يخطط كثيرون للاستفادة من الإجازات الطويلة بالسفر إلى وجهات سياحية منوعة، بقصد الاستجمام والاستكشاف بعيدا عن روتين الحياة اليومية. ويبحث السائح الخليجي تحديدا عن التجدد في أي بلد يزوره، إذ تستهويه الأماكن الهادئة التي توفر له ولعائلته الخصوصية وجودة الخدمات. ولاسيما منشآت الضيافة ذات الإطلالات الاستثنائية، والتي تلحظ تقديم عروض مميزة للمقبلين عليها من المنطقة.
نسرين درزي (أبوظبي) - تختلف رغبات المسافرين ما بين التوجه إلى بلدان تكللها المناظر الطبيعية من الجبال الشاهقة إلى البراري الخضراء، وما بين السفر بهدف التعرف إلى ثقافات جديدة. وفي كلتا الحالتين لابد من التأكد أولا من التقديمات التي يمكن الحصول عليها عند اختيار هذه الوجهة أو تلك. وكذلك الأنشطة المتوافرة في هذا البلد أو ذاك، مما يسهل عملية الاختيار ويجعل الرحلة أكثر نجاحا.
إطلالة على الألب
الراغبون باستنشاق هواء مبلل بأمطار الشتاء الأولى ممن يفضلون السفر إلى زيوريخ خلال إجازة عيد الأضحى، من المفيد لهم التعرف إلى واحدة من أعرق الوجهات السياحية فيها. وهو منتجع دولدر جراند الذي يقدم على مدار السنة قائمة من العروض الموسمية المخصصة لزواره من دول الخليج. وهذا الصرح الضخم يتربع على أعلى تلة كاشفة لجبال الألب، ومن يزوره يخال أنه يتجول في متحف بني على شكل قصر تسكنه العراقة والتاريخ. وهو يجمع بين حيوية المدينة وروعة الطبيعة، إذ يتيح للنزلاء الاستمتاع بإطلالة بانورامية أخاذة على زيوريخ وبحيرتها الساكنة.
وتذكر المسؤولة الإعلامية فانيسا فلايك التي زارت أبوظبي عارضة مجموعة باقات الضيافة التي يوفرها دولدر جراند، أن السوق الإماراتية تضم أكثر الرواد المخلصين في التردد على العاصمة السويسرية. وتقول إن المنتجع المبني عام 1899 أعيد افتتاحه قبل 4 أعوام بعد ترميم القصر على يد المهندس العالمي نورمان فوستر. وهو يضع ضمن أول اهتماماته السائح القادم من إمارتي أبوظبي ودبي آخذاً في الاعتبار الروابط التاريخية التي تجمع الدولتين. وتشير إلى أن أكثر ما يفضله الضيوف الخليجيون عند زيارة دولدر جراند، هو سهولة الوصول من خلاله إلى وسط مدينة زيوريخ بأقل من 10 دقائق بالمترو المحاذي لحديقة الفندق. إضافة إلى الطبيعة الجبلية الجذابة المحيطة بالموقع والتي تعكس التصاميم الهندسية العريقة لفن العمارة السويسرية الأقرب إلى تصاميم القصور والمسارح الأسطورية.
وتقول فانيسا فلايك إنه من بين مجموعة العروض التي يقدمها دولدر جراند على أبواب أي إجازة دينية أو اجتماعية، ما يخص به عملاءه من دول مجلس التعاون الخليجي. مثل الإقامة ليلة إضافية مع كل 3 ليال يتم قضاؤها في ربوعه، إضافة إلى توفير خدمات الجولات السياحية برفقة مرشد يتحدث اللغة العربية. وفرصة ممارسة التنس أو الجولف ضمن ملاعبه التي تقع وسط غاباته المعمرة، وتذوق الأطباق بحسب الطلب في مطعمه ذا جاردن الحائز نجمة ميشلين. وتلفت فانيسا فلايك إلى أن العروض المقدمة إلى العائلات الخليجية تشمل خدمات المنتجع الصحي الذي حاز لقب الملاذ الأكثر أناقة ضمن جوائز تاتلر أوورد. والذي يعتمد أفضل العلاجات الطبية مستعينا بالمواد العشبية أمالا فيرمين فيشال، والتدليك بواسطة قصب البامبو على طريقة الشياتسو. وتورد أن دولدر جراند يعتبر من ضمن أفضل 50 منتجعاً جديداً في العالم بحسب الموقع الأميركي فوربس ترافيلر.
