الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

روضة المطوع: معاناة لغتنا تثير تساؤلات حول إقصائها

26 فبراير 2007 02:29
رأس الخيمة- الاتحاد: إن هم اللغة لا يحمله المختصون في مجالها فقط، وإنما هو نبض الشارع العربي الواعي لما يحدق بلغتنا من أخطار لتهميش دورها ومحوها من ألسنة أبنائها، فبالرغم من الدور الذي تلعبه اللغة العربية كإحدى أهم المقومات التي تساهم في تشكيل الشخصية العربية الإسلامية إلا أننا- وللأسف- نجد أنها تدان من قبل أبنائها قبل أعدائها، إن دساتير العالم العربي تدعي أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية لكن الواقع غير ذلك· كل هذه التداعيات جاءت بها سعادة الدكتورة روضة عبدالله المطوع النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي رئيس اللجنة التنفيذية بالغرفة، وذلك في محاضرة نظمتها مكتبة اليقظة لثقافة المرأة والطفل في المجمع الثقافي بإمارة رأس الخيمة يوم الجمعةالماضي، تلك التداعيات التي تسابق من خلالها الدكتورة الزمن لتدرك غروب الشمس، وقبل أن تنفض غبار السفر أبت إلا أن تضيف على إنهاكاتها إنهاكا من نوع آخر يحمله كل ذي حساسية عالية للهم العربي، وكون الدكتورة تعمل في مجال الاقتصاد فإن هذا اللقاء ذو دلالة على أن التحديات التي تواجهها اللغة العربية هي مثار اهتمام كل عربي يستشعر تلك الطعنات التي تكال لها بين الفترة والأخرى·· إن لغة استطاعت أن تستوعب كل العلوم ويستوعبها الجميع على اختلاف ألسنتهم يقصيها الآن أبناؤها إلى الصفوف الخلفية، هل لغتنا لم تثبت وجودها للحاق بالتقدم التكنولوجي والعلمي! هل عجزنا أن نجعل من لغتنا لغة عصرية في بناء مجتمعنا؟ ولأن البذرة الأولى تغرس في صفحة هذا الطفل منذ الصغر فهل من الممكن أن تتفاعل الأجيال القادمة مع العلم بمعزل عن التصور الذهني الذي يستند إلى بُنى معرفية بيئية ومجتمعية صيغت بلغة عربية دون أدنى خلل؟ إن ما تعانيه اللغة العربية اليوم ظهر أثره واضحا جليا في ضعف مفهوم الذات العربية، وأدى إلى توسيع الفجوة في الانتماء والولاء، إن حجم التحديات التي تواجهها اللغة العربية في زمن العولمة تثير جملة من التساؤلات حول حقيقة ما يحدث من إقصاء للغتنا الأم، هل هذا بفعل ما يدعيه دعاة العولمة من ضرورة فرض فكر واحد، ولغة واحدة، وثقافة واحدة، أم لقصور في اللغة عن مواكبة التقدم في العلوم؟ وتبرر الدكتورة المطوع أن تعلمنا للغات الأخرى جاء كأدوات اتصال للحضارات المختلفة ولا ضير في ذلك، وكان بالإمكان أن نحتفظ بلغتنا كما فعلت بعض الشعوب كاليابانيين والألمان، مشيرة إلى الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام والمؤسسات التعليمية كصناع قرار في الحفاظ على اللغة العربية، إذ لا يوجد دور واضح يمكن رصده في هذا المجال بحيث يقود إلى قرار سياسي ملزم بتبني مشروعات طموحة في مجال الحفاظ على لغتنا من الاندثار وهويتنا من الضياع· بهذا انتقلت الدكتورة للطموحات التي شاركها فيها الحضور، فمن رغبة في أن تصبح اللغة العربية لغة حوار بتبني مسابقة للتحدث باللغة العربية الفصحى في المدرسة، ثم تعزيز من قبل الأسرة، إذ نحن في حاجة لأن يحدث الأب المثقف أبناءه باللغة العربية، ونوه أحد الحضور إلى أن الأندلس عندما استقر فيها الحكم لعبدالرحمن الداخل وأصبحت مركزا للعلوم والشعراء والفنانين والمهندسين·· أصبح الشباب الإسباني يتهافتون على تعلم اللغة العربية، وكانت اللغة العربية في أوج ازدهارها، أما الآن فلامناص من التهرب من وجوب تعلم اللغة العربية، فهذا الإمام الشافعي يذكر في أحد آرائه عن اللغة العربية: (تعلمها واجب على كل مسلم ومسلمة)، ومن الوسائل العملية التي تم طرحها خلال المناقشات هو أن تركز الأسر على انضمام أبنائها لحلق القرآن·· فالقرآن الكريم من أقوى أسباب إتقان أبنائنا للغة العربية، كما تمت الإشارة إلى دور الرسوم المتحركة المتحدثة باللغة العربية الفصحى في ربط الطفل بلغته العربية، والتحذير من أثر الرسوم المتحركة باللهجة العامية وتأثيرها السلبي المستهدف ضد لغتنا العربية لغة الإسلام، إلى جانب ما وقف عليه البعض من أسباب تتمثل في الخلل في التركيبة السكانية ووجود تجمعات هائلة من غير المتحدثين باللغة العربية والتي تؤثر تأثيرا لا يستهان به في تراجع دور اللغة العربية كلغة حوار يومي، وغيرها من الأسباب التي تلقي المسؤولية على الجميع أفرادا وجماعات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©