«تيري فوكس» يجمع 165 ألف درهم تبرعات لتمويل أبحاث السرطان

انطلق أمس من أمام كورنيش أبوظبي الجديد أكثر من 16 ألف مواطن ومقيم جاؤوا من مختلف إمارات الدولة ليشاركوا في ماراثون تيري فوكس، متبرعين بكل ما جادت به أنفسهم في محاولة للمساهمة في تمويل أبحاث مرض السرطان المتسبـب بـ17 % من حالات الوفاة في الدولة. وانطلق الماراثون في دورته الخامسة عشرة بعد افتتاح فعالياته من قبل الشيخ محمد بن سلطان آل نهيان نجل معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة أمس من شارع الخليج العربي في منطقة الكورنيش وحتى مستشفى الكورنيش ذهابا وإيابا لتمتد المسافة التي ساروا فيها إلى حوالي ثمانية كيلومترات. وبلغ حجم التبرعات التي تم جمعها خلال الماراثون الذي شارك فيه السفير الكندي كينيث لويس أكثر من 165 ألف درهم، سيعود ريعها الى كلية الطب في جامعة الإمارات لدعم مشاريع أبحاث السرطان والتي يديرها عدد من الخبراء المقيمين في الدولة. ولم تقتصر المشاركة في الماراثون الذي تمكن خلال أعوامه الماضية من جمع 5 ملايين درهم، منها 4 ملايين منحت لغاية تاريخه لتمويل الأبحاث المحلية، على سكان إمارة أبوظبي، حيث شارك قاطنو الإمارات الأخرى في المسيرة التي حظيت بالطابع العائلي ومشاركة من مختلف الأعمار. وأكد مشاركون في الماراثون أن مرض السرطان يعد من أكثر الأمراض تأثيرا على المجتمع وهو ما يتطلب لمواجهته تكاتف الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص والجهات التطوعية لبث رسائل توعوية حول آليات مواجهة المرض. وأشاروا إلى أن مرض السرطان عدو للجميع كما أنه مرض لا يعرف أي حدود. ومشاركتهم في سباق تيري فوكس يعد وسيلة من الوسائل التي تمكن من تغيير هذه الأوضاع، والتغلب على الشعور بالخوف والعجز الذي ينتاب العائلة والأصدقاء لدى إصابة قريب أو عزيز بهذا المرض. وماراثون تيري فوكس يستمد اسمه من “تيرانس ستانلي فوكس” وهو شاب كندي أصيبت قدمه اليمنى بسرطان العظام عام 1977 مما استدعى بترها، وفي أبريل عام 1980، بدأ تيري فوكس «ماراثون الأمل» عبر كندا بعد أن وضع قدما صناعية بدلا من قدمه المبتورة وذلك للفت الانتباه إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث الخاصة بمرض السرطان. وكان تيري فوكس يجري كل يوم بمعدل 26 ميلا واستمر ذلك 143 يوما متتالية. وفي سبتمبر من نفس العام، أصيب تيري فوكس بالسرطان مرة ثانية مما اضطره للتوقف عن استكمال الماراثون الذي كان قد بدأه. وفي يونيو العام 1981 توفي تيري فوكس عن عمر يناهز الثانية والعشرين من العمر. وخلال الماراثون، الذي شاركت به جوديث فوكس ألدر شقيقة المتوفى تيري فوكس، لعب أكثر من 160 متطوعا من الجمعية الخيرية “تطوع في أبوظبي” ومن برنامج “تكاتف” الذي ترعاه مؤسسة الإمارات دوراً محورياً في الفعاليات التي واكبت الماراثون. وشهد الماراثون أمس عروضا ترفيهية وتمارين الإحماء الرياضية السريعة. كما قامت فرقة مكونة من 40 شخصا من شرطة أبوظبي بمبادرة قديرة وذلك بعزف النشيد الوطني الإماراتي والنشيد الوطني الكندي بالإضافة الى قارعي الطبول الذين رافقوا المشاركين خلال الماراثون والذي امتد الى مسافة 8.5 كيلومتر لإضفاء جو الحماس في هذه الفعالية. وكان رئيس اللجنة التنظيمية لماراثون “تيري فوكس” في أبوظبي فريد الدبغي أوضح أن الأبحاث التي تمول من ريع الماراثون تختص في كيفية السيطرة على المرض دون خسارة الأرواح أو الخلايا والأجزاء التي أصيبت بالمرض، حيث تتناول الخلايا السرطانية، ودراسة الخلايا المصابة لتحديد الأسباب المؤدية لإصابتها، مع دراسة طبيعة كل بلد ومدى علاقتها في علاج المرض، مشيرا إلى أن نتائج هذه الأبحاث ستكون استكمالا لأبحاث عالمية. وأوضح الدبغي أن المنح للأبحاث تعطى بعد الموافقة عليها من قبل لجنة علمية مقرها في كندا وبما يكفل عدم تكرار المواضيع البحثية. يشار إلى أن أبوظبي تحتل المركز الثاني على مستوى العالم في جمع التبرعات، فيما تحتل دولة الإمارات المركز الأول عالميا من أصل 29 دولة مشاركة من حيث العائدات وعدد المشاركين في الماراثون. فتاة معاقة تمثل «زايد العليا» في الماراثون شهد الماراثون مشاركة واسعة من قبل المعاقين والمرضى المصابين بمرض السرطان، حيث أكدوا من خلال الماراثون على ضرورة تكثيف الجهود لاكتشاف العلاجات والحلول الطبية للتعافي من مرض السرطان، والتوعية بكيفية التعامل معه. وانتدبت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات لتشارك في الماراثون، حيث عبرت اليازيه جهاد اسماعيل وهي مصابة بجلطة دماغية منذ ولادتها وبنسبة توحد تبلغ 30% على أهمية التبرع لصالح إجراء الأبحاث التي قد تفيد في إيجاد حلول وعلاجات لمرضى السرطان.