الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لن ترهبونا» حراك مدني في عدن يتصدر مواجهة الإرهاب

«لن ترهبونا» حراك مدني في عدن يتصدر مواجهة الإرهاب
12 مارس 2016 20:16
عدن (الاتحاد) تحولت شوارع عدن الرئيسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى لوحات فنية تشكيلية، مجسدة لقيم التسامح والمحبة والسلام، تحث العابرين على رفض كل تراكم على وجهها من سلوكيات دخيلة على المدينة والتي تتهدد أمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي. وعلى الرغم من حجم الآلام والمآسي التي خلفتها الأعمال الانتحارية والاغتيالات التي شهدتها عدن خلال الأيام الماضية، يتجدد وجه المدينة وبصوتها السلمي الرافض للعنف والمقاوم للخوف.. «لن ترهبونا». وفي الوقت الذي تجاهد فيه السلطة المحلية لمواجهة حالة من الاختلالات الأمنية التي خلفتها الحرب التي شنها تحالف الانقلاب على الشرعية على المدينة، ودحرهم من قبل المقاومة الشعبية المسنودة بدعم قوات التحالف العربي، تصدر ناشطون حقوقيون ومنظمات مدنية، فعاليات مستمرة مناوئة للعنف والإرهاب. ويعتبر حقوقيون أن جماعات العنف والإرهاب تحقق أهدافها من خلال زرع الخوف والرعب بين أوساط المجتمع. ويقول ماجد الشاجري رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني لـ «الاتحاد»: «المجتمع المدني من خلال أنشطته يتوجه برسائل قوية إلى كل من يريد العبث وإقلاق أمن واستقرار المدينة، وتأكيد الصمود والعمل من أجل الحياة والعيش بسلام، متحدين بذلك مختلف أعمال العنف والترهيب». وفي ساحة العروض في خرومكسر، شارك المئات من المواطنين البسطاء والناشطين المدنيين في إحياء مبادرة طوعية تحمل اسم «كلنا أمن عدن»، هدف القائمون على هذه الحملة إرسال رسالة للجماعات المتطرفة التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار الذي تشهده عدن منذ تحررها من سيطرة المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح. الفعالية في الساحة المركزية التي شهدت أثناء حكم المخلوع صالح أعمال قمع وحشية لمتظاهرين سلميين، رسمت لوحة مدنية عبر من خلالها المواطنون والنشطاء عن إدانتهم للعنف والإرهاب، وضرورة مساندة السلطات الرسمية ودعمها في مواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يخدم المتمردين بشكل أساسي من خلال سد الفراغ الأمني، وتعزيز أقسام الشرطة، ورفدها بالعناصر الأمنية المدربة. تحالف «كلنا أمن عدن» تبنى أيضاً مشروع «مساحات آمنة»، وبدء إقامة ماراثون رياضي شارك فيه 80 شاباً من مختلف مديريات عدن، لبوا الدعوة التي تم الإعلان عنها قبل أيام، وذلك بهدف تشجيع الشباب رياضياً، وإعادة تفعيل دور الأندية الرياضية. التفجيرات الأخيرة وارتفاع عدد الضحايا من جنود ومدنيين، دفعا بتحرك شعبي ومدني، حيث تبنى عدد من النشطاء الحقوقيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تناهض الإرهاب، وتدعو المواطنين إلى مساعدة أجهزة الأمن في حملتهم لتطهير المدينة من هذه الآفة، في الوقت الذي بثت فيه شركات المحمول رسائل توعوية تدعو إلى ترك السلاح ومناهضة الإرهاب لجعل عدن آمنة ومستقرة. وأكدت انتصار علوي، رئيس التحالف، أن جميع شرائح المجتمع معنية، ولا بد أن تسهم في تطبيع الأمن، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، منوهةً: «إن خلق مساحة آمنة رمزية ليمارس فيها المواطن البسيط حياته وهواياته هي خطوة أولى في طريق استعادة المدينة، فوجود حواجز الخوف في أوساط المجتمع، أدت إلى فتور وركود للحياة في الشارع، وعزوف الشباب عن الأنشطة المدنية المختلفة، فبادر التحالف لكسرها، يقيناً منا بأنها موجة مؤقتة وستزول قريباً». ولم تقتصر الفعاليات المدنية المناهضة للإرهاب على صدر صفحات التواصل الاجتماعي، بل بدأت بالنزول للميدان من خلال الفعاليات التضامنية مع أجهزة الشرطة والضحايا، وتؤكد الناشطة إخلاص الكسادي، خلال إحدى الفعالية، تضامنها مع أفراد الأمن وثقتها بعودة الحياة إلى المدينة أفضل مما كانت عليه، تقول الكسادي: «ثقتي في أننا سنعيش بأمن وأمان ونحقق كل ما نتمناه، ومع كل تهديدات إرهابية ستبقى عدن مدينة للحب والسلام». وشدد محمد غلام ناشط حقوقي، عضو في مؤتمر الحوار الوطني، على حيوية شباب عدن وأهمية مواجهة الإرهاب بمختلف الوسائل والتصدي له بالكلمة، ويؤكد «عدن عصية على الإرهاب، وتأبى الليل وخفافيش الظلام، وهي تثبت على الدوام رفضها لكل من يعكر صفو سلامها وسكينتها». وأشار إلى تواصل الفعاليات المنددة بالعنف والقتل والإرهاب، والتضامن مع أفراد الأمن ودعمهم معنوياً للتصدي لكل الأخطار، مشيراً إلى أهمية دور التحالف العربي في تدريب الكوادر الأمنية الشابة وتفعيل أقسام الشرطة في مختلف مديريات المحافظة. ويرى الناشط هاني المحوري أن الحراك المدني الرافض للعنف والإرهاب، يبرهن على أن المدينة بقيمها وتاريخها لا يمكن أن تكون ملاذاً لعشاق الموت والقتلة المأجورين، مضيفاً «أتمنى أن تتواصل الفعاليات حتى تتعافى المدينة من أشباح الظلام والأطراف المخربة ممن فقدوا مصالحهم في عدن والجنوب، وكل من يسعون إلى خلق الفوضى في مدينة عدن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©