في الوقت الذي حظي الكلاسيكو الإسباني بين البارسا والريال بالاهتمام الإعلامي والجماهيري على المستوى العالمي خلال الأيام الماضية، يتأهب عشاق كرة القدم العالمية وخاصة الإنجليزية لقمة كروية جديدة واعدة بالإثارة، بين تشيلسي ومان سيتي اليوم بملعب ستامفورد بريدج في إطار مباريات المرحلة التاسعة لـ”البريميرليج”.
وبعيداً عن أهمية المباراة من الناحية الكروية، وسعي “البلوز” والسيتزن” للمنافسة على لقب الدوري، فإن المواجهة بينهما تزاحم القمم الكروية العالمية من الناحية المالية، إذ إن المباراة هي الأغلى في تاريخ الكرة الإنجليزية على حد تأكيد صحيفة “الميرور” البريطانية، والتي كشفت في إحصائية مالية لها عن أن “البلوز” و”سيتي” استثمرا معاً ما يقرب من مليار و400 مليون استرليني خلال العقد الماضي، أي منذ عام 2003 وحتى الآن، مما جعلهما ينافسان بقوة على البطولات، سواء على المستوى المحلي الإنجليزي أو القاري الأوروبي، وأصبحا من بين القوى الكروية الكبيرة بعد أن كانا من بين أندية الوسط في إنجلترا قبل سنوات قليلة.
وتابع تقرير الصحيفة: “بالنظر إلى استثمارات تشيلسي وسيتي في العقد الماضي، يمكن القول إن مباراة اليوم هي الأغلى في الدوري الإنجليزي، بل الأغلى على المستوى العالمي، إلا إذا التقى تشيلسي مع ريال مدريد في الدوري الأبطال، لأن مواجهة البلوز مع الملكي في هذه الحالة سوف تكون الأغلى في تاريخ كرة القدم”.
من جانبه، أكد موقع “بي بي سي” أن القيمة المالية لنجوم تشيلسي وسيتي في مباراة الليلة تصل إلى 820 مليون جنيه استرليني، مما يجعلها من بين القمم الكروية الأغلى في العالم، وليس في الدوري الإنجليزي فحسب.
عودة كول
على الصعيد الفني، يسعى تشيلسي إلى تحقيق الفوز في قمة اليوم، لكي يستمر في دائرة المنافسة على اللقب، حيث يحتل المركز الثاني قبل انطلاقة المرحلة التاسعة برصيد 17 نقطة، فيما كان “سيتي” يستقر قبل بداية مباريات الأسبوع في المركز الرابع برصيد 16 نقطة، ويملك السماوي هجوماً قوياً، أحرز 20 هدفاً في 8 مباريات، بينما اكتفى فريق مورينيو بتسجيل 14 هدفاً، ولكن الفريق اللندني أقوى دفاعياً، فقد دخل مرماه 5 أهداف، فيما سمح دفاع سيتي بدخول 9 أهداف.
التقارير الواردة من لندن تفيد أن آشلي كول سوف يعود إلى تشكيلة تشيلسي بعد الغياب في المباراتين الماضيتين، وهو من عناصر الخبرة التي يعول عليها مورينيو في المباريات الكبيرة، وفي المقابل تستمر معاناة “سيتي” في ظل استمرار غياب القائد فنسنت كومباني بداعي الإصابة.
رقم “مو”
يعد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أحد نجوم “البريميرليج”، ومنذ عودته إلى أجواء الكرة الإنجليزية ارتفعت وتيرة الإثارة في المواجهات التي يكون تشيلسي طرفاً فيها، ومباراة اليوم هي الأولى لمورينيو أمام سيتي في العهد الجديد، أي منذ أن أصبح الفريق منافساً حقيقياً على البطولات، وليس مجرد كيان كروي صغير.
وتشير الأرقام إلى أن مورينيو لم يسقط على أرض “ستامفورد بريدج” خلال الحقبة الأولى لتوليه قيادة تشيلسي، والحقبة الحالية على مدار 64 مباراة، حيث قاد فريقه للفوز في 50 والتعادل في 14، كما حقق الفوز في مبارياته الأربع التي أقيمت على ملعبه الموسم الحالي، الأمر الذي يعني أن فوز سيتي اليوم يجعله أمام إنجاز كروي لافت، على صعيد إيقاف النتائج الإيجابية لمورينيو بمعقل الفريق اللندني.
7 مواجهات
شهدت الملاعب الإسبانية 7 مواجهات بين جوزيه مورينيو، حينما كان يتولى تدريب الريال، ومانويل بيليجريني المدير الفني لمان سيتي خلال فترات تدريبه لأندية الليجا، وخلال المواجهات المذكورة، فاز مورينيو في 5 مباريات، وتعادلا في مباراة، وحقق بيليجريني الفوز في مباراة واحدة، ولكن الأمور تبدو مختلفة هذه المرة، حيث يقود المدرب التشيلي فريق سيتي الذي لا يقل في مستواه عن الفريق الذي يقوده مورينيو.
الأرقام تشير كذلك إلى أن سيتي لا يحقق النتائج الإيجابية التي تحلم بها جماهيره خارج ملعبه، فقد كان فوزه على وست هام هو الأول له في بطولة الدوري خارج ملعب الاتحاد للموسم الحالي، كما أنه في آخر 12 مباراة خارج ملعبه “منذ نهاية الموسم الماضي وبداية الحالي” فاز في 4 وتعادل في 3 وتلقى 5 هزائم.
ولو حسمت المواجهة بينهما كمدربين بما حققاه في إسبانيا فسيخرج مورينيو منتصرا وبفارق كبير حين يلتقي فريقه تشيلسي مع مانشستر سيتي الذي يقوده بليجريني. وعين مورينيو بدلاً من بليجريني في ريال مدريد في مايو 2010 وبعدما عاد بليجريني لتدريب ملقة بعد ذلك بخمسة أشهر التقيا سبع مرات في دوري الدرجة الأولى وكأس الملك بإسبانيا خلال موسمين ونصف.
وتفوق مورينيو بخمسة انتصارات لريال في المواجهات السبع بينها الفوز 7-صفر و6-2 في الدوري قبل أن يتركا إسبانيا معا إلى انجلترا في نهاية الموسم الماضي. وتوقع النتائج في الدوري الانجليزي الممتاز أصعب إلى حد كبير منها في الدوري الإسباني.
وسيلتقي الفريقان اليوم والفارق ليس كبيراً بينهما في المستوى. ويحتل تشيلسي المركز الثاني برصيد 17 نقطة ويأتي سيتي في المركز الرابع ولديه 16 نقطة، وكل منهما انتصر في آخر مباراتين بالدوري محققا نتيجة مقنعة وكل منهما انتصر خارج أرضه هذا الأسبوع في دوري أبطال أوروبا إذ سحق تشيلسي شالكة الألماني 3-صفر وتغلب سيتي على تشسكا موسكو في روسيا 2-1. ورشح كلا الفريقين كمنافس محتمل على اللقب ويسعيان على الأقل لإنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل لكن سيتي لديه سجل أفضل بأربعة انتصارات وتعادل واحد في آخر خمس مباريات ضد تشيلسي وبينها الفوز عليه في مباراة الدرع الخيرية، وفي قبل نهائي كأس الاتحاد الانجليزي الموسم الماضي. ويلعب اليوم أيضا سندرلاند مع نيوكاسل يونايتد، وسوانزي سيتي مع وستهام يونايتد، وتوتنهام هوتسبير مع هال سيتي.
عدد اليوم
