الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام وثائقية إيرانية تحاكي الواقع في باريس

16 مارس 2009 02:25
قدمت الأعمال الإيرانية المشاركة في مهرجان فيلم الواقع في مركز جورج بومبيدو بباريس صورة نابضة من قلب المجتمع الإيراني· فيما ينكب الاهتمام هذه الأيام في فرنسا من خلال كتب وأفلام وثائقية على الذكرى الثلاثين للثورة، مع التركيز على صورة هذا البلد سياسياً وتلك التي يعكسها في الخارج· وتعكس هذه الصورة قلق وتعب هذا الشعب وكذلك تصميمه وإيمانه ولجوءه إلى السخرية السوداء لتجاوز صعوباته اليومية، كما في فيلم ''شعب في الظل'' للإيرانية بني خوشنادي (90 دقيقة)· وشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان أفلام الواقع في دورته الحادية والثلاثين وقدم نبذة عن حياة أناس طهران اليوم· ويظهر الشريط الذي تعيش مخرجته في الولايات المتحدة أقرب إلى عملية المسح الضوئي للمكان، وهو طهران في حياتها اليومية ونبض شارعها وأمكنتها ومحالها التجارية وصولاً إلى أماكن أكثر حميمية· تعمل بني خوشنودي التي هجر أهلها إيران بعد الثورة وهي في الثانية من العمر بكاميرا حساسة ومتأنية محاولة حل لغزها الشخصي وماضيها· فتلتقط هذا البورتريه الجماعي الحامل للذاكرة الإيرانية الحديثة· وتقول: ''احتجت إلى تسع سنوات لأتمكن من صنع هذا الفيلم· كان علي أن أشفى أولاً من الحنين وأن ابرأ من الألم الذي ولده المنفى في داخلي· والفيلم يحتوي على جزء كبير من قصتي الشخصية حتى وإن كان ذلك غير ظاهر''· وتضيف: ''اخترت أن أصور في الحي الذي كبرت فيه جدتي الذي كان في وسط طهران وبات اليوم في الجنوب نظراً لتوسع العاصمة· واستغرق التصوير شهراً ونصف الشهر لعدة ساعات في اليوم، لكن عملية المونتاج استغرقت عاماً كاملاً''· والفيلم بورتريه لسكان طهران البالغ عددهم 14 مليوناً الذين يشكل الشباب دون الثلاثين 70% منهم· ويظهرهم قلقين من المستقبل، لكنهم منغمسين في العيش على حافة الممنوع· والبعض لا يتوانى عن التعبير عن سخطه ورفضه للتناقضات التي يقع ضحيتها· ويقول أحد الشباب فيه ''انظروا إلينا ونحن أقرب إلى المشردين فيما حكومتنا تصنع القنبلة النووية''· تعبر الكاميرا من ذكريات الحرب مع العراق لبائع في دكان إلى معمل لخياطة الحقائب الجلدية يكاد يقفل لأنه يتعرض للمنافسة الصينية وتنقل في كل مكان قنوات التلفزيون التي تعرض أعمالاً درامية أو خطباً سياسية ودينية· وتجول كاميرا المخرجة التي خلا فيلمها من أي تعليق وصورت عملها بنفسها مدفوعة بإرادة اللقاء بالمكان ومحكومة بنظرة فاحصة على عاصمة بلد لا تغيب عنه ذكريات الحرب الإيرانية - العراقية الأليمة
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©