الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكأس «المُرّة»!

26 أكتوبر 2013 22:54
قبل انطلاق كأس العالم للناشئين كتبت مقالة فيها بعض «التلميح أكثر مما فيها من التصريح» بأننا لم نعش أجواء حقيقية تعكس وجود بطولة عالمية على الأراضي الإماراتية، وكان عنوان مقالتي «ما بين الدوري وكأس العالم»، وأكدت أن البعض يرى في الدوري المحلي أهمية أكبر من الحديث عن كأس العالم ربما لأنها للصغار، ناسين أو متناسين أن الصغار «الذين كبروا»، هم من صنعوا المجد الحالي للكرة الإماراتية في منتخبها الأول، وأن عموري وإسماعيل مطر برزا في بطولات الفئات العمرية. كتبت مُلمحاً لأن التصريح كان يُمكن أن يكون جارحاً، قبل أيام من انطلاق البطولة التي مرت وكأنها «لم تكن» بالنسبة للبعض الكثير من المواطنين والمقيمين، ولكنها كانت للأمانة كأساً مُرّة الطعم كالعلقم للمنتخب الإماراتي الذي خرج منها عكس ما دخل. فهو دخل كمنتخب مستضيف للبطولة مرشح، لأن يتأهل للدور الثاني في مجموعة فيها هندوراس وسلوفاكيا والبرازيل، أي أنها ليست مجموعة مُرعبة، بل معقولة ومتوازنة إذا ما قارناها بمجموعة أوروجواي وإيطاليا وكوت ديفوار ونيوزيلندا أو نيجيريا والسويد والمكسيك والعراق، خاصة أن المنتخب مصروف عليه وتعبنا في إعداده، ومستعد منذ أربع سنوات، وليس منذ اليوم أو البارحة، والأنكى هو تلك التصريحات المتناقضة التي سمعناها من مدرب المنتخب راشد عامر والذي رمى بشكل أو بآخر كل العبء ووزر الخسارات على اللاعبين الذين تتحكم قدراتهم بقراراته الفنية حسب تعبيره، كلام يمكن أن نقف عنده في برامج وساعات، وليس في مقالة صغيرة أساسها المحبة للإمارات ولكرة الإمارات. صحيح أنني لست إماراتياً ولكنني أعيش في هذا البلد الطيب، بقادته وأهله وهم يعاملونني، وكأني واحد منهم، فمن حقهم علي أن أكون صادقا وأن أقول، ما هكذا توقعناك يا «الأبيض الصغير» فقد كنت مجرد وللأسف ليس مجرد «كمالة عدد» في البطولة، بل أحبطت جمهورك الذي تعود مؤخراً على الإنجازات والانتصارات، ويا ليت الأمور وقفت عند هذا الحد فقد أنهى المنتخب مشاركته في البطولة بثلاث خسارات، وبعشرة أهداف في شباكه مقابل هدفين فقط، سجلهما خالد خلفان وزايد العامري. البطولة كلها كانت كارثية بكل معاني الكلمة، إن كان في حضور الجماهير التي خذلت من قاتلوا ليستضيفوا البطولة على الأرض الإماراتية، أم على صعيد نتائج المنتخب الذي أجزم أنه لو بيّضها في أول مباراة أمام هندوراس لأجبر الجمهور على الحضور على الأقل في مباريات الإمارات، فيما غاب «حتى ساعة كتابة هذه السطور» الجمهور الذواق عن متابعة كل المنتخبات، اللهم إلا بعض الجاليات التي حضرت تساند منتخباتها، وحتى الإعلام لم يكن مواكباً للحدث بما يليق باسم البطولة «كأس العالم»، ربما لأنه لا يملك حقوق البث، وهذا عذر قد لا يكون كافياً للبعض فيما اجتهدت الصحافة المكتوبة قدر استطاعتها ومنها «الاتحاد الرياضي» ليس لأني أكتب فيها، ولكن لأن الأدلة تقول ذلك. كأس عالم مُرّة مرت ولكن دروسها يجب ألا تمر مرور الكرام أبداً. Twitter@mustafa_agha
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©