الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهى سالم: وعي الفنان الإماراتي يتطور بالتواصل المستمر مع العالم

سهى سالم: وعي الفنان الإماراتي يتطور بالتواصل المستمر مع العالم
16 أكتوبر 2012
سلمان كاصد (أبوظبي) - درست الفنون الجميلة، وهي تعلم الفن الآن في جامعة بغداد، وتعد نفسها للحصول على الدكتوراه، أنتجت نصوصاً وأدت أدواراً صعبة فنالت قبول ورضا الناس والنقاد معاً، من خلال ما يقرب من خمسين عملاً فنياً، ولهذا كان لها أن تحصد الجوائز في الإبداع المسرحي في أعرق المهرجانات العربية، حكمت في لجان مهرجانات سينمائية مهمة، وهي اليوم عضو في لجنة تحكيم مسابقة أفلام الإمارات حيث وجدت فيها الكثير من الإبداع المتحقق والطموح المتوقع. وسهى سالم محاورة بارعة وكأنها تؤدي دوراً جديداً تلعب فيه على الفكرة لتقدمها بشكلها الصحيح، تريد أن يكون كل شيء في مكانه، لها آراء في الثقافة والسينما والمسرح. الفنان الإماراتي ولكونها عضواً في لجنة التحكيم ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي السادس، فكيف تعيش لحظة تقييم الأعمال، تقول: “أنا شاركت في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية ومسرحية محلية وعربية، وأنا سعيدة جداً باختياري في هذا المهرجان العالمي الكبير وهو تقييم لمسيرتي وتجربتي الفنية، وهذه اللجنة معاييرها مختلفة عن المهرجانات الأخرى باعتبارها تجيء في إطار مهرجان عالمي، ومن خلال مشاهداتي وجدت أن التجارب الإماراتية تطورت أكثر من خلال الإخراج والتصوير والتمثيل وكتابة السيناريو والتقنيات، بالإضافة إلى تطور وعي الفنان الإماراتي من خلال التواصل مع تجارب العالم بشكل مستمر. وتقول عن مهرجان أبوظبي السينمائي: “هو احتفالية رائعة وكرنفال عالمي فيه تلاقح ثقافي من خلال لغة السينما، هذا الانفتاح على العالم يدل على أن هذا البلد يمتلك القدرة على استيعاب هذه الثقافات، وأيضاً الاستفادة منها من أجل بناء جيل سينمائي يمثل دورة الإمارات أولاً والوطن العربي بشكل عام، فهو مهرجان مهم جداً وعندما يمر الزمن نجد أن دوراته المتعاقبة أكثر أهمية وتطوراً من خلال حجم ونوعية المشاركات من مختلف دول العالم”. كانت عائلة سالم تحمل رؤى مستقبلية لدور الفن في تشكيل الذهنية الاجتماعية، وتطورها؛ ولهذا احترفت تلك الأسرة العراقية الفن، أداءً وتمثيلاً راقياً، قدمت الكثير في تاريخ الفن الإنساني ضمن معالجات جميلة وشفافة وقاسية لواقع مجتمع دائماً ما يمور بالغضب والتصادم، وكان رائدها الفنان طه سالم الأب الروحي والحياتي لتلك الأسرة. كانت سهى سالم أحد أفراد تلك العائلة التي شاركتها في تصورها وأحلامها أختها الفنانة شذى سالم، حيث شكّل هذا الثنائي علامة مضيئة في وجدان المجتمع العراقي لأسباب عدة، أولها أنهما بارعتان حقاً في اختيار ما يقدمانه وثانيهما ما يمتلكان من إطلالة عراقية بملامح خاصة قريبة من المرأة البسيطة، المتعلمة، المثقفة، المسحوقة صاحبة المعاناة الإنسانية الكبرى. تلك هي سهى سالم التي جسدت عبر تاريخها الفني المنجز الكثير من تلك الشخصيات النسوية بكل بساطتها وتعقيدها. تجارب الشباب في البدء، تساءلنا عن رؤيتها للسينما العراقية، وهل هي آتية من خارج بنية المجتمع العراقي كونها تنفذ بأيدي عراقيين مهاجرين؟ فقالت: “لا بالعكس.. أنا سعيدة جداً بتجارب الشباب المهاجرين والذين في الداخل الذين كانوا على تماس حقيقي مع الأحداث التي حصلت في العراق والعالم العربي وكانت صادقة في التعبير عنها، بالإضافة إلى أن هذه التجارب لم تأت بطريقة عشوائية، بل جاءت من خلال دراسات وورشات وبحوث العمل السينمائية في العالم من قبل هؤلاء السينمائيين الشباب”. وأضافت: “والذي أعجبني أن هذه التجارب كانت متطورة ووصلت إلى العالم عبر المهرجانات العربية والخليجية والدولية، وللأسف دون دعم داخلي بل من جهات ومنظمات خارجية تهتم بالسينما، هؤلاء الشباب احترمت فيهم ليس فقط موهبتهم وإصرارهم على التواصل، بل اجتهادهم للحصول على تمويل لهذه الأفلام ليكونوا واجهة للعراق وتمثيله، فهي تجارب عكست لغة جديدة في مسار السينما العراقية بعد مرور هذه السينما بمراحل متنوعة فبدأوا من آخر حلقة في تقديم منجزهم الإبداعي”. الواقع الحقيقي وعن أدوارها المهمة التي تشكلت فيها شخصيتها الفنية، وكيف تفهم علاقة الأكاديمي بالأداء الفني، قالت: “أكيد الشخصيات نابعة من الواقع الحقيقي أو هي جزء مني؛ ولهذا أختارها.. ففي كل مراحل عمري كانت الأعمال التي قدمتها تمثل جزء من شخصيتي.. وكل هذه الأعمال كانت متميزة ولم يأت اختيارها اعتباطياً بل من خلال معاييري الخاصة لكي تبقى راسخة في ذهن الجمهور لأنها جزء من الواقع العراقي؛ ولهذا أعتبرها مهمة في في مسيرتي ولا يوجد عمل أندم عليه سواء في المسرح أم التلفزيون أم السينما أم الإذاعة”. وواصلت: “وفيما يتعلق بالجانب الأكاديمي، هناك وجهة نظر تقول إن العمل الفني أو التمثيل هو عبارة عن موهبة يتم صقلها وتطويرها من خلال التجارب والاستمرارية، وأنا في رأيي أن الدراسة الأكاديمية مهمة من أجل التواصل وتنمية هذه الموهبة بشكل مستمر وتطويرها من خلال الطروحات الجديدة التي تخرج إلى العالم عبر المهرجانات والقراءات النقدية.. إذاً الدراسة الأكاديمية هي جزء مهم وركيزة أساسية في العمل الفني وهي حصانة للفنان تنم عن وعيه وثقافته”. ونسأل سهى سالم عن شخصيات جديدة لم تقدمها بعد في الدراما بعد خمسين عملاً تلفزيونياً تقدمه للناس، فتقول: “أكيد كثير من الأعمال بل الشخصيات هي أبطال ظهروا الآن بعد المتغيرات، شخصيات نسائية هي بطلات في المجتمع، المرأة فيها كثير من الصفات غير المطروحة، ولهذا أنا أطلب من كتّاب السيناريو أو المخرجين أن يتناولوا هذه الشخصيات الجديدة التي أفرزتها المرحلة الراهنة”. ولكونها تشتغل مؤخراً على أطروحتها الدكتوراه، فتساءلنا عن مفاصلها وماذا تتناول؟ فقالت: “أطروحتي معنونة بـ(المرجع المحلي وآليات التغريب في العرض المسرحي العراقي)، أما مفاصلها الحقيقية، فترتكز على البحث في المرجع المحلي العراقي الذي يتكون من الفولكلور والتراث والواقع الاجتماعي والسياسي والديني.. البحث في كل هذه المحاور ودراسة هذه المتغيرات للخروج بمعطيات واستنتاجات تقول إن هناك تماساً كبيراً بين المرجع المحلي والمسرح في العراق”. وعن رؤيتها للأنموذج المختلف وفقاً لوعي ممكن تعيشه الآن، تقول: “أنا لا أقدم شيئاً مختلفاً بقدر ما أحاول الاجتهاد في تركيبة الشخصية التي أقدمها على شاشة التلفزيون أو على المسرح، فأنا أعمل جاهدة على إضافة أشياء مغايرة بعيدة عن الرتابة أو التقليد أو الاستنساخ، بل البحث دائماً عن الجديد لكي أتواصل مع ثقافة الأجيال الجديدة”. وتقدم سهى سالم تجربتها في السينما على مستوى التنظير، فتقول: “ليس لدي تنظير لكن لدي تطبيق عملي من خلال مشاركتي بأفلام عراقية عدة، إذ كنت سعيدة الحظ أن تكون لدي هذه المجموعة من الأفلام: (المنفذون) لعبدالهادي الراوي و(صخب البحر) لصبيح عبدالركيم و(حمد وحمود) لإبراهيم جلال و(عمارة 13) لصاحب حداد، وعبرها خضت تجارب جيدة فاستفدت من أربعة مخرجين متميزين لكل منهم أسلوبه الخاص الذي كان عاملاً مهماً في بلورة أدائي السينمائي والتعبير عن الشخصية وفق الخطاب السينمائي المختلف تماماً عن الخطاب المسرحي والتلفزيوني والإذاعي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©