مسرحية «بينوكيو» تصنع البهجة وتسعد قلوب الكبار والصغار

الطفل محمد لم يستطع إخفاء شعوره وهو يتابع فصول مسرحية «بينوكيو»، حيث كان يعلو صوته مرددا خلف بطل المسرحية، ما يلقنه للأطفال، ويتجاوب مع الأسئلة بنعم أو لا حسب المراد من السؤال، هكذا أتاح هذا العمل العالمي القادم من بريطانيا، الفرصة لسكان أبوظبي وأطفالها الاستمتاع بتفاصيله الغنية بالمعاني، ورسائله الهادفة. تواصل مسرحية «بينوكيو»، التي افتتحتها الشيخة ريم بنت أحمد بن حمدان آل نهيان، وبحضور الشيخ راشد بن أحمد بن حمدان آل نهيان، عروضها بالمسرح الوطني بنجاح، منذ العرض الأول الرسمي الذي تم تقديمه الأحد الماضي، حيث يحضر يوميا عشرات الطلبة للمسرح لمشاهدة العمل. دمية شهيرة وتدور فصول المسرحية التي تخللتها مشاهد كوميدية أسعدت الصغار والكبار، حول الدمية الشهيرة،«بينوكيو» التي صنعها أحد النجارين نتيجة شعوره بالوحدة، وتمنى أن تتحول دميته إلى صبي حقيقي، كونه لم ينجب أولادا، وهذا ما تحقق له، وتوالت الأحداث الممزوجة بمشاهد أمتعت الصغار ونقلت الصورة المتخيلة من القصص المكتوبة إلى مشاهد مجسدة على خشبة المسرح، حيث عاشوا تفاصل الحكاية، واستطاعت نقلهم من عالم الصور والخيال إلى تفاصيل المشاهد الحقيقية، فهي من القصص العالمية الرائعة التي تمتع الأطفال أجيالا تلو الأخرى وتعلمهم ما يجب التحلي به من صفات وأخلاق حميدة، ولم يكن العرض مجرد مسرحية تعرض بعض ملامح الشخصية الكرتونية الشهيرة «بينوكيو» بل كان عرضا تفاعليا، بحيث استطاع أبطال المسرحية تكسير البعد الرابع والانخراط مع الأطفال في جو من المرح والمتعة المعرفية. وعي مسرحي للأطفال إلى ذلك قال الطفل أحمد محمد «صف رابع»، الذي حضر المسرحية برفقة والده، إنه استمتع بفصل المسرحية كما أبدى رغبته في إعادة مشاهدتها خاصة أنها مقررة في المنهج الدراسي للصف الرابع، موضحا أن ذلك سيساعده على استيعاب كل ما يروج في القصة المكتوبة. ومن جهتها قالت والدة هاجر التي رافقت ابنتيها لمشاهدة المسرحية أن «بينوكيو» تنتمي للمسرح العالمي، وهي فرصة للحديث عن هذه الأعمال التي بدأ الإقبال عليها يتراجع من طرف الأطفال خاصة في ظل اكتساح الألعاب الإلكترونية لعوالم أطفال هذا الجيل. أما ليلى خالد التي حضرت مع أطفالها الأربعة، فأكدت أنها كانت تترقب عملا من هذا الحجم في أبوظبي نظرا لما تعودت عليه كل سنة، موضحة أن «سكاى» لتنظيم الفعاليات تعمل على جلب أفضل الفرق العالمية لتقديم عروض مسرحية لازالت تروي مخيلة الأجيال، وذكرت على سبيل المثال، مسرحية «سندريلا، والأميرة النائمة، وعلاء الدين والمصباح السحري»، وغيرها من الأعمال الشهيرة التي عملت على إثراء مخيلة الأطفال، وتمتع الصغار والكبار، مشددة على دور مثل هذه الفعاليات في خلق حراك ثقافي ونشر وعي مسرحي وسط الأطفال، موضحة أن العمل هادف، ويقدم رسائل عدة للأطفال، كما قالت إن الأطفال يتجاوبون أكثر مع الأعمال الدرامية أكثر من النصائح المباشرة. عروض للمعاقين ووفق المنظمين فإن «بينوكيو» سيحضرها أكثر من 500 طالب وطالبة من المعوقين، الذين ينتمون إلى كل من مركز المستقبل ومركز الإمارات للتوحد ومركز الرعاية الخاصة بأبوظبي، كما تم التنسيق مع العديد من المدارس لحضور المسرحية التي يستمر عرضها حتى يوم غد الخميس، أما الفترة المسائية فتشهد حضور العائلات والأصدقاء، وذلك وفق ما صرح به أكرم صبري مدير سكاي للفعاليات المنظمة للحدث، واستطاع البطل «بينوكيو» ألفين رايتس والنجمة البريطانية أماندا ريتشردسون، انتزاع ابتسامة الأطفال، خاصة وأن المسرحية تتخللها مشاهد كوميدية وعرض تفاعلي للأطفال، وتسعى لتمرير رسائل عن الجد والتحصيل، ونبذ الكذب، وذلك في إطار ترفيهي هادف. ويذكر أن معدات المسرحية وصلت من لندن إلى أبوظبي وتم تركيبها بواسطة فريق عمل بريطاني واستغرق ذلك 18 ساعة متواصلة، وفق ما صرح به محمد سعيد المزروعي رئيس مجلس إدارة سكاي لتنظيم الفعاليات. «أبوظبي» عاصمة الثقافة والفنون أكد الفنان ألفين رايتس بطل المسرحية «بينوكيو» أنه سعيد بزيارة إمارة أبوظبي، قائلاً إنها عاصمة الثقافة والفنون.. وأضاف: «وقوفي أمام جمهور أبوظبي شرف كبير وحلم تحقق لي، وأنا واثق من نجاح عرض المسرحية، بشكل كبير وأتوقع حضوراً جماهيرياً»، بينما قال مخرج العرض جراهام فوسيت: يعتبر هذا العرض من روائع المسرح البريطاني الكوميدي والعالمي، وقد ولدت القصة في إيطاليا، وقدمت للمرة الأولى عام 1945، وقدم العرض في جولة حول العالم بأشكال ولغات متعددة وهو إنتاج ضخم وعالمي لأشهر القصص الحالمة التي تسكن خيال الأطفال.