الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أم القيوين.. ملامح إماراتية هادئة تستظل بشجرة الاتحاد

أم القيوين.. ملامح إماراتية هادئة تستظل بشجرة الاتحاد
27 أكتوبر 2013 14:21
قبل بزوغ شمس دولة الاتحاد، اشتهرت بمناخها المميز الذي يلف كل ملامحها، وقوتها التي لم يثنها القصف المدفعي المدمر، الذي تعرضت له في 1819م من سفن الأسطول الاستعماري. ومنذ أن بزغ فجر دولة الاتحاد، اكتست بسمات النهضة الحضارية والعمرانية، إلى الحد الذي جعل البعض يطلق عليها الإمارة الهادئة. بفضل جهود المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه من الرعيل الأول من شيوخ الإمارات، ترعرعت على أياديهم البيضاء شجرة الاتحاد الوارفة، واستظلت بها أم القيوين. إمارة أم القيوين شهدت اليوم تحولاً حضارياً ضخماً في الحقول كافة والاتجاهات والمجالات الإنمائية الصناعية والزراعية، ومنها تعميق القناة الداخلية لخور أم القيوين الذي يسهم في استقرار عمليات الزراعة في أم القيوين وتحقيق عوائد اقتصادية ومادية على للمشتغلين بالزراعة من أهل إمارة أم القيوين. حظيت أم القيوين بنصيب وافر من الرعاية والاهتمام منذ أيام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، انطلاقاً من حرصه على مد مظلة التنمية والرخاء لكل شبر من أرض الإمارات. ويعكس ما نلمسه اليوم في الإمارة على أرض الواقع، النهضة التي شملت جميع مناحي الحياة في الإمارة، حتى غدت منظومة متناغمة كغيرها من إمارات الدولة، تنعم بين الحين والآخر بافتتاح صرح اجتماعي أو منجز حضاري أو مشروع تنموي تدير دفته كوادر وطنية في إمارة أو القيوين. تشتهر أم القيوين بوجود العديد من الأخوار المائية التي تكون بيئة خصبة لتكاثر أنواع السمك ومن أشهرها، البياح، وحبار البحر، وسركان البحر، ويسمى الحبار محليا بـ”النغر”، ويسمى السرطان بـ”القبقوب”، وأغلب هذه الأخوار محميات طبيعية يمنع الصيد فيها مثل خور البيضاء. حققت الإمارة إنجازات وطفرات متلاحقة ليس فقط في السياحة والآثار، بل في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية، انطلاقا من الإيمان بأن نهضة الحاضر لا تقل بأي حال من الأحوال أهمية عن أصالة الماضي. وشجع موقعها الاستراتيجي، على شاطئ الخليج ومياهه الزرقاء الصافية، قطاع الفنادق والمنتجعات على التوسع والتطور، وهو ما أعطى الإمارة بعداً سياحياً للاستجمام والسياحة البيئية والتراثية. بإنجازات زايد ومبادرات خليفة وجهود المعلا مشاريع تطويرية تستهدف الحياة الكريمة للمواطن تعيش إمارة أم القيوين بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، عصر التطور الحضاري والعمراني، فيما تشهد مشاريع تطويرية شملت جميع المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والإسكان والطرق وغيرها، ساهمت في جعل المواطن يعيش حياة كريمة بين أبنائه ووطنه. ويلمس الأهالي مظاهر النهضة التي مرت بها الدولة خلال الـ42 عاماً، ويتذكرون الإنجازات التي قدمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في عهده، بينما لم تتوقف مسيرة العطاء، واستمرت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي يقدم الكثير لأبناء الدولة، ويخصص المليارات لمبادراته من أجل تطوير البنية التحتية في مختلف المناطق. ومنذ قيام الاتحاد وحتى الآن، شهدت أم القيوين تطوراً عمرانياً ملحوظاً في بناء المساكن الحكومية، وانتشار المناطق السكنية داخل وخارج الإمارة، وتم تخصيص الكثير من المساكن التي ساهمت في استقرار الأهالي وتوطيد العلاقة فيما بينهم. كما أن للحكومة المحلية بقيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، دوراً بارزاً في تخصيص الأراضي للمواطنين، وتجهيزها للبناء مساكنهم عليها، وتوفير المرافق الخدمية في كل منطقة سكنية. وتستمر مشاريع المساكن الحكومية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بتقديم المساعدات والمنح وتخصيص الأراضي للمواطنين وخاصة المقبلين على الزواج، ليتمكنوا من بناء أسرة متماسكة ومترابطة. 