وسط تكسيم
تتصدر مدينة اسطنبول لائحة البلدان متوسطة المسافة التي توفر دائما ما يغري أفراد الأسرة العربية عموما والخليجية خصوصا. وتعتمد منشآت الضيافة في العاصمة التركية خلال إجازة عيد الأضحى الكثير من عناصر الجذب للرواد المقبلين عليها من المنطقة، إذ تخصهم بسلسلة عروض توفيرية. وتهتم المنشأة السياحية ريكسوس بيرا في منطقة بيوجلو بطرح عدة باقات لافتة لمن قرر قضاء عيد الأضحى في اسطنبول، وكذلك ريكسوس إليسيوم الذي يقع وسط منطقة تكسيم الشهيرة بأسواقها التجارية النابضة بالحياة.
وتتحدث ماريا كارا المنسقة الإعلامية لمجموعة ريكسوس من مكاتب دبي، عن حجم تزايد الطلب على السفر إلى اسطنبول هذه الأيام، ولاسيما مع ظاهرة عرض المسلسلات التركية. والتي ساهمت بطريقة أو بأخرى في الترويج الإيجابي لاستكشاف مفهوم السياحة في الربوع التركية. وتقول إن اختيار موقع الإقامة أثناء السفر لابد أن يرتبط بعدة عوامل جاذبة أهمها الفعاليات المصاحبة التي يمكن الاستفادة منها عبر أقصر الطرق وأقل الأوقات. وتورد ماريا كارا أنه بمناسبة إجازة عيد الأضحى تقدم مجموعة الريكسوس الفندقية تخفيضات لروادها من الخليج وذلك من 24 وحتى 29 من أكتوبر الجاري. وتذكر أنه إضافة إلى التسهيلات التي يحظى بها الضيوف بدءا من الاستقبال عند المطار إلى وضع برنامج سياحي يتوافق مع مختلف الرغبات، فإن فنادق الريكسوس تضمن إقامة هانئة. حيث تؤكد على رضا الزوار وحصولهم على مختلف الطروحات التي حلموا بها بمجرد اختيارهم تركيا وجهة لقضاء إجازتهم.
وتورد لالي أنسينغ المستشارة لشؤون السياحة ضمن مجموعة الريكسوس التركية أن المسافر الخليجي أكثر ما يحرص عليه اختيار الوجهات التي تضمن له قضاء إجازة استثنائية. وهذا ما توفره فنادق الريكسوس الممتدة على طول الساحل التركي، وتلك المشيدة وسط الطابع التراثي القديم لمدينة اسطنبول.
إضافة إلى التزام القائمين عليها بالاهتمام بالمنتجعات الصحية وبإظهار أجواء المدينة العصرية المحافظة أبدا على جذورها العريقة. وتضيف لالي أنسينغ أن العروض تشمل استكشاف المواقع الأثرية في اسطنبول، والتعرف إلى معالم المدينة القديمة التي تزخر بالنصب التذكارية والكنوز المعمارية. وكذلك تجربة استرخاء كاملة بعد التجوال ما بين القصور والحواري العتيقة.
وتقول إنه من ضمن العروض المناسبة لعشاق الرياضة، توفر فنادق الريكسوس في العاصمة التركية خلال عيد الأضحى بطاقات دخول ووسائل نقل مجانية لحضور بطولة دوري اتحاد التنس النسائي. والتي ستستضيفها اسطنبول ما بين 23 - 28 من الجاري.
