الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق مدينة «مصدر» .. يوم عائلي يعزز مفاهيم الاستدامة

سوق مدينة «مصدر» .. يوم عائلي يعزز مفاهيم الاستدامة
29 أكتوبر 2011 12:08
وسط أجواء حية تعزز مفهوم الاستدامة من مختلف الميادين والقطاعات، وبدعم من هيئة البيئة في أبوظبي، شهدت أبوظبي أمس معرض «السوق في مدينة مصدر» المتخصص بالمواد والمنتجات العضوية، الذي أقيم ليوم واحد، شارك فيه أكثر من 30 عارضاً من شركات التجزئة الملتزمة بحماية الطبيعة والإقلال من صرف الطاقة، وحضره جمهور من العائلات التي استمتع أفرادها بالفعاليات الإرشادية والترفيهية التي تم تنظيمها في الباحة الخارجية للحرم الجامعي لـمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا. الحفاظ على البيئة وكيف ستبنى مدن المستقبل، عنوان عريض تلتزم به مدينة مصدر لتوعية جمهور المعرض الذي أقيم للمرة الأولى في شهر أبريل الفائت. والجولة الميدانية في الموقع تشرح أسلوب الحياة المستدام بالاطلاع على كيفية تصميم الشوارع الضيقة والممار المظللة المستلهمة من الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري للمدن العربية التقليدية. فعاليات بالتجول بين أجنحة المعرض، يظهر التنوع في طبيعة المعروضات، مما يضفي أجواء» من المرح العائلي بحيث يجد كل من الزوار ما يشغل به وقته، هنا ركن كبير تحتله مجموعة من الأغذية والمنتجات العضوية المزروعة في البلاد، وهناك تنتشر على أكثر من زاوية نماذج من الفنون والحرف اليدوية. وبحسب القائمين على المعرض فإن المشاركات لا تقتصر فقط على المنتجات المصنوعة من مواد صديقة للبيئة، وإنما تشمل مواد تسهم بالاستدامة في عملية التصنيع، وذلك عن طريق ترشيد انفاق المياه والكهرباء والانبعاثات الضارة. وكان اللافت في المعرض تخصيص جزء من فعالياته للأطفال الذين قدمت لهم معلومات قيمة حول أهمية الحفاظ على البيئة وعدم استهلاك الطاقة بشكل عشوائي. إضافة الى البرامج الترفيهية التي شملت مسابقات التسالي وألعاب الخفة والرسم على الوجوه، وأكثرها اهتماماً من قبل الجميع السحوبات على الجوائز. وكذلك نظام النقل الشخصي السريع الذي تتبعه «مصدر» والذي اختبره الزوار بواسطة العربات الكهربائية التي كانت تقلهم من دون سائق الى مناطق مختلفة من المعرض. وهذا جزء من البرنامج الذي يضيء على نظام النقل النظيف والبدائل العملية التي تحمي البيئة من استخدامات البترول والمواد التي يمكن الاستغناء عنها في سبيل تحقيق مبدأ الاستدامة. حماية الطاقة وتتحدث المواطنة الأميرة نور هاشم التي تعمل مخططة مدن في «مصدر» عن أهمية إقامة هذا المعرض الذي يجمع بين أفراد المجتمع،»نحن نسعى الى زيادة الوعي حول ضرورة التمييز بين الاستخدامات الصديقة للبيئة، وتلك المضرة على المديين القريب والبعيد، ونؤكد على أن حماية الطاقة لها عدة أوجه، وبإمكان مختلف الشركات الالتزام بها تدريجاً لما يصب في خدمة الأجيال المقبلة». وهي إلى جانب عملها في مجال التخطيط المدني، تقوم بإعداد أنواع الكعك المحلى «الكيك» و»الكوكيز» وتبيعها من البيت بحسب الطلب. وكانت تعرض نماذج منها في أحد أكشاك المعرض وتشرح للزوار أن حماية الطاقة يمكن أن يكون بالإقلال من استخدام المياه والكهرباء أثناء الطهي. «وهذا ما أقوم به عند تحضيري لهذه الأصناف. فاستعمال المواد العضوية لا ينطبق على اعداد الحلوى بشكل كلي، ولكني من جهة أخرى أحرص على تجنب هدر الطاقة أثناء مزج المقادير وخبزها». والأميرة نور الحائزة ماجستير في تخطيط المدن من جامعة «هارفرد» وبكالوريوس من جامعة «كاليفورنيا»، تعتبر أن العمل بنية تحقيق الاستدامة ممتع ويستحق العناء:»فعدا عن كوني ألتزم بمبادئ «مدينة مصدر»، فأنا مقتنعة تماماً بأهمية تقديم كل الدعم لحماية البيئة من الملوثات والانبعاثات والاستهلاك العشوائي للطاقة»، وهي من موقع عملها تشجع أصحاب المصانع والشركات وحتى الحرفيين والذين يقدمون صناعات يدوية صغيرة، على التعرف الى البدائل النظيفة. نشر الوعي من جهتها تذكر الدكتورة شذا اسماعيل سلمان مساعد مدير قسم الحملات في هيئة البيئة، أن تحقيق الاستدامة يتطلب تكاتف المجتمع ككل. «فالأمر لا يقتصر على فئة دون الأخرى، وانما يحتاج الى وعي شامل يبدأ من البيت والمدرسة، وصولًا الى المصانع الكبيرة والشركات وورش البناء وما الى هنالك». وتشير الى أن هيئة البيئة هي الشريك الرئيسي لـ»مصدر» بحيث تدعم كل مشاريعها التي تصب في خدمة المجتمع