الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الزجاجيات الاستشراقية» سجل للتواصل بين الشرق والغرب

«الزجاجيات الاستشراقية» سجل للتواصل بين الشرق والغرب
21 أكتوبر 2015 22:58
عصام أبو القاسم (الشارقة) افتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، صباح أمس بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية معرض «الزجاجيات الاستشراقية - روائع من متحف لودفيغ ويوسف لوبماير في فيينا» والذي تستمر فعالياته أمام الجمهور حتى 16 يناير 2016. وتجول سموه في جنبات المعرض وردهاته والذي ضم قطعاً فنية إبداعية مستوحاة من تقاليد الفن الإسلامي تعود للقرن 19 الميلادي. وقد رافق سمو ولي عهد الشارقة خلال جولته في المعرض كل من العميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسفير النمسا لدى دولة الإمارات، ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، ومحمد ذياب الموسى، وليونيد روث، المدير الإداري في شركة ومتحف لوبماير. ضم المعرض أكثر من 90 قطعة من المشغولات الزجاجية والخزفية والنقوشية والمعدنية والنحاسية التي جمعتها عائلة يوزف ولودفيغ لوبماير في النمسا، في فترة ممتدة على مدار مئتي سنة، وبعض هذه الأعمال من تصميم مرسم لوبامير، ولكن بعضها الآخر من إنجاز فنانين تعاونوا مع المرسم (أو المتحف أم الشركة) الذي عمد إلى اقتناء وحفظ العديد من هذه النوعيّة من الأعمال. لا تعكس محتويات المعرض، الذي يستمر إلى 16 يناير من العام المقبل، عناية عائلة يوزف ولودفيغ لوبماير النمساوية، بهذا الضرب من الأعمال الفنية فحسب، ولكنها تضيء أيضاً على المسارات المختلفة التي عرفها هذا النوع من الأداء الفني، فمن شغل محدود لا يتعدى تسييل وصب وقولبة الزجاج في أشكال وتصاميم محدودة، ارتقت جهود مصممي هذه الأشغال وزادت تعقيداً حين توسطت بمادة الزجاج، بمختلف خاماته، لتخليق وتصميم القناني والثريات والكاسات وسواها من الأدوات والأغراض المنزلية والمناسباتية، في أشكال فنية شديدة التنوع، مستلهمة ومتداخلة مع فنون النقش والزخرفة والخط العربي والتلوين. جاء المعرض في قسمين، غلبت على القسم الأول الأعمال ذات الطابع الفني، التي توزعت في فترينات زجاجية مغلقة، ولكنها بدت مشعة بجماليات القطع المعروضة والمتفاوتة الأحجام والمتباينة في تصاميمها وموادها. أما القسم الثاني فظهرت فيه أكثر التخطيطات والخرائط والرسومات الهندسية الخاصة بمشاريع أنجزتها لوبماير في فترات مختلفة وبمناطق متباينة من العالم وخصوصاً السعودية. وتظهر تجربة المعرض التداخل المتصل، على مدار أكثر من قرن من الزمان، بين الهواجس الجمالية والتطلعات التجارية في حركة الفنون الأوروبية، فالعائلة النمساوية التي صار لها متحفها الخاص، أنجزت واقتنت معظم هذه الأعمال تحت الطلب، وكما يرد في قصاصة مدرجة للتعريف بإحدى القطع، شرعت «لوبماير منذ ثلاثينيات القرن الماضي في توفير تحف إنارة فاخرة للقصور والأبنية الحكومية والأماكن المقدسة والفنادق وصالات المناسبات». ويبدو أن الملامح الشرقية التي طبعت بعض أعمال لوبماير جاءت على خلفية سعي العائلة لكسب مقتنين لأعمالها في العالم الإسلامي، وأول تواصل حصل لـ«لوبماير» مع البلدان الإسلامية كان في العام 1848 عندما طلب حاكم مصر، عباس حلمي الأول، ثريات ومصابيح جدران لقصره. ومن معروضات «روائع فن الزجاجيات الاستشراقية» ثمة «قنديل مسجد»، ويرد في قصاصة تعريفية مرفقة إلى جانبه، أن هذا القنديل ملك لبائع بالمزاد من باريس، هو تشارلز مانهيام الذي عاش بين 1833ـ 1910، ولقيت قناديل المساجد الإسلامية منذ العام 1878 رواجاً بين جامعي التحف الأوروبيين، وقد تناقصت هذه القناديل مع مرور الوقت فتلقى الحرفيون الأوربيون طلبات تكليفات لصنع بدائل لها، وبعضها صنعته شركة لوبماير، ويرجع ذلك إلى أن الخديوي عباس حلمي الثاني، آخر خليفة في مصر، كان قد درس في فيينا قبل توليه السلطة. وفي وقت لاحق، نجحت عائلة أو شركة لوبماير، التي كانت تواصلت مع المخترع الأميركي طوماس أديسون في 1882 لابتكار أول ثريا في العالم، في التواصل مع المملكة العربية السعودية حيث أنجزت أكثر من 1000 ثريا وقنديل للحرم الشريف في مكة المكرمة، وفي 1987 تعاونت «لوبماير» مع الدكتور كمال إسماعيل، المعماري الاستشاري للملك فهد بن عبد العزيز وشركة بن لادن السعودية، في مشروع إنارة المدينة المنورة. وتجربة المشروع شهدت إعادة تركيب الثريات المستوحاة من الطراز الأوروبي «ماريا تيريزا» واستعيض عنها بنموذج إسلامي. وقبل السعودية، باعت «لوبماير» أعمالها في باكستان وعمان وسلطنة بروناي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©