الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسبوع الفن» يحرر الإبداع من جدران قاعات المعارض

«أسبوع الفن» يحرر الإبداع من جدران قاعات المعارض
17 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - ترسيخاً لواقع أن إمارة أبوظبي قد تحولت إلى مجتمع حيوي مزدهر، ووصولاً إلى تحويل سكانها إلى رواد حقيقيين في قطاع الفن، تنطلق اليوم فعاليات «أسبوع الفن» في دورته الأولى بمتنزه خليفة. ومهرجان الإبداع هذا، الذي يندرج ضمن مبادرة «الفن للجميع»، يعد ثمرة الجهود التعاونية بين عدد من المؤسسات، وهو يهدف إلى تقريب الفن من الجماهير، وإخراجه من جدران قاعات المعارض إلى فضاء الأماكن العامة كالمتنزهات والحدائق. أجندة الأسبوع على مدار سبعة أيام، يضع «أسبوع الفن»، الذي تنطلق فعاليات الدورة الأولى منه اليوم، الفنون بين يدي سكان أبوظبي وزوارها، إلى تقريب الفن من الناس، بحيث يصادفونه أينما اتجهوا، سواء في مراكز التسوق أو في المتنزهات خاصة، وإخراج الفن من بين الجدران إلى فضاء الأماكن العامة، كالحدائق والمتنزهات، لتزويد رواده بجرعة مركزة من الفنون بكل أنواعه، بغية الارتقاء بالذائقة الفنية والبصرية عند الجميع. والأسبوع هو ثمرة تعاون بين مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وtwofour54 منطقة صانعي الإعلام التابعة لحكومة أبوظبي، وشركة فلاش للترفيه لإدارة وتنظيم الفعاليات المتنوعة. ويضم «أسبوع الفن»، الذي ينطلق اليوم، مجموعة فعاليات، ويستضيف كبار الفنانين، إذ سيضم خيمة الفن المعاصر، والتي ستحتضن ورشات منها، فن الخط ثلاثي الأبعاد، والصناعات التقليدية، والفن الإماراتي المعاصر، وصناعة الخزف المعاصر، كما تتضمن أجندة الأسبوع عروضاً سينمائية الفنية، إذ سيتمتع الجمهور بمشاهدة مجموعة من أروع الأعمال السينمائية حول الفنون في مسرح متنزه خليفة، حيث ستعرض الأفلام أشكالا من روائع الفنون التي أثرت الثقافة الشعبية على مر السنوات، وسيكون الجمهور على موعد مع الفنان كريم جباري، الذي سيعمل على الرسم بتقنية جرافيتي كل مساء لتصميم لوحة جدارية يشرك فيها الزوار في استخدام الخط العربي التقليدي الذي يلتقي مع الفن المعاصر للكتابة والرسم على الجدران. كما سيشمل الأسبوع عروضاً موسيقية لمختبر الإبداع الذي يشجع الموسيقيين المحليين، من عازفي الكمان والمنسقين الموسيقيين وعازفي الجيتار الكهربائي، وهي مبادرة تابعة لتوفور 54، ويتضمن جدول الفعاليات أيضا ورشة عمل كارتون نيتوورك، والرسوم الحركية المتتابعة، وإبداع القصة، والرسم الإيمائي، وجرافيتي الماء والضوء للفنان أنتونين فورنياو، وفن التلي، وفن الخوص، ونسج سعف النخيل، وفن السدو، والطبخ الإماراتي، بالإضافة إلى ركن نشاط الأطفال، وغيرها من الأنشطة التراثية والفنون المعاصرة. وللإحاطة بتفاصيل أسبوع الفن والهدف منه، تقول حصة الهاملي، مديرة برنامج «فن ثقافة وتراث» في مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان «يأتي إطلاق المبادرة لتوفير جميع سبل الدعم وتشجيع الفن، وبناء شريحة جديدة من الجمهور مهتمة بالفنون من خلال تنظيم سلسلة من البرامج والفعاليات الفنية المميزة على مدار العام، ما يسهم مع مرور الزمن بتحويل أبوظبي ودولة الإمارات إلى مجتمع حيوي مزدهر، وتحويل شعبها إلى رواد حقيقيين في قطاع الفن». مضيفة أن هذا المشروع سيسهم في بلورة حركة فنية وسط جمهور واسع، قد لا تسمح له الفرصة للذهاب لقاعات العروض. وتوضح «من المتعارف عليه تدفق جماهير غفيرة للحدائق خاصة أن الجو بدأ يتحسن، وهذا سيدفع الناس للتعاطي والانخراط في هذه الفنون وممارستها أكثر، وقد يكون هذا الأسبوع فرصة لانطلاق طفل في عالم الفن، أو تغيير نظرة أسرة بأكملها حول موضوع الفن كمكون أساسي في شخصية الإنسان ما سيدفعها لتشجيع أفرادها على خوض غماره». مفاجآت واستعدادات حول المفاجآت التي أعدها أسبوع الفن، الذي يستمر حتى 23 من الشهر الجاري، توضح الهاملي أن أسبوع الفن يشمل مفاجآت لم يتم الإعلان عنها بعد. وتقول «مثلا هناك مفاجأة سيقدمها الفنان ريتشارد كيمون، وهو مجسم فني عبارة عن 21 طفلاً من كل أنحاء العالم، مصنوع من البرونز». وتلفت إلى أن «هذه الأسبوع سيشمل عدة فعاليات تعليمية