أجواء عائلية
مع اقتراب إجازة عيد الأضحى يتطلع المزيد من السياح من منطقة الشرق الأوسط إلى إيجاد أفضل وجهات السفر. ومع تعدد المواقع التي تقدم أفضل ما لديها لإرضاء العائلات الخليجية، يصبح الاختيار صعبا إلا لمن حدد وجهته مسبقا.
ويذكر كابيل أجروال مدير المبيعات والتسويق في فنادق حياة العالمية لمنطقة جنوب غرب آسيا أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الثانية، بعد المملكة العربية السعودية من حيث حجم سوق السفر إلى الخارج، تليهما بقية دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول إن محبي السفر من الخليج هم السباقون دائما إلى التخطيط للعطلات. ولاسيما إلى وجهات معينة ترضي أفراد الأسرة مثل ماليزيا والهند، حيث تستغرق الرحلات الجوية وقتا مقبولا مقارنة بالوجهات الأوروبية.
ويوضح كابيل أجروال أن ماليزيا تتصدر القائمة من حيث أعداد السياح القادمين من الخليج، بالتزامن مع إعلان مجلس السياحة الماليزي قبل أشهر استهدافه لجذب 400 ألف سائح من دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2012.
ويقول إنه إضافة إلى كونها دولة مسلمة، تعزز ماليزيا بقوة من مكانتها ضمن أفضل 10 وجهات يفضلها الخليجيون الراغبون بوجهات تتمتع بمرافق جذابة وروافد ثقافية وطقس مشجع على قضاء العطلات.
ويعتبر جراند حياة كوالالمبور، الذي تم افتتاحه حديثاً كأول فندق ضمن المجموعة في ماليزيا، مقصداً مثالياً للمسافرين من الشرق الأوسط. وذلك نظراً لما يوفره من أجواء مميزة، فضلا عن موقعه في قلب مدينة كوالالمبور، على مقربة من أبراج بتروناس الشهيرة والحدائق ومنطقة المثلث الذهبي للتسوق والترفيه.
ويشير كابيل أجروال إلى أن هذا الفندق العصري، هو من تصميم شركة الهندسة المعمارية الحائزة جوائز بيلكي يناس للتصميم. ويضم تحفة فنية دائرية تمثل عملة نقدية من فئة ألف دينار منقوش عليها آية قرآنية.
ثقافة التأمل
تعتبر مدينة تشيناي، عاصمة ولاية تاميل نادو الجنوبية ورابع أكبر مدينة في البلاد، إحدى الوجهات الرئيسية في الهند. وتقع هذه المدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3 قرون على خليج البنجال، وتضم ثاني أطول شاطئ بحري في العالم. وتشتهر ثقافة تشيناي باختلافها التام عن أي مدينة أخرى في الهند، إذ تشكل تقاليد وثقافة التأمل حجر الأساس فيها حيث يتم الاحتفال بالجمال من خلال الرقص والملابس والنحت. وتواصل فنون الموسيقى والرقص ازدهارها في المدينة، إلى جانب الهندسة المعمارية من المعابد القديمة إلى الحديثة الشاهقة.
وتتحدث ميس عبدالمولى الخبيرة السياحية عن إمكانية المشاركة في مهرجان ديبافالي الملون ومهرجان الضوء في الهند، عند زيارة مدينة تشيناي بدءا من الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الجاري وحتى أوائل شهر نوفمبر المقبل. وتقول إن فندق بارك حياة تشيناي الذي تم افتتاحه قبل أيام قليلة يقدم لزواره تصميماً معاصراً وعنواناً شخصياً لهذه المدينة التاريخية. وهو يقع بجوار مقر الحاكم، ومقابل محمية جويندي للغابات، ليكون بذلك ملاذاً هادئاً يقدم صورة دقيقة عن التاريخ الثقافي للبلاد. وتذكر ميس عبدالمولى أن مدينة حيدر آباد هي من الوجهات المميزة في الهند، وتقع في الجنوب عند ضفاف نهر موسى فوق هضبة الدكن. وتحتوي على مواقع تاريخية وخيارات متنوعة لتناول الطعام والترفيه، إضافة إلى تجارب تسوق أصيلة. وتقول إن فندق بارك حياة حيدر أباد يقدم إقامة فاخرة للضيوف الخليجيين إضافة إلى توفير أدلاء سياحيين يتحدثون العربية. ويحظى نزلاؤه بالمرافق الخدماتية من الفئة الأولى وبرفاهية التدليكات الصحية، وتناول الأطباق التي تشتهر بها الأقاليم الهندية.
