مع اقتراب موعد انطلاق الدورة التاسعة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، التي تستمر من 9 إلى 16 ديسمبر 2012، يبدأ 500 من الشباب المتطوعين بتفعيل دورهم المهم، للمساهمة في جعل هذه المناسبة الكبيرة حدثاً عالمياً ناجحاً. وفي هذه الصدد، يتعاون «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مع «Think Up» لتعيين أفضل العناصر الشبابية الوطنية، حيث تُعتبر «Think Up» مركزاً اجتماعياً يهدف إلى تحفيز الشباب الوطني على الانخراط والتطوّع في الكثير من الأنشطة والمناسبات التي تُقام على أرض الإمارات، بغرض تنمية مهاراتهم القيادية وصقل مواهبهم في الإدارة والاتصال، بما ينعكس إيجاباً على مستقبلهم المهني.
دبي (الاتحاد) - منذ انطلاقة «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عام 2004 تطوّع الآلاف من الشباب بوقتهم وجهدهم لإنجاح المهرجان. واليوم يدعو المهرجان جميع أبناء الدولة، والمقيمين، من طلبة وعشاق السينما، من سن 15 وما فوق، من مختلف المناطق، إلى الانضمام خلال مراحل الإعداد التي تسبق الانطلاقة الرسمية، وكذلك خلال أيام المهرجان.
وسوف يفتتح باب التطوّع وإجراء مقابلات الاختيار أيام 13 و15 و16 من نوفمبر المقبل، في «مركز المؤتمرات بقرية المعرفة»، في دبي. وسوف يقوم فريق من إدارة المهرجان بتقديم عروض شرح للمتطوّعين للتعرّف على الفرص المتاحة والمسؤوليات المطلوبة من المتطوّع، بالإضافة للاستماع إلى خبرات متطوّعين سابقين، شاركوا في إنجاح المهرجان خلال دوراته السابقة.
750 متطوّعاً
في هذا الصدد، قال محمد الحوسني؛ مدير الموارد البشرية والإدارية في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «يلعب المتطوّعون دوراً لا يمكن الاستغناء عنه، فخلف هذه الأضواء الساطعة ينشط فريق عمل ضخم من المتطوّعين الذين يبذلون جهوداً ملموسة في مختلف إدارات المهرجان، لضمان أن كافة عناصر العمل في مكانها الصحيح، وأن جميع التفاصيل الدقيقة قد أُخذت بعناية تامة. تُعتبر المشاركة في مناسبة دولية مثل مهرجان دبي السينمائي الدولي بالنسبة للمتطوعين الذين يعملون أو يدرسون الإخراج أو التقنيات السينمائية، أو الكتابة، أو حتى التسـويق، فرصة لبناء علاقات شخصية، والتعلّم من المحترفين الموجودين في كل مكان من أروقة المهرجان.
ويُشارك سنوياً في المهرجان أكثر من 750 متطوّعاً، يعملون في الكثير من الإدارات والأقسام، مثل إدارة شباك التذاكر، والاستقبال، وأنشطة التسويق والإعلام. ويتمّ من خلال ذلك تحفيز المتطوّع للتركيز على إدارة فريق واحد للعمل معهم، وهو ما يساعد المتطوّع على بناء روح الفريق، والخبرات العملية. وقد تطوّر الكثير من المتطوعين السابقين، وأصبحوا منتجي أفلام، وصحفيين، ومديرين، وقادة فرق عمل، بما اكتسبوه من خبرات واقعية ملموسة، في بيئة عمل احترافية على مستوى عالمي، داخل أروقة المهرجان».
