الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد عبدالرازق: مسرح العرائس يغيب عن روافد تربية النشء

أحمد عبدالرازق: مسرح العرائس يغيب عن روافد تربية النشء
28 أكتوبر 2011 22:18
يكاد مسرح العرائس أن يختفي، لأسباب عدة قد تكون متعلقة بالنصوص المسرحية وسطحيتها وعدم ملاءمتها لأعمار الأطفال واحتياجاتهم، وربما بسبب تغير تفكير الناس ونمط حياتهم الذي باتت تقيده السرعة وتسيطر عليه التكنولوجيا. وأيا كانت الأسباب التي دعت لتوقف مسرح الدمى أو العرائس، فإن ذلك لا يلغي وجود أناس عشقوا هذا الفن بجنون وحزنوا لغيابه، فقد عاشوا وترعرعوا على خشبة المسرح ولا يزالون يحتفظون بعلاقة حميمية معه على الرغم من انتهاء دورهم فيه كممثلي عرائس. من هؤلاء الممثل المسرحي الستيني أحمد عبدالرازق، الذي يعمل حاليا فني مسرح بإدارة العلاقات العامة والاتصالات في بلدية مدينة العين. مهرجانات عالمية عن مشواره مع المسرح، يقول عبدالرازق “بدأت العمل المسرحي في الثالثة عشرة من عمره عندما مثلت جمهورية مصر في مهرجان الشباب والطلائع في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 1962، خلال تلك الفترة أخذت في التعليم التخصصي ومن ثم التحقت بالجيش ثم تركته بعد إصابة تعرضت لها، تلا ذلك عملي مع المسرح القومي بعد تخرجي من معهد الفنون المسرحية، حيث قدمت العديد من العروض المسرحية وتعاملت مع كبار المسرحيين، كما واصلت مسيرتي العملية في الجمهورية الليبية ورومانيا التي تعلمت فيها فن العرائس، وعدت إلى مصر لأكون فرقتي الخاصة عام 1982، ثم أسهمت في إنشاء المسرح القومي للأطفال المعروف سابقا بالمركز القومي لثقافة الطفل، وعرضت ما يقارب 22 رواية في تلك الفترة، كان أجملها مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”، و”نقوش على وشوش العيال”، و”مية مسا”. ويضيف “سافرت وفرقتي إلى عدة دول عربية وأجنبية لتقديم عروضنا المسرحية الخاصة بالأطفال والكبار على حد سواء في مهرجانات عالمية للطفل من جهة ولطلبة المدارس من جهة أخرى ومن هذه الدول الكويت وسوريا والعراق واليمن والسودان وبولندا وألمانيا والإمارات التي شاءت الأقدار أن أستقر فيها منذ عام 1989 وحتى يومنا هذا، حيث قدمت لعرض مسرحية “علي كوبيا” في تلفزيون الشارقة مع فرقة المسرح العربي بالكويت، فتلقيت بعدها عرضا لإنشاء فرقة مسرحية للعرائس في الإمارات، وتمركز عملي أيضا في تلك الفترة على عمل عروض لطلبة المدارس مدارس وورش عمل للتربويين حول كيفية استخدام الدمية في تعليم الطفل وتطوير مداركه الذهنية”. فرقة خاصة يشير عبدالرازق إلى أنه شارك في مسرح العين الشعبي بتمثيله مسرحيتي دمى للأطفال و10 روايات (أي مسرحيات على فصول) للكبار غير مصحوبة بالدمى، كما أنه أسهم في إخراجها، بعد ذلك تم اختياره للعمل في العين فشرع بتكوين فرقة الخاصة بعد أن غادرت فرقته السابقة أرض الدولة، وكانت الفرقة الجديدة من أبناء الدولة الأطفال الصغار من مختلف الجنسيات والذين تتلمذوا على يد عبدالرازق الذي علمهم أداء العروض المسرحية الجميلة أمام الجمهور من تمثيل وغناء ورقص، في حين كان يقوم بكتابة النصوص التي تتضمنها المسرحية ويصنع الديكورات والعرائس بيده. وعن نوعية تلك العرائس، يقول “أنواع الدمى التي ضنعتها واستخدمتها في عروضي متنوعة فمنها على شكل قفازات، وعرائس العصا التي يتم تحريكها عبر إمساك العصي المتصلة بخيوط وأسلاك والعرائس المسطحة التي تكون على أشكال خشبية تتحرك باختباء أحد خلفها وتنقله بها مثل الشجرة والدمية وغيرها من ديكورات المسرح، وعرائس الماسكات تلك التي تلبس”. ويوضح عبدالرازق أنه وظف عرائسه للتعبير عن قضايا إنسانية واجتماعية ودينية ووطنية ومزج على لسانها المعلومة التعليمية والتربوية والقيمية بروح الفكاهة والمتعة لتؤدي دورا هادفا بناءً لدى الأطفال، وعلى الرغم أنه توقف عن تقديم عروض مسرحية بها للأطفال، إلا أنه لا يزال يحتفظ بها في بيته، ويحرص على أن ينظفها بين وقت وآخر كشيء ثمين غال على قلبه لا يريده أن يتلف. ويشدد عبدالرازق على أهمية المسرح عموما في النهوض بثقافة الشعوب، ومسرح الدمى بالتحديد في بناء شخصية الطفل، فبالرغم من بساطتها لدى البعض إلا أنها كانت منبرا للتعبير عن حرية الرأي، فاستخدمها الفاطميون ليعبروا عن آرائهم بشكل صريح. الأراجوز لا يزال عبدالرازق يعمل في مسرح بلدية مدينة العين، وإن توقفت العروض التي يقدمها، إذ يشكل له هذا المسرح الذي شهد على إنجازاته خلال السنوات الطويلة الماضية عالمه الذي لا يستطيع العيش بدونه، ويفتخر بأنه أول من أسس فرقة مسرح عرائس في مدينة العين، وأقام عروضا لها على مسرح البلدية وغيرها من مسارح الإمارات الأخرى، وتتمثل طبيعة عمله الحالية على حد وصفه في تجهيز المسرح لأي فعالية تقام على متنه بما في ذلك الإضاءات والتأثيرات الصوتية والتقنيات الأخرى المتصلة بالعرض باستخدام الداتا شو، كما يقوم بالتصوير الفوتوغرافي والفيلمي عبر كاميرات الفيديو مكتسبا ذلك بالخبرة والموهبة. ويعلل عبدالرازق سبب حبه لتلقيبه بـ”الأراجوز” ذلك لأن هذه الشخصية باعتقاده تدخل الفرح والسرور إلى قلب الناس وتعبر عن قضاياهم وهمومهم بأسلوب ودي محبب لدى الجميع. ويؤكد أنه لا يستطيع أي شخص أن يلعب دور الأراجوز أو ممثل العرائس، حيث يحتاجان إلى الموهبة والرغبة وحب الناس والرغبة في إسعادهم، بالإضافة إلى أن عمل ممثل العرائس يتطلب الكثير من المهارة والتركيز في التنسيق بين تحريكه للدمى والأداء الصوتي المسجل.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©