الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواة ومحترفون يجتمعون في رحاب الفن السابع

هواة ومحترفون يجتمعون في رحاب الفن السابع
16 أكتوبر 2012
أحمد علي البحيري (أبوظبي) - تتعدد الأسماء داخل أروقة المهرجان، ما بين نجوم ونقّاد وصنّاع أفلام. وبين هؤلاء يبقى الجمهور هو الأساس، وهو المعيار للحكم على العروض وجودتها. ومن خلال جولة بين رواد المهرجان، أمكن التقاط الملاحظات التالية: الصورة الصحفية في المهرجان ثمة جنود مجهولون قد لا ينتبه اليهم أحد، هؤلاء هم المصورون الصحفيون الذين يلاحقون النجوم والأفلام والمؤتمرات الصحفية ونجوم التمثيل وغيرهم، بعضهم له انفرادات في مجال الصورة التي تخدم الخبر والتحليل النقدي، وغير ذلك من جهد يعكس صورة مشرقة عن الحدث أمام المجتمع والرأي العام. لا يبدو غريباً لو أننا فكّرنا في منح بعض المصورين المتميزين شهادات تكريمية، وكذلك بعض النقاد المحترفين، وبذلك نصنع تقليدا مهرجانياً جديداً تلجأ إليه عديد المهرجانات السينمائية في العالم. مسابقة الأفلام القصيرة أربعة برامج في مسابقة الأفلام القصيرة، و28 فيلماً من 23 بلداً عربياً وأجنبياً، والتجارب تقدّم لنا مخرجين هواة ومحترفين، ونخبة لها رؤية شبابية معاصرة في الحياة، والتحولات الاجتماعية في بلدانهم، ويلفت الانتباه في هذه الأفلام عناوينها، فهناك فيلم بعنوان “كلاب الصيد” للمخرج الفرنسي مانويل شابيرا (14 دقيقة) وفيلم، “الجمال” للكوري بارك جي بون (13 دقيقة)، وفيلم “سوجاتا” للهندي شلوك شارما (19 دقيقة)، وأخيراً فيلم بعنوان “كولونا” للمخرج الكوسوفي أوجكان هيساج (22 دقيقة). من المهم الإشارة هنا إلى أن الفيلم القصير يحتاج إلى جهد مضاعف، نظرا لمحدودية مدته، بما يلزم التكثيف والاقتصاد في الكلمة، والتعبير بالصورة، وقد تستخدم بعض الأفلام جانباً من التوثيق. ورغم كل ذلك يواجه هذا النوع من الأفلام تحديات كثيرة، على مستوى التحكيم والجمهور، على الرغم من أن مواضيعها وتوليفتها تتمتع بروح معاصرة، ربما أكثر من بعض الأفلام المدرجة في برنامج المسابقات الكبيرة. المائدة المستديرة حسنا فعلت إدارة المهرجان أن استضافت الناقد العربي المخضرم سمير فريد، والرجل غني عن التعريف، فمعظم مهرجانات العالم السينمائية تعرفه وتقدّر له جهده البحثي في مجال النقد السينمائي والتحليل المحترف، ومن مدرسته تخرجت أجيال كثيرة من الصف الثاني والثالث من النقاد، ومع سمير فريد نخبة ممتازة من النقاد والكتاب من المغرب العربي ومن بلدان عربية مختلفة من نقاد الصحافة والإعلام، لكن أجمل ما في هذا الجمع المثقف الطيب هو مائدتهم المستديرة التي يديرون من خلالها حوار التجارب، والحديث عن الأفلام وصناعة السينما، مما يعطي زخما فكريا للحدث، ويمنحه البعد والحالة الثقافية المنشودة التي تطبع هوية أي مهرجان ناجح، ربما يكون ذلك تقليداً مهماً لمهرجاننا في بناء ثقافة نقد جديدة، دون أن ننسى أن النقاد الحقيقيين الموضوعيين هم الذين يصنعون أي مهرجان يريد النمو والتطور والنجاح صوب صناعة سينما مستقبلية. خلطة إلهام شاهين سعدنا بحضور النجمة المصرية إلهام شاهين، التي حازت جائزة مهمة من مهرجان أبوظبي السينمائي في إحدى دوراته عن فيلمها “خلطة فوزية”، ونسعد أكثر بالأجواء الفكرية التي تشيعها في جنبات المهرجان، من خلال حديثها عن قيمته وجمالياته واختلافه عن بقية المهرجانات بتطوره ونموه وخدمته لمشروع السينما والثقافة العربية، قالت شاهين: أحب هذا المهرجان لخصوصيته، وقدرته على جمع ألمع نجوم ونجمات السينما في العالم، ومعهم عديد المدارس السينمائية، هو مهرجان من نوع خاص لخدمة الذائقة والثقافة السينمائية لدى الجمهور. وعن الأفلام، قالت: هي كثيرة، ومحترفة على مستوى الإخراج واللغة والتناول، ويهمني جدا متابعة تجارب الأفلام العربية والخليجية، نحن بحاجة على الدوام إلى دفع المبدعين العرب وتعزيز تجربتهم، ليس مهما أن نحصد الجوائز، المهم أن نحصد احترام النقاد والجمهور، وان نطوّر من مفهوم السينما من التجارة إلى الفن الحقيقي الهادف. “سونغلاب” بالرغم من أن فيلم “سونغلاب” للمخرج الماليزي أفندي مازلان، ومعه المخرج فاريزا أزلينا إسحاق، ذو صلة بعالم الجريمة من حيث موضوعه الذي يصور شقيين يكافحان للعيش كوسيطين في عالم الجريمة، إلا أنه يحمل طابعا إنسانيا، كما يقدم لنا صورة مغايرة عن تحولات المجتمع الماليزي والآسيوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©