قصائد مستوحاة من عذوبة البحر وصخبه

محمد عبدالسميع (الشارقة) في الأمسية الشعرية التي حملت عنوان «ديوان العرب» والتي أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 33، وقف الجمهور على مجموعة من منتخبات القصائد التي راوح وجودها بين الذاتي والعام. قدمها الشعراء علي الشعالي، محمد البريكي، طلال سالم. وإدارتها الشاعرة شيخة المطيري. في البداية أشارت المطيري إلى أن الشعراء الثلاثة أصحاب تجربة نابعة من خليجنا الجميل، سنستمع إلى مختلف الاتجاهات ومختلف ألوان الشعر المستمدة من رقة وعذوبة البحر وصخبه في الوقت نفسه. ثم استمع الحضور إلى قصائد من الشاعر محمد البريكي من عناوينها: «عواء الذئب»، «قهوة الضوء»، «على عتبات الوقت»، «سلامٌ عليَّ». البريكي يكتب قصيدة التفعيلة والعمود والقصيدة المحكية، جاءت قصائده عفوية المشاعر صادقة الاحاسيس. من قصيدته «على عتبات الوقت»، يقول: إلى أين؟ هذا الضوء يمتدُّ من دمي ليسبحَ في معنايَ حتى يبلِّلَهْ؟ طويلٌ كرمحِ الذنب في ظهر أمةٍ تقاتلُ بالزيتونِ وهي مزلزلةْ تغيبُ وأبوابُ السماءِ لأجلِها يفتِّحُها كفٌّ تباكى فتقفلهْ هربتَ وفي بغداد عرسٌ ومأتمٌ أيا «بشرُ» هل يأتيكَ وحيٌ لتسألَهْ؟ وقرأ الشاعر طلال سالم قصائد: مسافة حزن، لا أحد، طريق نائي، غيوم الصبر، مهب الرمضاء، غربة وطوفان، غفوة تعب، مازلت طفلاً، ما أنت؟. تتميز قصائد طلال بالانفتاح على الفكرة، نتلمس فيها انبلاج الضوء وتذكرنا بالبحر، شاعر يعرف كيف يرتب أمواجه. يقول في قصيدة «على قيد الهوى»: حلمٌ على شفتي بدا ينهار وضفاف نزفي هدها الإبحار حلم ألم شتاته متثاقلاً ورؤىَّ بقلبي خانها التذكار وأنشد الشاعر علي الشعالي مجموعة قصائد منها: ريش الأوزة يا غراب، جدائل، غبار، للوطن أغنية. تنتمي قصائد الشعالي إلى القصيدة الحديثة المرتكزة على اللغة كبنية أساسية. يجسد من خلالها فضاء إنسانياً مرتبطاً بالواقع والبيئة وبتجربته الحياتية. يمتلك مقدرة ومهارة في استخدام أدواته، وخصوصية في الفكرة وتنوع الصور، تجعل هاجسه الشعري مختلفاً في العطاء والمعنى والمجاز والدلالة. في نص أهداه لمصر يقول الشعالي: قبلتي مصر.. أرى الأرض حواليها هَبا.. أيُّ ريحٍ لن تواتي، وشراعي صُحفُ الله؟! أدخلوها بسلام آمنين.. ثم قولوا حطةٌ، نغفرْ.. صدع الميناء بالحقِ ولليل سجاح.