أكد رضا مسلم مدير عام شركة ''تروث'' للاستشارات الاقتصادية المستشار الاقتصادي ومعد دراسة الجدوى للمصنع، أن السوق المحلي لايحتل الأولوية الأولى في سياسة التسويق المتعلقة بإنتاج المصنع، بل يستهدف المصنع بإنتاجه دول الخليج كأولوية أولى تليها منطقة الشرق الأوسط، في طل غياب مثل هذه الصناعة في العديد من الدول بالمنطقة، ووجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط تصل إلى 5,2 مليون طن سنوياً·
وقال: إن مصنع الوطنية لتكرير السكر المزمع إنشاؤه في أبوظبي يرتقي بمفهوم التصنيع من التصنيع للداخل إلى تحقيق شعار: ''المحلية في الإنتاج والعالمية في التسويق والاستهلاك''، مشيراً إلى وجود عقود خارجية لشراء إنتاج المصنع لمدد طويلة قبل بدء الإنتاج دعمتها خبرة وعلاقات المؤسسين المحلية والدولية في مجال تجارة السكر، مما يعزز من فرص نجاح المصنع·
ولفت رضا مسلم إلى أن دراسة الجدوى التي أعدتها شركة ''تروث'' نجحت في تحديد نقطة التعادل التي تتساوى عندها نفقات وإيرادات المصنع بدقة عند 30% من الطاقة الإنتاجية القصوى، وانتهزت فرصة التعاقد على إنتاج المصنع من السكر المكرر لمدة طويلة وتوقعات زيادة الأسعار العالمية، في تحريك الطاقة الإنتاجية من 30% عند نقطة التعادل، إلى 60 % ثم إلى 80% لتصل إلى 100% خلال 3 سنوات، ومن ثم مضاعفة الإنتاج بحلول السنة الخامسة·
وشدد على أن أهم ما يميز المصنع هو تحقيقه للأرباح الصافية منذ السنة الأولى للإنتاج، مشيراً إلى أن الدراسة المالية للمشروع أكدت تحقيقه أرباحاً صافية في السنة الأولى بمقدار 2,6 مليون درهم ''700 ألف دولار''، ترتفع إلى 27,4 مليون درهم ''7,5 مليون دولار'' في السنة الثانية، ثم إلى 55 مليون درهم ''15 مليون دولار'' في السنة الثالثة، ومن المقرر أن يسترد المصنع رأس ماله في غضون أربع سنوات من بدء الإنتاج· وقال المستشار الاقتصادي للمشروع: إن نسبة العائد على الاستثمار في المشروع ستصل إلى 32 %، في حين سيبلغ العائد على حقوق الملكية 34 %، ومعدل العائد الداخلي 28 %، مشيراً إلى المصنع سيعتمد على التكنولوجيا المستوردة من البرازيل باعتبارها المصدر الرئيس لتلك التكنولوجيا في العالم، بالإضافة إلى إحدى الدول الأوروبية المتقدمة في هذا المجال لتحقيق أعلى جودة في الإنتاج والمنافسة في الأسواق المستهدفة·
وأشار مسلم إلى أن فرص تسويق إنتاج المصنع في الخارج جيدة للغاية في ظل بيانات الإنتاج العالمي للسكر مقارنة بالاستهلاك في العديد من دول العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الإنتاج العالمي من السكر يبلغ 155 مليون طن سنوياً، يقابله استهلاك بنفس القدر تقريباً، ويزيد الإنتاج العالمي بمعدل مليوني طن سنوياً، إلا أن الدول المنتجة تستهلك وحدها 75 % من إجمالي كمية السكر التي تنتجها، بينما تصدر تلك الدول باقي الإنتاج إلى عشرات الدول المستهلكة بموجب اتفاقيات طويلة الأجل، ويعرض 5 % من الإنتاج في الأسواق العالمية ليباع بأسعار البورصة المتغيرة في نيويورك ولندن تحت تأثير هزات عنيفة ارتفاعاً وهبوطاً تبعاً للعرض والطلب·
ولفت إلى أن الإنتاج العربي من السكر لا يلبي سوى 35 % من الاحتياجات العربية مما يضع السكر الخام في المرتبة الثانية في فاتورة الغذاء العربي، ولا يتعدى حجم الإنتاج العربي من السكر 3,2 مليون طن سنوياً بنسبة 3 % فقط من الإنتاج العالمي·
عدد اليوم
