مصطفى الديب (أبوظبي) - لم يجد جابريل لاعب منتخب السامبا للناشئين، وسانتوس أي مجال للمقارنة بين ما وجده في الإمارات، وما اعتاد على رؤيته في بلاده، وانتابته حالة من الدهشة، عندما رأى مستوى التقدم غير العادي الذي تعيشه الإمارات، سواء على مستوى البنية التحتية، من طرق ومراكز تسوق والأمور كافة، التي تخص الحياة، أو من حيث المنشآت الرياضية، التي أكد أنها من طراز متميز للغاية، كما أن الإمارات مفخرة لمن يعيش على أرضها.
هذه الاعترافات سجلها نجم منتخب ناشئي السامبا في حواره الخاص للاتحاد قبل مباراة منتخب بلاده أمام منتخب إيطاليا في دور الستة عشر من بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة، التي تستضيفها الدولة حتى السابع عشر من الشهر المقبل.
بداية وجه جابريل الشكر إلى الإمارات على كرم الضيافة وحسن الاستقبال التي وجدها منتخب البرازيل منذ اليوم الأول له في هذا البلد، وأكد أن كل شيء هنا رائع ويساعد على التقدم في شتى المجالات، وأضاف: أعتقد أنني لا أبالغ فعلياً إذا قلت إن حالة من الدهشة تنتابي، عندما رأيت كيف يعيش أهل الإمارات، وفي المعسكر الاستعدادي للبطولة الذي كان في دبي لمدة عشرة أيام، زرنا أماكن سياحية عدة وبكل صراحة لم أرَ مثلها في بلادي.
وقال: عندما توجهنا لبرج خليفة لم أصدق نفسي، فكنت أمام أعلى مبني في العالم، وهو بناء عظيم بالفعل، كما أنني لم أرَ بحجم مركز دبي التجاري الذي يقع أسفل البرج، والمشهد هناك رائع للدرجة التي تجعلك تقف أمامها بعض الوقت لتستعيد تفكيرك الذي فقد منك من جمال المشهد، وتوقعت أن تقتصر الأماكن الرائعة على مدينة دبي، لكن عندما بدأت البطولة، وانتقلنا إلى أبوظبي، وجدنا أنها مدينة رائعة أيضاً، وتكفي المتعة التي حصلنا عليها بزيارة عالم فيراري بحلبة مرسى ياس، التي تعد واحدة من أجمل الملاهي الترفيهية على مستوى العالم، خاصة القطار السريع الذي أظهر شجاعة فائقة من البعض، وخوفاً غير عادي من البعض الآخر.
خليفة نيمار
وعلى الرغم من أن جماهير ناديه سانتوس اعتبرته خير خلف لمواطنه نيمار الذي رحل إلى نادي برشلونة الإسباني، فإنه أكد أن المشوار لا يزال طويلاً أمامه للحكم عليه، خاصة أن المرحلة الحالية تعد من أخطر المراحل التي يمر بها في حياته الكروية، وعليه التركيز التام في ثقل موهبته من خلال الاجتهاد لإثبات نفسه، خصوصاً أن المسؤولية التي حملها له عشاق ناديه تعد كبيرة للغاية كونه لم يتخطَ عامه السابع عشر، وقال: «بالفعل ألعب في نفس مركز النجم الكبير نيمار، وقادر أن أملأ الفراغ الذي تركه في النادي، وسوف أقاتل من أجل تحقيق ذلك، بهدف رسم البسمة على وجوه جماهير النادي، ولكن يجب على الجميع أن يعلموا أنني في بداية المشوار وعليهم الصبر بعض الشيء».
شرط مبالغ فيه
ولم تكن المسؤولية التي حملها على كاهله، من جانب جماهير سانتوس البرازيلي، هي الوحيدة التي اعتبرها جابريل كبيرة، حيث أكد أن الشرط الجزائي الذي وضعته إدارة سانتوس بحصول النادي على 50 مليون دولار عند رحيله، مبالغ فيه بدرجة كبيرة، لكنه أكد أيضاً أنه لن يشتت تفكيره في المرحلة الحالية في أي أمور ثانوية ربما تحرمه من تحقيق هدفه الرئيسي بثقل موهبته، والسعي نحو التقدم للأمام مع ناديه ومنتخبات المراحل السنية في بلاده.
وأشار إلى أن موهبته وتطورها في المستقبل هي التي تجعله قادراً على جلب عروض احترافية من بعض الأندية الأوروبية القادرة على دفع الشرط الجزائي الذي وقع عليه مع ناديه.
