محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ فرض لقاء الكلاسيكو بين الوحدة والعين على ستاد آل نهيان بأبوظبي أمس الأول، نفسه الأفضل في لقاءات الدوري حتى الآن بعد العرض الممتع الذي قدمه لاعبو الفريقين وساهم الجمهور الذي وصل عدده إلى نحو 10 آلاف مشجع في إضفاء أجواء مثالية بالمدرجات افتقدتها الملاعب هذا الموسم.
ولم يتأثر الوحدة بالنقص الكبير في خط الدفاع بغياب 3 مدافعين أساسيين، وقدم مباراة رفيعة المستوى من حيث التنظيم واللعب الضاغط وتضييق المساحات على المنافس وأدى العمل الجماعي للفريق في الدفاع والهجوم دوراً مهماً في تفوق العنابي تنظيمياً في المباراة بالذات في الشق الدفاعي وهو ما يحسب لمدربه التشيكي جاروليم الذي رغم حديثه في السابق عن صعوبة الدفع بالنجمين إسماعيل مطر وداميان دياز، لكن الثنائي غالطاه بالمستوى الذي قدماه في اللقاء بالذات اللاعب الأرجنتيني، إلا أنه أدار فريقه بشكل جيد، وكان جرئيا في سحبه للمهاجم تيجالي الذي أثر التوتر على مستواه في الملعب. ولعب دياز ومحمد الشحي دوراً مهماً في الشق الدفاعي، بجانب نجم اللقاء الأول عبد الله النوبي وماركو استرادا الذي قدم نفسه بشكل مبهر في المواجهة الكبيرة، وأكد أنه مع مرور الوقت سيكون له شأن كبير مع أصحاب السعادة هذا الموسم.
لكن مع كل هذه الإيجابيات فقد كانت السلبية الوحيدة والأكبر للوحدة هي إهدار الفرص السهلة، حيث كان الفريق الأكثر خطورة أمام مرمى المنافس، خاصة في الشوط الأول، الذي لو وفق مطر ورفاقه في استثمار الفرص العديدة لتغير مسار المباراة.
في المقابل لم يكن العين سيئاً، لكنه تنظيميا لم يكن بنفس مستوى الوحدة، وعانى الفريق من مشكلات كثيرة في الدفاع انقذه منها سوء الطالع الذي لازم لاعبي الوحدة، كما أن الأداء الفردي واللجوء إلى الحلول الفردية طغى على الأداء الجماعي.
والمحصلة العامة للقاء الكبير كانت متكافئة، حيث استحوذ العين في البداية لكن بدون فعالية هجومية، وقابل العنابي ذلك بتضييق المساحات والإجادة في الهجمات المرتدة، بينما كان الشوط الثاني الذي شهد هدفي المباراة سجالا بين الفريقين وكان بالإمكان لأي طرف أن يسجل من جديد لكن كرة القدم كانت عادلة ومنحت كل فريق نقطة.
وأكد كارل جاروليم مدرب الوحدة أن المباراة كانت متكافئة، حيث أضاع فريقه فيها فرصا مثلما فعل المنافس، لكنه كان يريد الفوز الذي عمل من أجله وكان هدفه الوحيد، لكنه مقتنع بأن النتيجة كانت عادلة للطرفين.
وقال جاروليم: المباراة كانت قوية وأجواؤها جيدة فالجمهور كان حضوره جيدا ونحن نشكر جمهورنا على تواجده الكبير ومساندته للفريق وسنعمل على أن نهديه الانتصارات في الفترة المقبلة، وكنا نأمل أن نهديه السعادة في هذه المباراة أيضا لكن التوفيق لم يحالف مهاجمينا في العديد من الفرص.
وأضاف: تحدثت قبل المباراة عن النقص في الفريق المتمثل في غياب حمدان الكمالي وعيسى سانتو وحسين فاضل، ومع خطورة العين الهجومية كان لابد أن نتعامل مع هذا الوضع، وأعتقد أننا وفقنا في ذلك فخط الدفاع الذي دفعنا به قدم مباراة كبيرة ولم يقع في أخطاء تذكر باستثناء الخطأ الذي نتج عنه هدف العين، وهذا التميز الدفاعي لا يعود للمدافعين فقط بل لعمل الفريق الجماعي، حيث ركزنا على عدم منح العين مساحات يتحرك فيها ويمثل من خلالها خطورة على مرمانا.
وتابع: أنا راض عن المستوى الذي قدمه الفريق فقد أدى اللاعبون المطلوب منهم، وصحيح كانت هناك أخطاء بسيطة، لكن الروح كانت عالية والعمل الجماعي كبيرا، فقد نبهت اللاعبين على ضرورة العمل كمنظومة واحدة عند فقدان الكرة وكيفية التحول من الدفاع إلى الهجوم بعد استرجاعها، ونتج عن هذا العمل صناعة فرص عديدة لم نوفق فيها.
وتابع: في الشوط الثاني لعبنا بالروح نفسها لكن للأسف استقبلنا هدفا في توقيت مبكر، وتمكنا من العودة للقاء بهدف التعادل، وبعده كان الهجوم متبادلا، والفريقان لعبا من أجل الفوز وصنعنا فرصا مثلما وجد العين فرصا.
وعن إضاعة الفرص خاصة من النجم إسماعيل مطر وسحبه للمهاجم تيجالي قال جاروليم: إسماعيل مطر لاعب خبرة ومؤثر وبإمكانه أن يسجل أو يصنع هدفا حاسما في أي لحظة في المباراة وإهداره للفرصة أو اثنتين لا يعني استبادله، أمام بالنسبة لتيجالي فقد كنت أريد تفعيل الهجوم بشكل أكبر.
وأشاد مدرب الوحدة بالمستوى الذي قدمه ماركو استرادا وقال: اللاعب عاد بعد توقف طويل بسبب الإصابة مؤخرا وما زال يحتاج للوقت حتى يصل إلى الفورمة المطلوبة، وقدم أداء جيدا رغم أنه فقد الكرة في مناسبات عديدة خلال المباراة. وعن ظاهرة إهدار الفرص أمام مرمى المنافس قال: لقد تحدثت مع اللاعبين قبل المباراة عن أن مثل هذه المواجهات لا تكون فيها فرص كثيرة للتسجيل لذلك عليهم التركيز في استثمار الفرص التي يصنعونها أمام مرمى العين، وكما ذكرت فإن النتيجة عادلة للطرفين.
عدد اليوم
