نوف الموسى (الشارقة)
«التقيت بجاسم أشكناني وأحمد حيدر، في ورشة لتعلم فن كتابة الرواية، وجمعتنا أحاديث حول النشر والقراءة بين فئة الشباب، ولاحظنا وقتها كم الصعوبات التي سنواجهها، كوننا أسماء غير معروفة في عالم الكتابة، واتخذنا موقفاً نابعاً من رغبة خاصة فينا بإنشاء دار نشر، تعنى بالكتابة الناشئة»، هذا ماقالته شمايل ناصر بهبهاني، مديرة العلاقات العامة، في دار «بلاتنوم بوك» للنشر والتوزيع، المشاركة في معرض الشارقة للكتاب، حينما وصفت بداية علاقتها المهنية مع القائمين على الدار منذ عام 2009، مبينة شمايل أن تبني مجموعة من شباب الكويت لفكرة الخوض في مجال سوق الكتاب، والانضمام إلى عجلة القطاع الخاص في المنطقة، رغم كم التحديات والمغامرة، إنما إشارة نوعية للإيمان المتزايد بأهمية الكتاب في نسج العلاقة المعرفية والفكرية والوجدانية، وتبلورت رؤيتهم كما أوضحت شمايل في جعل القارئ في منطقة الخليج، يعيد وجهة نظره حول الكتاب وأهميته، مستثمرين حضور إصدارات كتّاب معروفين، إما بطباعتها أو إعادة طباعتها، لتأسيس ثقة تدير عجلة القوة الشرائية، إلى جانب مشاركة الوجوه الإعلامية المحلية للدار إما بالنشر فيها، أو الحديث عن إنتاجاتها، مشكلاً الأخير بالتوازي مع مواقع التواصل الاجتماعي مفاتيح التسويق الأبرز لدار «بلاتنوم بوك».
جسر متجدد
بحسب تعبير شمايل، فإن الأديبة المعروفة سعدية مفرح، كسرت القاعدة، بنشرها لديوانها «يقول اتبعيني يا غزالة» عبر دار «بلاتنوم بوك»ـ وتعتبر مفرح من الأسماء التي رشحت لجائزة الشيخ زايد للكتاب ـ بهدف دعم وتشجيع دار شبابية، وبعدها بعام انضم اثنان من أهم رواد الحركة الروائية بالكويت وهما الأديب إسماعيل فهد إسماعيل عبر إعادة طباعة رواية «الحبل» والأديب طالب الرفاعي من خلال روايته «في الهُنا»، لافتةً إلى أن التعاون بين الدار والكتاب المعروفين لا يقتصر في تعزيز الثقة للقوة الشرائية فقط، وإنما في سد الهوة بين الرواد والجيل الجديد، مشيرة إلى أن هناك العديد من الكتاب الجدد وحتى القراء، لا تربطهم علاقة فعلية مع ما أنتجه الكتاب الكبار من فكر وأدب، والعملية في اعتقادها تحتاج إلى صناعة جسر تفاعلي، وهذا ما يسعون إليه عبر الدار.
مسارات مهنية
بدأت «بلاتنوم بوك» بـ 7 إصدارات، وصولاً إلى 100 كتاب يُصدر بشكل سنوي، حسب الخطة التشغيلية للدار، ويمثل أدب الناشئة الخط الرئيسي للنشر، متضمناً الروايات والقصص القصيرة، في تصنيفي الخيال العلمي والرعب، إضافة إلى الخطوط الجديدة في مجال التغذية والصحة والموسوعات العلمية. ولفتت شمايل إلى أنهم عقدوا عبر المشاركة الثالثة لهم في معرض الشارقة الدولي للكتاب، صفقة ترجمة بدعم من المنحة التي يقدمها البرنامج المهني التابع للمعرض، موضحة أنها فرصة يُشكر عليها المعرض، مساهمةً في فتح مسارات مهنية أكثر للدار. وبالحديث عن القوة الشرائية وطبيعتها بين دول الخليج، أكدت شمايل أنهم سعوا في البداية لفهم مناخات القراء في الكويت، وأسسوا خطتهم على إثر ذلك، وتعرفوا على توجهات الجمهور، محاولين استقطاب مجموعة من الكتابات التي يمكن استثمارها وتوزيعها في الخليج.
ويؤمن القائمون على «بلاتنوم بوك» أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا تزال المسوق الأكبر، للأعمال التجارية المختلفة، وتؤكد شمايل ناصر مديرة العلاقات العامة في الدار ذلك، باستغرابها تقاعس بعض الدور القديمة عن فعل ذلك، مضيفةً: «عملنا على تكثيف جهود التسويق، وتربطنا علاقة جيدة مع الكثير من الإعلامين، الذين نشرنا لهم كتباً، وهم يشكلون بالنسبة لنا واجهة تسويقية نوعية، وجزءا من صناعة النشر في منطقتنا المحلية».
عدد اليوم