وكان نادي سانتوس حصل على توقيع اللاعب على تعهد يفيد بحصول النادي على 50 مليون دولار كشرط جزائي في حال رحيله لأي من أندية أوروبا، واضطرت إدارة النادي البرازيلي الكبير للجوء لهذه الخطوة لسببين، الأول يتمثل في الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب، والتي لفتت إليه الإنظار للدرجة التي جعلت جماهير النادي تطلق عليه لقب «جابي جول»، والأمر الثاني هو عدم القدرة على توقيع عقد احترافي معه، نظراً لعدم إجازة الاتحاد الدولي التوقيع مع أي لاعب على عقد احترافي قبل بلوغ سن الثامنة عشرة من عمره.
وفيما يخص مستقبله الكروي، أكد أنه في الوقت الحالي لا يفكر إلا في الاجتهاد والقتال، من أجل حجز مكانه في تشكلية فريقه سانتوس، فضلاً عن المضي قدماً في طريق إثبات نفسه أمام مدربي المنتخبات الوطنية.
أحلام مشروعة
وعن مسألة احترافه الخارجي، أكد أن حلم أي لاعب هو التواجد في الدوريات الأوروبية الكبيرة، وتحديداً الدوري الإسباني، وأشار إلى أنه كبقية لاعبي العالم يتمنى ارتداء قميص أحد ناديي القمة في العالم ريال مدريد أو برشلونة.
وتحدث عن لقب «جابي جول» الذي أطلقته عليه جماهير سانتوس، وقال: «أعشق هذا اللقب بشكل كبير، خاصة أنه جاء بعد اقتناع جماهير النادي بأنه لاعب موهوب، وأعتقد أن ذلك سوف يحملني المزيد من المسؤولية الإضافية، حيث يجبرني ذلك على أن أكون عند حسن الظن دائماً».
وبعيداً عن الأحلام الخاصة انتقل ضيف «الاتحاد» للحديث عن أداء منتخب البرازيل في مونديال الناشئين الحالي، وأعرب عن سعادته البالغة بالأداء المتميز الذي ظهر عليه منتخب بلاده خلال البطولة، مؤكداً أن الفوز في مباريات الدور الأول الثلاث يعد حافزاً كبيراً لتحقيق المزيد من التقدم في البطولة، كما أنه حمل اللاعبين مسؤولية مضاعفة، خاصة أن الجميع يبصمون بـ«العشرة» على أن البرازيلي هو المرشح الأول للفوز باللقب.
وأضاف: أن الكبيرة التي تحققت في الدور الأول كانت نتاجاً طبيعياً لاحترام المنافسين، وهي نصائح المدرب المتميز ألكساندرو جالو التي نفذها اللاعبون بمنتهى الدقة.
وتحدث عن مواجهة المنتخب روسيا غداً في دور الستة عشر من البطولة، وقال: لا يمكن لأحد أن ينكر أنها مباراة صعبة، خاصة أن مثل هذه المباريات لا تعترف بنتائج سابقة، ومن الممكن فيها أن تتحقق العديد من المفاجآت في ظل عدم توافر الفرصة لتعويض أي خسارة.
وتمنى أن يكون التوفيق حليف منتخب بلاده خلال مواجهة الغد، وأكد أن الجميع استعد لهذا اللقاء بمنتهى القوة من خلال التدريب القوي، وأعلن أن اللاعبين تعاهدوا على الاستمرار على الأداء القوي نفسه، من أجل الفوز وقطع خطوة كبيرة في الوصول للقب الذي يعد الهدف الرئيسي الذي جاء منتخب البرازيل من أجله، وأشار إلى أن «راقصي السامبا» قادرون على تحقيق ذلك الحلم والعودة بالكأس إلى العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو.
وأعلن لاعب نادي سانتوس أن مسألة جلوسه على دكة البدلاء قرار بيد الجهاز الفني، وهو جاهز في أي وقت تتم الاستعانة به، منوهاً بأن مصلحة المنتخب فوق أي مصلحة شخصية، وأكد احترامه الكامل لوجهة نظر المدير الفني.
واختتم حديثه بتوجيه الدعوة لجماهير الإمارات بشكل عام والجالية البرازيلية بشكل خاص لحضور مباراة الغد، وأكد أن الحضور الجماهيري مهم من أجل تحقيق الانتصار.
عدد اليوم
