسب ضده 16 ركنية، ووقع مرتين فقط في التسلل بينما اسقط منافسيه في 5 مرات تسلل، وفي نسبة الاستحواذ فقد كانت 45% في المباراة الأولى و42% للثانية و43% للثالثة بما يعرف نظرياً بثبات المستوى الفني للفريق. نموذج رسمي على جانب آخر لم يجد مسؤولو «الفيفا» عندما بحثوا عن نموذج يتم اتخاذه كمثال عام خلال ورشة تطوير الأداء التدريبي لمدربي الشرق الأوسط التي أقيمت على هامش البطولة واختتمت أمس في دبي، أسوأ من أداء منتخب الإمارات أمام البرازيل، حيث تم تحليل المباراة خلال الورشة واستخراج العديد من الدروس الفنية وأيضاً كمثال للفوارق بين القوي، وبين منتخب عملاق ومسيطر ويملك الملعب ومنتخب آخر بلا حول ولا قوة داخل الملعب ولاعبوه في حالة من التوهان الفني. من جانبه، أكد الخبير الألماني بن شتوبر المحاضر بورشة عمل تطوير الأداء الفني للمدربين على هامش المونديال، ومسؤول تطوير أساليب التدريب بـ «الفيفا»، أن المستوى الفني للبطولة بشكل عام جيد، حيث أظهرت عدة منتخبات قدرة فنية عالية وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين ونيجيريا والمغرب، بينما عكست أيضاً تواضع مستوى منتخبات أخرى مثل الإمارات وبنما وسلوفاكيا وفنزويلا. علامة استفهام وعن رأيه في أداء المنتخب الإماراتي تحديدا، قال شتوبر في تصريح لـ «الاتحاد» إن المستوى لم يكن جيداً، خصوصاً أمام البرازيل، ولكن هذا الأمر طبيعي نظراً لقوة «السامبا»، ولكن علامة الاستفهام كانت في الأداء أمام هندوراس وسلوفاكيا، وأوضح أن أكثر ما لفت نظره هو أن قاعدة اللاعبين الممارسين للعبة في الأندية والأكاديميات ضعيفة للغاية، من حيث الأرقام، خاصة لو قارناها مع حجم الممارسين للعبة في كل من البرازيل أو سلوفاكيا وهندوراس، وقال «ضعف قاعدة الممارسين يعتبر عيباً خطيراً يؤثر على أداء المنتخبات بالمراحل السنية، ولو كانت ألمانيا قد تأهلت لكانت قدمت لاعبين متميزين للغاية، حيث تملك ألمانيا مليون لاعب في عمر 16 و17 سنة وهو رقم مخيف للغاية بينما تملك البرازيل مليوني، وفي المقابل نجد أن تعداد سكان الإمارات مليون مواطن إماراتي، وهذه الفوارق يجب أن تؤخذ في الحسبان، لذلك أتمنى ألا تقارنوا مستوى منتخب الإمارات ببقية المستويات الأخرى خاصة على المستوى العالمي». وعن تعليقه على الأداء العام لـ «الأبيض» قال «شاهد له مباراتين فقط أمام هندوراس والبرازيل، ورأيت أنه ضعيف دفاعياً وغير متجانس في معظم الخطوط ويفتقد للهجوم المنظم واللمسة الأخيرة، كما أعتقد أن اللاعبين كانوا في حاجة لتهيئتهم نفسياً لضغوط البطولة بشكل خاص».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©