تخفيضات التسوق
زوار تايلاند من العائلات، يمكنهم بدءا من الشهر الجاري وحتى نهاية السنة الاستفادة من تخفيضات البطاقة السياحية ميراكل تايلاند كارد، التي تم إطلاقها بالشراكة مع جمعية وكلاء السفر التايلاندية للحصول على قيمة أفضل عند التسوق.
ويذكر سورافون سفيتاسريني، مدير هيئة تايلاند للسياحة أن الهيئة تدعم هذه المبادرة كجزء من حملة الترويج لمزايا السفر إلى تايلاند بقصد التسوق ولاسيما خلال فترة الأعياد. ويقول إن هذه البطاقة من شأنها أن تساعد الضيوف على تعزيز قيمة مشترياتهم حتى تصل إلى حدها الأقصى، ولاسيما عند شراء الهدايا التقليدية. كالأعمال الفنية والصناعات اليدوية والحرير والخزفيات والرسوم والأثاث والأدوات المنزلية والمفروشات.
ويورد سورافون سفيتاسريني أن البطاقة متوافرة لدى وكلاء السياحة والسفر التايلاندية المنتشرة في كافة البلاد ومنها دول الخليج، مع ضرورة تسجيلها عبر الإنترنت قبل البدء باستخدامها.
ويوضح أن البطاقة تقوم مقام بطاقة المدين أو السحب المباشر، وتتمتع برصيد قدره 3 دولارات أميركية فقط. ويمكن زيادة وتعزيز هذا الرصيد لدى أي من محلات الصرافة المنتشرة في أنحاء تايلاند. وينصح مدير هيئة السياحة التايلاندية حاملي البطاقات بزيادة رصيد بطاقاتهم لمرة واحدة تجنباً لتفاوت أسعار الصرف. ويؤكد أنه بإمكانهم استرجاع الأرصدة المتبقية عند إعادة البطاقة أو التنازل عنها عند مغادرة تايلاند.
ومن الامتيازات التي تقدمها، حسومات تتراوح بين 5 و70% لدى أكثر من 400 متجر من متاجر العلامات الرفيعة في مراكز التسوق الكبرى في بانكوك. مثل سيام براجون والإمبوريوم ومجموعة بيوات ومركز إم بي كيه وبارادايس بارك.
منشأة أسطورية
لطالما تربعت زيوريخ على قائمة وجهات السفر التي يفضلها السائح الخليجي، وذلك لتفردها بالمزج بين جمال الطبيعة وخصوصية الإقامة. وتتحدث الخبيرة السياحية ماريا المنيعي عن أكثر ما يرغب به المسافرون إلى العاصمة السويسرية، وهي عراقة منشآت الضيافة فيها. وتقول إن منتجع دولدر جراند هو من ضمن هذه العناوين إذ تم تشييده على شكل قلعة محصنة بالتلال والأشجار بعدما كان معروفا بمنشأة كور هاوس الأسطورية.
وتوضح ماريا المنيعي أنه مع الإبقاء على النمط الكلاسيكي المسيطر عليه منذ أكثر من قرن، تمكنت اللمسات الهندسية من تحويل بعض غرفه وأجنحته إلى المفهوم العصري الذي يواكب التطور. وهو لطالما كان من أكثر المواقع المرغوبة في زيوريخ بالنسبة لقادة العالم والمشاهير وكبار الشخصيات والمسافرين المميزين على حد سواء.
عدد اليوم