فنية وتدريبية، ومنها ورش فنية تقام في خيمة «الفن المعاصر»، وسيشرف على التعليم الطلاب من جامعتي زايد والحصن، بينما فعالية «كرتون نيتوورك» يشرف عليها طلبة متخرجون من أكاديمية الكرتون نيتوورك»، مضيفة «يضم الحدث معرضاً للطلاب، وهو المعرض الفني الذي سيتيح الفرصة للزوار بالتصويت على أفضل لوحة وأجملها في نظرهم لتعرض في مهرجان «فن أبوظبي» في دورته الحالية». وتتابع الهاملي «لجلب الجمهور تؤكد الهاملي أنه تم التنسيق مع المدارس والجامعات، ومن الجامعات المشاركة جامعة زايد، وكلية التقنية في أبوظبي، والمعهد البترولي، وجامعة دبي الأميركية، وجامعة الشارقة». كما تلفت إلى أنه تم توزيع كتيب البرنامج على جميع المدارس، ومن يبدي رغبته في الحضور، فإنه سيتم التنسيق معه في هذا الإطار على أن تتحمل المدرسة تكاليف الرحلة. وعن الاستعدادات التي سبقت إقامة الأسبوع، توضح الهاملي أن «التجهيزات لأسبوع الفن استغرقت أكثر من شهرين، في حين استغرق وضع التجهيزات الفنية على أرض متنزه خليفة، وتوفير ما يلزم من أدوات ووسائل فنية أسبوعا كاملا». ووجهت الهاملي دعوة لكل الآباء ومحبي الفن للتوجه للمتنزه ليغرف من المعرفة الفنية، مؤكدة أن هناك مدربين سيتكفلون بتزويد الحضور بجرعة مركزة من الفنون بكل أنواعه، بغية الرقي بالذائقة الفنية والبصرية عند الجميع. موضحة أن جميع الأعمار ستستفيد من الأسبوع الفني، حيث ستتاح للأعمار ما فوق 7 سنوات الانخراط بالورش الفنية، بينما من هم أقل من 6 سنوات سيفسح أمامهم المجال للانخراط في ركن نشاط الأطفال. وتعمل مجموعة من الفنانين العالميين على تعليم جمهور «أسبوع الفن» مختلف الفنون، ومن هؤلاء الفنان كريم جباري، الذي سيدرب الجمهور على الرسم بتقنيتي جرافيتي والنور. والفنان جباري تونسي الجنسية، تعلم الخط العربي في سن الثانية عشرة، في الفترة نفسها قبض على والده بتهمة الانتماء للمعارضة. ومن تلك اللحظة، بدأت معاناة تواصلت ثلاث عشرة سنة متوالية، فأسهمت الضغوط في بلورة فكره وزيادة عطائه الفني. وجه من «أسبوع الفن» يضع الفنان التونسي كريم جباري خبرته بين يدي رواد «أسبوع الفن»، وقد تعلم الخط العربي بصفة فردية في البداية، واكتشف لديه أستاذ الفن التشكيلي هذه الموهبة فحثه على مواصلة التدرب والعمل على تطويرها، ثم بدأت رحلة من التعليم الذاتي المتواصل وركز الفنان جهوده على تطوير أساليب من الخط تكون قريبة من الشباب وعامة الناس، وأصبح لدى جبـاري موهبـة فنية تصـاحبه في حياته اليومية، حتى أنه أصبح يرى العالم من حوله بمنظار فني بحت. وتمنى جباري أن يكون شاعراً، ولكن لم تكن له الموهبة الكافية لهذا فاستعمل الفن الذي أبدع فيه كأداة للتعبير عما يجول في خاطره، وعما يختلج في صدره من أحاسيس ومشاعر، ويقيم جباري بكندا منذ 12 سنة، وشارك في عدة معارض ومؤتمرات في مدن مختلفة في شمال أميركا، وكان أهمها المعرض الذي نظم في مونتريال. ومن أهم ما قدم الفنان عمل تركيبي أعاد فيه بناء زنزانة سجن تخيل أنها هي الزنزانة التي قضى فيها والده 13 سنة من عمره، ولاقت هذه التركيبة الفنية استحسان كل من دخلها، حيث لم تكن عملاً فنياً فقط، بل كانت حقبة زمنية ملأت أحزاناً وشجوناً وبعداً عن الأحبة والأبناء، ويعبر جباري من خلال فنه عن مشاكل الناس وهمومهم في حياتهم اليومية، حيث إنه يذهب ليلاً مثلاً ويقوم برسم لوحة فنية بخط عربي على جانب الطريق السريعة يعبر فيها بطريقة فنية عما يعانيه المجتمع من مشاكل فتكون طريقة تخفف عن كل من يرى لوحته، ليس هذا فقط، بل إن كل أعمال جباري مستوحاة من الواقع أو من التاريخ حتى يكون همزة وصل تصل الناس بماضيهم ليعلموا ما جهلوه ويدركوا الواقع من حولهم، وتعبر العديد من أعمال كريم تهدف إلى إظهار ما كان يعيشه العرب والمسلمون من عزة وازدهار، وبما أنه يعيش في بلد أجنبي فإنه كرس جهده للتعريف بالتاريخ العربي الإسلامي حتى يعلم الناس من حوله أنهم يجهلون الكثير عن أناس يعيشون معهم في البلد نفسه وكثيراً ما يصفونهم بطريقة عنصرية. وسيقدم العديد من الأعمال في أسبوع الفن في أبوظبي حتى يتعرفوا إلى طاقاتهم الكامنة وقدراتهم الفنية على مدى أسبوع في متنزه خليفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©