عموماً، وقالت: «مشاركتنا في المعرض للمساهمة في نشر الوعي للجمهور حول أهمية أن نكون جميعاً أصدقاء للبيئة بدءاً بالمفاهيم البسيطة». وتشدد الدكتورة شذا على ضرورة التصويت لجزيرة «بو طينة» المرشحة لأن تكون من عجائب الدنيا، والتي ينتهي التصويت لها يوم 11 نوفمبر المقبل، وقالت إن هذه الجزيرة التي تعتبر كمحمية طبيعية لأنواع عدة من الكائنات النادرة، تستحق منا كل اهتمام ودعم كجزء من حملتنا التوعوية حول أهميتها البيئية. وتلفت كذلك إلى مواصلة حملة «الامارات خالية من الأكياس عام 2013» لما تمثله أكياس النايلون من خطر على البيئة كونها تحتاج الى آلاف السنين لكي تتحلل. « ونذكر أن الكثير من المؤسسات التجارية الضخمة ومحال التجزئة في البلاد باشرت في تطبيق الاستغناء عن الأكياس الضارة واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة». وتوضح الدكتورة سلمان أن بعضاً من أكياس النايلون المستعملة حالياً قابلة للتحلل بيئياً، والعمل جار في القريب العاجل على الاستغناء كلياً عن أكياس النايلون الشفافة التي تستعمل حالياً في البقالات الصغيرة. وترى ميريام كيوان التي تعرض مستحضرات للعناية بالبشرة من مواد عضوية طبيعية، أن الوعي ناحية الاستدامة يخطو خطوات متقدمة في العالم، ولابد من اتباع هذا النهج. وتقول: «إن استبدال المواد الصديقة للبيئة والاستغناء عن المواد الكيمياوية الضارة، يمكن أن يدخل ضمن اهتمامات مختلف الصناعات. ولا توجد أي حجة مقنعة في هذا المجال لفعل العكس. وها نحن نروج للمواد التجميلية المصنوعة بالكامل من مواد تسهم بالاستدامة، عدا عن أن طريقة تصنيعها تتم بأقل قدر ممكن من استهلاك الطاقة». وتعتبر كيوان أن المشاركة في «سوق مدينة مصدر» يعود بالنفع الكبير على جمهور الحاضرين من مختلف الفئات والأعمار لما يتضمن من «معروضات نظيفة» قابلة للشراء، ومن معلومات قيمة حول مفهوم الاستدامة. معايير الكفاءة بالنظر الى تصميم مباني «مدينة مصدر»، فهي تراعي معايير كفاءة استخدام الطاقة والمياه وضمان الأداء المتميز من الناحية التقنية والبيئية. إذ إنها تقلل من استهلاك المباني للمياه بنحو 54 % عن المعدل العام لاستهلاك المباني المشابهة من حيث الحجم في الدولة. وتخفض من استهلاك الكهرباء بنسبة 51 %. و»المدينة» تستمد حاجتها للكهرباء بالكامل من الطاقة الشمسية. وأثناء تشييد المباني، تم استخدام مزيج من الخرسانة الاسمنتية التي يتسبب تصنيعها واستخدامها بأقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية، وكذلك الأمر بالنسبة للألمنيوم. وقد استخدمت الأخشاب المستخدمة في تشييد المبنى من غابات تجري إدارتها وفقاً لأرقى المعايير البيئية، حيث تركز «مصدر» على استخدام مواد صديقة للبيئة وإعادة تدوير الفائض منها لتحقيق الفائدة القصوى. ويوجد في «مدينة مصدر» مركز لإعادة التدوير، بحيث يتم تقطيع الأخشاب الفائضة واستخدامها لتغطية التربة لحفظ الرطوبة بداخلها، كما تتم إعادة استخدام القطع الخرسانية في رصف الطرق. وتهدف هذه الممارسات إلى المساهمة في حماية البيئة إلى أقصى قدر ممكن. وكملخص عام تطرح «مصدر» من خلال معرضها ترشيد استعمال المياه والكهرباء والانبعاثات الكربونية في الصناعات وكذلك إعادة التدوير للمواد المستهلكة. وتؤكد على أن هنالك الكثير من الممارسات البسيطة التي يمكن أن تعود بفوائد كبيرة ليس فقط على البيئة، وإنما على المستوى الاجتماعي. كترك السيارة في كراج البيت ليوم واحد واستخدام وسائل النقل العامة أو الاشتراك مع الأصدقاء في سيارة واحدة أو حتى المشي إلى السوق. فاستخدام وسائل النقل العامة وحده يمكن أن يحقق عدة فوائد منها خفض تكاليف استخدام السيارة والبترول وممارسة الرياضة. مشاريع تضمنت فعاليات معرض «السوق في مدينة مصدر» اطلاع الزوار على المشاريع التجريبية والاختبارات التكنولوجية وعمليات الإنشاء في مجموعة من أكثر المباني استدامة في العالم. وبينها مصفوفات الألواح الكهروضوئية المركبة على سطح «معهد مصدر»، ومحطة الألواح الكهروضوئية التي تبلغ استطاعتها 10 ميجاواط في المدينة. ممارسات التخطيط تجسد «مدينة مصدر» التزام إمارة أبوظبي ببناء مستقبل مستدام، وتعتبر رائدة لأفضل ممارسات التخطيط والتصميم والتطوير الحضري، كما تشهد تطوراً مطرداً كوجهة جاذبة للشركات والمؤسسات العاملة في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة على مستوى العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©