عنصر حيوي
ومن جانبها، قالت سامينا يوسف؛ المدير المساعد لقسم المتطوعين لدى «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «إن بناء جسور التواصل والتعرّف على ثقافات الغير تبدأ من هنا، حيث نقوم بتعيين الكثير من المتطوّعين من مختلف البلدان، ويُعتبر هؤلاء المتطوّعين عنصراً حيوياً مهما في منظومة العمل اليومية في المهرجان، لما يضفونه من رونق وجمال على كافة خطوات العمل. فهم لا يقومون بهذه الأعمال منتظرين المقابل المادي، لكن يدفعهم إلى ذلك حبهم في استثمار أوقاتهم وجهودهم، في مكان يمكنهم من خلاله التعرّف على أشخاص يشاركونهم الاهتمامات ذاتها، والاطلاع على ثقافات الغير، فضلاً عن الاستمتاع بأجواء المهرجان عشاقاً للسينما، وإنني أفخر بالقول إن المتطوعين لا يأتون إلى هنا لكي يتمّ الدفع بهم إلى العمل، وإنما هم من يدفعون عجلة العمل.»
تجربة ثرية
وقد وصف الكثير من المتطوّعين الذي عملوا في الدورات السابقة للمهرجان تجربتهم بالثرية، كما أنها ساهمت في تغيير نمط حياتهم وتركت لديهم الكثير من الذكريات. حيث يقول المتطوع عبدالله الشامسي الذي عمل على السجادة الحمراء في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام الماضي: «إن التطوع للعمل في مهرجان دبي السينمائي الدولي يعتبر اندماجاً في عائلة كبيرة متعددة الثقافات. فخلال عملي مع المهرجان تعلمت الكثير عن صناعة الأفلام، بالإضافة إلى تأسيس علاقات صداقة قوية ورائعة، وقد استمتعت بعملي واكتسبت الكثير من الخبرات والمميزات من خلال انخراطي في العمل ضمن أحد إدارات المهرجان، فبغض النظر عن كونك متطوع سابق أو تعمل للمرة الأولى هذا العام، فإن مهرجان دبي السينمائي الدولي يبقى في الخاطر.
خبرة مجتمعية
وقال شادي طارق موريس؛ الذي تطوّع للعمل في إدارة عمليات دار عرض «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في «مول الإمارات» عام 2011: «لقد تطوّعت في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام الماضي، وقد كانت تجربة رائعة أسهمت في منحي المزيد من الخبرة والمساهمة المجتمعية في الوقت ذاته. لقد انضممت إلى إدارة العمليات، وكانت مهمتي الأساسية هي تقديم المساعدة للرعاة، بالإضافة إلى مهام أخرى رائعة، وقد حظيت بفرصة مقابلة الفنانين والمخرجين العرب والعالميين. وإذا ما سنحت لي الفرصة، سأخوض التجربة مرة أخرى بحماس كبير».
كيف تتطوع؟
يذكر أن باب التطوّع للعمل في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، متاح لمن هم فوق سن 15 عاماً من جميع الجنسيات، سواء المواطنين أو المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتوجّب أيضاً على المتطوع أن يحضر أحد جلسات الاختيار، وسوف يتمّ قبول المتطوعين الذين يتمتعون بالطموح، والتفكير التقدمي، وروح العمل ضمن فريق، والذين ينتظر منهم الخروج بإسهامات مفيدة، ويجب أن يتقدّم المتطوع بأوراقه الثبوتية، مثل صورة جواز السفر، وإقامة سارية الصلاحية.
على أن يتمّ استقبال المتطوعين من مواطني دولة الإمارات فقط يوم الثلاثاء 13 نوفمبر من الساعة 4:00 عصراً إلى 6:00 مساءً، بينما يتم قبول طلبات المتطوعين السابقين يوم الخميس 15 نوفمبر من الساعة 6:00 مساءً إلى 8:00 مساءً، بينما يفتح باب القبول لكافة الجنسيات الأخرى يوم الجمعة 16 نوفمبر 2012 من الساعة 6:00 مساءً إلى الساعة 9:00 مساءً، ولضمان الحصول على العمل التطوّعي يجب على المتقدّم، سواءً ممن سبق لهم التطوّع مع المهرجان، أو المتطوعين الجدد، التقدّم بطلباتهم على الموقع الإلكتروني، والتأكّد من الحضور في الأيام المخصصة لاستقبال المتطوعين.
عدد اليوم
