الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«جيش» الخبراء الألمان «يحتل» المؤسسات الدولية

29 أكتوبر 2011 09:09
ظل دور ألمانيا في المؤسسات الدولية على مدى سنوات يقتصر على دفع مساهمات مالية طائلة مقابل دور قيادي ضعيف، غير أنه مع اشتداد أزمة اليورو بات عدد متزايد من الخبراء الألمان يتولون مناصب مالية استراتيجية. وفي خضم الأزمة يتولى ألماني هو كلاوس ريجلينج رئاسة الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي، وهو صندوق أنشئ عام 2010 لمساعدة دول “منطقة اليورو” التي تواجه صعوبات. وعمل ريجلينج في الماضي في صندوق النقد الدولي في واشنطن وجاكرتا وفي وزارة المالية الألمانية قبل أن يشغل منصب المدير العام للشؤون الاقتصادية والمالية في المفوضية الأوروبية. ونجد ألمانياً أيضاً هو هورست رايشنباخ على رأس “مجموعة العمل” التابعة للمفوضية الأوروبية والمكلفة مساعدة اليونان على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها لقاء المساعدة التي قدمها الأوروبيون وصندوق النقد الدولي. ورايشنباخ الذي كان على مدى ست سنوات نائباً لرئيس البنك الأوروبي للتنمية وإعادة الإعمار في لندن، قضى القسم الأكبر من مساره المهني في المفوضية الأوروبية. أما “ترويكا” دائني اليونان المؤلفة من البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية والمكلفة تقييم التقدم في تطبيق الإصلاحات في اليونان كل ثلاثة أشهر، فتضم دنماركيا هو بول تومسن وألمانيين. ويقوم ماتياس مورس في “الترويكا” بتمثيل المفوضية الأوروبية حيث عمل مساعدا لمفوض الشؤون الاقتصادية اولي رين، فيما يمثل كلاوس ماسوك البنك المركزي الأوروبي حيث يتولى مهام. وقال جونترام فولف مساعد مدير مؤسسة “بروجل” للدراسات الاقتصادية ومقرها في بروكسل “حين تكون جهة ما الدائن الأكبر، فهي تود وضع أشخاص موثوقين منها في مناصب أساسية”. وتابع أن “تعيين المسؤولين يتم بشكل أساسي عبر شبكات. والشبكات لا تزال تعتمد كثيراً على جنسيات الأشخاص”. وأوضح دومينيك هيرليمان من معهد “بيرتلسمان” في جوترسلو بألمانيا أنه “خلال السنوات الماضية لم تعمد ألمانيا إلى فرض مرشحيها خلافا لفرنسا خصوصا التي كانت انشط بكثير. والآن نشهد تطبيعاً لهذا الوضع”. وأضاف من جهة أخرى أن “الدول الـ17 الأعضاء حالياً في (منطقة اليورو)، لا تملك جميعها بالضرورة خبراء يعملون منذ سنوات في شؤون العملة الموحدة”. وان كان البنك المركزي الأوروبي ترأسه حتى الآن هولندي هو فيم دويسنبرج ثم فرنسي هو جان كلود تريشيه سيخلفه قريباً إيطالي هو ماريو دراغي، إلا أنه يبقى مطبوعا بالتأثير الألماني. فالمؤسسة التي تتخذ مقراً لها في فرانكفورت في قلب ألمانيا، أنشئت على نمط البنك المركزي الأوروبي أو “البوندسبنك”، في وقت كان الدويتش مارك رمزاً للازدهار والمتانة الاقتصادية في الجمهورية الفيدرالية. غير أن تمثيل ألمانيا في المؤسسات الدولية يبقى دون أهمية حجمها وبرر سيباستيان دوليان من الفرع البرليني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هذا الوضع بـ”نقص الموظفين المؤهلين”. فبعد استقالة الفرنسي دومينيك ستروس-كان من منصبه على راس صندوق النقد الدولي خلال الربيع الماضي، لم يكن لدى برلين شخصية موازية لكريستين لاجارد تطرحها لهذا المنصب.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©