107 مساكن في عامين وخلال العام الحالي، أنجزت وزارة الأشغال العامة ضمن مبادرات رئيس الدولة 30 مسكناً بمنطقة فلج المعلا، بتكلفة 25 مليون درهم، وجار العمل على إنجاز 50 مسكناً في منطقة الأبرق بتكلفة 36 ألف درهم، ويتوقع الانتهاء منها خلال عام 2014، وكذلك إنشاء 10 مساكن في منطقة الراشدية و10 مساكن في منطقة بياته بتكلفة 15 مليوناً و400 ألف درهم، إضافة إلى إنشاء 7 مساكن جديدة في منطقة فلج المعلا بتكلفة نحو 5 ملايين و500 ألف درهم. ويعتزم برنامج الشيخ زايد للإسكان، تنفيذ 520 مسكناً للمواطنين في منطقة “شنتير”، إضافة إلى إنشاء طرق داخلية وخدمات متنوعة، بتكلفة 450 مليون درهم، وذلك في أواخر عام 2014. وسلمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية 60 مسكناً لمواطنين أم القيوين، خلال عام 2010، وتأتي ضمن مبادرة خيرية واسعة النطاق للمؤسسة بهدف توفير مساكن لذوي الدخل المحدود وأصحاب الأسر الكبيرة في كل إمارة. وجاءت مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتشمل أيضاً مشاريع الطرق في أم القيوين، حيث حظيت الإمارة بالنصيب الأكبر من هذه المشاريع الحيوية، التي ساهمت في تطوير البنية التحتية بها. ومن أهمها شارع الشيخ محمد بن زايد (الإمارات سابقاً) الذي يربط معظم إمارات الدولة، وكذلك شارع الإمارات (طريق العابر) الذي تم إنجازه العام الماضي بتكلفة حوالي 170 مليون درهم وبطول 14 كيلو متراً، واشتمل على إنشاء جسر علوي بديلاً للإشارات الضوئية، التي كانت موجودة عند تقاطع مهذب، وذلك للقادمين من أم القيوين باتجاه فلج المعلا، وتم توصيله إلى مخرج 103 على شارع الشيخ محمد بن زايد. أما الطرق الداخلية للإمارة، فقد انتهت وزارة الأشغال العامة ضمن مبادرات رئيس الدولة من إنجاز عدد من المشاريع في الأحياء السكنية وغيرها، وتبلغ طولها أكثر من 96 كيلو مترات بقيمة تتجاوز 70 مليون درهم، توزعت على منطقة السلمة والسويحات 1، والراشدية، والراعفة وطرق مؤدية إلى مبنى الدفاع المدني الجديد والمركز الثقافي ومستشفى الشيخ خليفة، بالإضافة إلى صيانة وتطوير طريق أبوبكر الصديق والشيخ راشد بن سعيد. وستنفذ الوزارة ضمن مبادرات رئيس الدولة خلال الفترة المقبلة مشروع تطوير مدخل إمارة أم القيوين الذي يربط شارع الملك فيصل بشارعي الشيخ زايد بن سلطان والشيخ محمد بن زايد، وإحلال شارع الشيخ أحمد بن راشد المعلا، الذي يبلغ طوله حوالي 7 كيلو مترات مزدوج. وشهدت أم القيوين تطوراً نوعياً في مجال الصحة منذ قيام الاتحاد عام 1971، ومن أهمها إنجاز مستشفى الشيخ خليفة بمنطقة السلمة، الذي يبلغ 500 مليون درهم، حيث بدأ مؤخراً باستقبال المراجعين في بعض العيادات، وسيتم افتتاحه بشكل رسمي خلال الفترة المقبلة. كما تم إنشاء العديد من المراكز الصحية توزعت في مختلف مناطق أم القيوين، لتخدم أبناءها من خلال تقديم أفضل العلاج والفحوصات الطبية، والتي ساهمت في علاج الكثير من الأهالي. أما التعليم، فكان له النصيب الأكبر من خلال بناء المدارس والمراكز المجهزة بالصالات الرياضية والمسارح وأجهزة الحاسب الآلي ومرافق خدمية، إضافة إلى استقدام المعلمين والمعلمات من دول عربية. وتم بناء أكثر من 35 مدرسة في مختلف مناطق الإمارة منذ عام 1971 وحتى الآن، بينما شهدت معظم المدارس مشاريع صيانة شاملة قامت بها وزارة الأشغال العامة، وتم إحلال بعض المدارس لاكتمالها العمر الافتراضي لها. ولعب التعليم دوراً بارزاً في خدمة أهالي أم القيوين من خلال انتشار المدارس والتنوع في التدريس، وأدى إلى زيادة نسبة المتعلمين بين أفراد الشعب والقضاء على الأمية، كما ساهم في تخريج مواطنين، ومواطنات على أعلى مستوى من التعليم والثقافة. وساهم ظهور المدارس الخاصة في أم القيوين، تنافس المدارس الحكومية من خلال تقديم أفضل تعليم والارتقاء بمستوى الطالب وتزويده بالمعلومات، والبحث عن أساليب تطويرية لإيصال المعلومة للطالب. وأنجزت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، المشروع الأول لتمديد خطوط نقل وتوزيع مياه رئيسية جديدة في أم القيوين بطول 55 كيلو متراً، وجاري العمل على إنجاز المشروع الثاني، وهو تطوير شبكات المياه الفرعية بالمدينة بطول 129 كيلو متراً، ومن المتوقع الانتهاء خلال الأشهر المقبلة. وتبلغ تكلفة المشاريع التطويرية لشبكات المياه في أم القيوين 128 مليوناً و268 ألف درهم، بطول إجمالي 