نقف اليوم إجلالاً وفخراً واعتزازاً أمام ذكرى جليلة وصفحة مشرقة زاهية من التاريخ، والإمارات تحيي الذكرى الـ48 لتوحيد قواتنا المسلحة في مثل هذا من العام 1976 بقرار تاريخي من الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، عليهم رحمة ورضوانه. وفي خطوة وضعت الأساس السليم لبناء قوات مسلحة متطورة وفق عقيدة شعارها الله، الوطن، رئيس الدولة، تقوم على صون الوطن والذود عن حياضه وترابه الطاهر وحماية منجزاته ومكتسباته، وتكون عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
ومنذ ذلك الوقت، مرَّت قواتنا المسلحة بمراحل متواصلة من التحديث والتطوير، لتصبح اليوم في مصافي أقوى جيوش العالم عدة وعتاداً وتجهيزاً وتطوراً، وهي تفخر بما بلغت ووصلت إليه بفضل الرؤية الثاقبة للمؤسس، طيب الله ثراه، والتوجيهات السديدة والمتابعة الدؤوبة منذ تلك المرحلة المبكرة لقائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على امتداد المواقع والمسؤوليات العسكرية التي نهض بها بكل حنكة واقتدار خلال مختلف مراحلها الزمنية.
قصة بناء القوات المسلحة بهذا المستوى الرفيع من التقدم والتطور والكفاءة والجاهزية العسكرية والقتالية العالية، كانت صورة من صور بناء الإنسان الإماراتي وبلاده، انطلاقاً من الرؤية الاستراتيجية ذاتها كونه محور البناء الوطني.
وامتداداً لتك الرؤية، كانت لقواتنا المسلحة مشاركات خارجية خليجياً وعربياً ودولياً انتصاراً للحق ونصرة المظلوم. وأظهرت أداء مشرفاً يليق بما بلغت من جاهزية وقدرات كبيرة، وأينما توجد تنثر الخير والمحبة، وتوفر الاحتياجات الإنسانية والأساسية والتنموية التي تحتاج إليها تلك المجتمعات الشقيقة والصديقة. وقد تشرفت بمرافقتها في بعض من تلك المحطات المشرفة التي ساهمت في تسطير صفحات جديدة من تاريخها.
خلال السنوات القليلة الماضية، كانت قواتنا المسلحة تلج مرحلة جديدة من تاريخها وهي تطلق العنان للعقول والطاقات الإماراتية لبناء منظومة متكاملة من الصناعات الدفاعية، وفي مجالات دقيقة غاية في التعقيد والتطور بدعم ورعاية بوخالد، ونجحت أن يكون لها وجودها الملحوظ ليس في توفير احتياجات القوات المسلحة بل في الأسواق العالمية بمستواها التقني الرفيع وكفاءتها التصنيعية وقدراتها العالية.
وفي هذا اليوم المجيد والذكرى التاريخية لتوحيد قواتنا المسلحة، نرفع أسمى التهاني لقائد الوطن وبناة وحماة الوطن، وكل عام والإمارات وقواتنا المسلحة في تقدم وازدهار، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.