الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المبدع لا يتحقق إلا عبر تجربة حياة

المبدع لا يتحقق إلا عبر تجربة حياة
10 نوفمبر 2014 23:30
عصام أبو القاسم (الشارقة) تتنوع مصادر كاتب الرواية تنوعاً شديداً كلما تقدمت تجربته فمن حكايات الجدة إلى بعض المواقف النفسية الأولى وما خزنته العين من المشاهدات ثم القراءات التي تتنوع هي الأخرى لتشمل الروايات السابقة وكتب التراث والنصوص الدينية والفلسفية، ولكن لا يمكن لأي كاتب أن يحدد في شكل قاطع المصادر الأساسية التي غذت مخيلته وساعدته على تأليف نصوصه الجديدة. هذا ما قالته الكاتبة الباكستانية الأصل والأميركية الجنسية حميرة فريدي في ردها على سؤال حول الكتب التي أثرت على طريقتها ورؤيتها في الكتابة، وذلك في ندوة «مرايا الذاكرة.. النص الملهم ومعالجاته المعاصرة» التي قدمها وأدارها الإعلامي والكاتب المصري محمد غباشي وشاركتها بها الروائية الإماراتية سارة الجروان. وذكرت فريدي التي تعيش حالياً في مدينة نيويورك أنها غادرت بلدها وهي صغيرة إلى أبوظبي ومن ثم انتقلت للدراسة الجامعية في الولايات المتحدة ولذلك لم تحفظ ذاكرتها أو تتأثر بالمورثات الشعبية في بلدها الأصل، بيد أنها ظلت منفتحة على التراث العالمي وبشكل خاص التراث الأدبي الشرقي، الذي يشترك مع سواه في تطرقه إلى قضايا وموضوعات وجودية واجتماعية غنية كما الحال في قصص المتصوفة وحكايات الليالي وغيرها. من جانبها، تكلمت سارة الجروان عن المؤثرات الثقافية والاجتماعية التي غذت تجربتها الروائية، مشيرة إلى أنها تؤمن بأن «المبدع لا يتحقق إلا عبر التجربة» بيد أن القراءات السابقة تعتبر من المصادر المهمة لإثراء تجربة الكاتب إلى جانب الحفر في الذاكرة التراثية. وقالت الجروان إن جدتها التي كانت تحفظ السيّر والشعر وتجيد الحكي هي نصها الملهم الأول. وأشارت إلى أنها تفرّق بين «الإلهام» و»الاستلهام»، ففي الإلهام يستعيد المبدع مادته أو يستذكرها بطريقة عفوية وتلقائية فيما حالة الاستلهام تحصل بطريقة مقصودة وواعية. وبينت الكاتبة الحائزة جائزة العويس لأفضل عمل روائي العويس 2012 أن المبدع لا يقدم ما يستلهمه إلا بعد تطعيمه وتلوينه بشواغله الشخصية، بحيث يتحول النص المستلهم إلى نص يشبه كاتبه الجديد ويعبر عنه. وفي هذا السياق تطرقت الجروان إلى الفيض الروحاني الذي شعرت به عندما كتبت روايتها «عذراء وولي وساحر» وقالت إنها كانت تكتب الرواية متأثرة برحلتها إلى «العمرة» إلى جانب ما خزنته من مشاعر وذكريات من خبراتها وتجاربها الحياتية الأخرى، لافتة إلى أن معظم أعمالها تمزج بين التخييلي والواقعي وأنها تحاول دائماً أن توازن بين الاثنين، ففي تكاملهما ما يثري العمل ويزيده إبداعية. وحكت الجروان ظروف كتابتها لنص «شجن» الذي يعتبر أول رواية نسوية في الدولة، مشيرة إلى أنه تشكل من خليط متنوع من الرؤى والخواطر والذكريات، وكذلك تكلمت عن عملها، متعدد الأجزاء، الموسوم «طروس إلى مولاي السلطان» وقالت إنه يقوم على رحلة زمنية تمتد سنوات طويلة إلى الوراء، مشيرة إلى أنها استعانت بما قرأته من كتب التاريخ وما سمعته من حكايات تراثية لتدوين روايتها الأطول والتي حظيت بقراءات نقدية عديدة. وكانت الأميركية فريدي استعانت بنص لجلال الدين الرومي ومثّلت عبره لعلاقة الكاتب بما يستلهمه من نصوص سابقة، مشيرة إلى أن الرومي بتناوله موضوعات صوفية تركز على العلاقة بين الجسد والروح، يمكن اعتباره مصدراً مهماً للكتابة سواء في الشرق أو الغرب، فغير إن سؤال العلاقة بين الجسد والروح من الأسئلة التي يتشارك الناس في مختلف أنحاء العالم الإنشغال بها، هو أيضاً يختلف عن سواه من الأسئلة التي قد تكون مهمة ولكن طرحها يثير حفيظة البعض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©