184 كيلو متراً، وتأتي ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بهدف تطوير البنية التحتية في جميع مناطق الدولة، واستبدال الخطوط القديمة في أم القيوين، التي مضى عليها أكثر من 35 عاماً. أم القوّتين.. حقائق يدعمها التاريخ اُشتق اسم “أم القيوين “من “أم القوتين”، الأمر الذي يشير إلى قاطنيها الذين عرفوا بحذقهم لفنون صيد اللؤلؤ وقوتهم البحرية، فضلاً على قوتهم البرية، وهذه حقيقة تاريخية تدعمها الآثار المكتشفة في جزيرة السينية ومنطقة الدور. وقبل قيام الاتحاد بقليل تم تغير اسمها من أم القوتين إلى أم القيوين، فيما ذكر بعض المؤرخين أن الاسم من “أم القويين”، مستندة إلى اللكنة الإماراتية. تقـع إمارة أم القيـوين في الشمال الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة على ساحل الخليج، وتمتد شواطئها بطول 23 كيلو متراً تقريباً بين إمارتي الشارقة ورأس الخيمة، وتبعد 43 كيلو متراً شمال شرق مدينة الشارقة، وتمتد أراضيها في الداخل نحو 32 كيلو متراً، حيث تقع على خور يسمى خور البيضاء. وتعد مدينة أم القيوين، المركز الحضاري الرئيسي في الإمارة وتنشط فيها حركة التجارة لوجود الميناء البحري فيها، كما أنها الممول الرئيسي للسلع والبضائع للقرى والمناطق التابعه لها. وتبعد فلـج المعلا عن مدينة أم القيوين نحو 52 كم جنوبي شرقي المدينة، وهي من أروع الأماكن للاستجمام صيفاً لتميزها بالزراعة، وتجري مياه الفلج على جانب الوادي، ولذا فإن انتشار الزراعة في فلج المعلا مرده خصوبة تربتها وتوافر المياه العذبة فيها. ومن مناطقها، الراعفة، والسلمة، الدور، وسويحات، وتل الأبرق، والرملة، واللبسة، والراشدية، وبياته، والعذيب، وخور البيضاء، والسرة، ومهذب وكابر. كما يتبع الإمارة عدد من الجزر التي يقصدها السياح للاستمتاع بطبيعتها الخضراء التي تجذب أعداداً كبيرة من طيور النورس ومالك الحزين والغاق والأرانب والغزلان البرية بالإضافة إلى بعض المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فجر الإسلام. تبلغ مسـاحة أم القيـوين نحـو 720 كيلومترا مربعا، وهي تعـادل 1 في المائة تقـريبا من مساحة الدولة من دون الجزر، فيما تسجل أعلى نسبة في تزايد السكان في الإمارات الشمالية، وبواقع 20 في المائة سنوياً. ومناخ أم القيوين شبه صحراوي يتميز بارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة خلال شهور الصيف، إلا أن معدلات الرطوبة تتباين من شهر إلى آخر، ويعتدل الطقس معظم شهور الشتاء مع هطول أمطار غير منتظمة. وشهدت التجارة الخارجية لإمارة أم القيوين تطورات مستمرة نتيجة لسياسة الانفتاح على العالم، التي أنتجتها الحكومة لتتماشى مع توجه الدولة في هذا المجال. وساهم الموقع الجغرافي المتميز للإمارة في تنشيط العمل التجاري بمختلف صوره إلى جانب المرافق الخدمية التي تساند التجارة المنتشرة على طول سواحل الإمارة وطرقها، كالمناطق الحرة ووسائل الاتصال الحديثة وغيرها. وحرص صاحب السمو حاكم أم القيوين بتقوية هذا القطاع وإقامته على أساس متين طبقا للمواصفات العالمية، مما أدى لإقامة العديد من الصناعات المحلية، التي ساهمت في تعزيز الهيكل الصناعي ومثلها الصناعات الغذائية والبلاستيكية والإسمنت وغيرها. أولت حكومة أم القيوين الجانب الاستثماري اهتماماً خاصاً، إذ تم تخصيص نسب مالية من الإيرادات العامة لتمويل مشاريع التنمية، وتوفير جميع السبل والتسهيلات للقطاع الخاص بهدف زيادة كفاءته في تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية إلى جانب القطاع العام لتحقيق الشراكة المطلوبة بين القطاعين من أجل تحديث القطاع الوطني. شهدت الإمارة مؤخراً تقدماً ملموساً في المجال الزراعي، وحققت السياسة الزراعية التي انتهجتها الحكومة ارتفاع عدد الحيازات الزراعية، وازدياد المساحات الزراعية وبالتالي زيادة الإنتاج الزراعي. حيث تم تحويل مساحات صحراوية واسعة من الإمارة في ظل ظروف مناخية غير ملائمة إلى مناطق خضراء تسر الناظر وتدب فيها الحياة العصرية. وتعتبر شواطئ أم القيوين من أجمل شواطئ الخليج العربي لذا تم تشييد العديد من المنتجعات الصحية والنوادي الرياضية.
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©