الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رؤى شرق آسيوية ·· للتطوّر الاقتصادي

26 فبراير 2007 00:39
يعتقد بعض الناس أننا نعيش الآن في القرن الآسيوي· وإذا كان ذلك صحيحاً، فقد بدأت الفكرة منذ أربعين عاماً مضت منذ قبول عضوية اليابان في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في عام ،1964 وهو النادي الذي يضم أقوى وأغنى 24 اقتصاداً في العالم أجمع· وسرعان ما واكب النمو الاقتصادي الياباني البارز اقتصادات آسيوية أخرى، ومؤخراً دخلت الصين في سباق النمو الاقتصادي السريع والقوي· وبالتالي أصبحت بعض المصطلحات والتعابير الاقتصادية كالمعجزة الآسيوية، والاقتصاد الآسيوي متميز وعالي الأداء جزءًا من مصطلحات التنمية الاقتصادية، ولا توجد منطقة تتميز بالتنوع الكبير كمنطقة شرق آسيا، وليس فقط من حيث دخل الفرد فحسب ''باستثناء اليابان''، حيث يتنوع بدءاً من 500 دولار أميركي إلى ما يزيد عن 25 ألف دولار أميركي، بل إن هنالك تقسيمات رئيسة فيما يتعلق بعوامل قابلة للقياس والمقارنة كاختلاف اللغة، والثقافة، والمصادر الطبيعية، والأنظمة السياسية· وبالرغم من هذا التنوع، أوربما بسببه، نجد اتحاداً واندماجاً كبيراً بين دول شرق آسيا كما لم يكن من قبل، حيث يتم تبادل الخبرات، الأموال، والسلع، والمعرفة بين دول المنطقة· وأصبح معجم المصطلحات الجديد يركز على شبكات الإنتاج الإقليمي عوضاً عن سياسات الدول الشرق آسيوية أو قياداتها كمفاتيح لأبواب النجاح الموصَدَة· ومن عدة أوجه، نجد أن منطقة شرق آسيا تشهد الآن نهضة من نوع جديد: فقد بدأت بوضع تعريف جديد لنفسها، من كونها عبارة عن مجموعة من الأمم اليائسة التي كانت بحاجة ماسّة إلى أسواق الغرب، إلى أمم مستقلة، مبتكرة ومبدعة، وتمثل منطقة موحدة· الجدير وتسعى دول شرق آسيا جاهدة الآن إلى بناء وإقامة علاقات اقتصادية وسياسية قوية فيما بينها، وإقامة شراكات إستراتيجية مع بقية دول العالم· وفي كتاب ''الرؤى الشرق آسيوية: نظرة على التطور الاقتصادي- East Asian Visions: Perspectives on Economic Development ''، قام البنك الدولي ومعهد الدراسات السياسية بجمع وجهة نظر سبع عشرة من شخصيات شرق آسيوية بارزة من صُنّاع القرار، والقادة، والخبراء الاقتصاديين ممن تحدثوا عن التحوّل الجذري الأخير الذي شهدته المنطقة، وذلك من خلال عدد من المقالات الجديدة المميزة· وقد كان على مؤلفي تلك المقالات إما التعامل أو التطرق إلى بعض أهم القضايا المالية والتنموية الجدلية التي تواجهها بلدانهم بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، كما أن تلك المقالات تعكس التجارب الفردية حول نقاط الاتصال الاقتصادية الانتقادية والحاسمة، ولن نتعجب إذا ما علمنا أن كل مؤلف قد اختار القضية التي سيسلط عليها الضوء في مقاله، وبالرغم من ذلك ركز جميع المؤلفين على أربعة محاور متمثلة في محاولة الإجابة على أربعة أسئلة، هي: هل ستتمكن بقية دول شرق آسيا من الاستفادة من تجربة الصين الناجحة؟ وهل ستعمل فكرة توحيد المنطقة على زيادة الفعالية الاقتصادية أم أنها ستصبح مدخلا للانتقاد؟ وهل بإمكان دول شرق آسيا تجنب عملية الانحلال والانفصال الإقليمي بسبب التعصب المتنامي بشأن التلوث والفساد؟ ومن أين ستعثر دول شرق آسيا على جيل قادة المستقبل؟· ووفقاً لرأي مؤلفي مقالات الكتاب، فإن جميع تلك الأسئلة لا تملك إجابة جاهزة في الوقت الحالي، لكن من خلال كتابة تلك المقالات التي تعكس واقع الحال، امتلك المؤلفون حرية التنقل بين القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية· والمقالات التي يحويها الكتاب هي أولاً مقال بعنوان: ''الاندماج الاقتصادي في شرق آسيا''، بقلم أون بورن من وزارة الاقتصاد الصيني، ومقالات أخرى مثل: ''التعاون الاقتصادي في شرق آسيا''، لروبرتو دي أوكامبو- رئيس المعهد الإداري الآسيوي بالفلبين، و''مستقبل آسيا''، لتويو جيوتن رئيس المعهد المالي الدولي باليابان، ومقالة أخرى مميزة بعنوان: ''نحو تنمية اقتصادية شرق آسيوية في ظل العولمة''، لفيجورو هايامي، مدير مؤسسة دراسات التنمية الدولية باليابان، ومقال آخر بعنوان: ''تحديات آسيا''، لتومي كوه، مدير معهد الدراسات السياسية بسنغافورة، ومقالة ''انعكاسات على التطور الاقتصادي و المالي في آسيا''، بقلم جوزيف يام، الرئيس التنفيذي لسلطة هونج كونج المالية· الكتاب يقدم تحليلاً للعوامل المسيطرة على النمو الاقتصادي في بيئة دول شرق آسيا الجديدة· ويلقي الضوء على الكيفية التي يمكن بها استغلال الوعي الاقتصادي الآسيوي الجديد في توفير نظام تحليلي غني للعديد من القضايا السياسية والاقتصادية المثيرة للجدل في المنطقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©