امتداداً لحديثنا بالأمس عن الجهود والمبادرات الاستباقية التي تقوم بها مختلف الدوائر والجهات الحكومية في الدولة، وبالذات في مجال توعية الأفراد والأسر، نتوقف أمام الجهود التوعوية الاستباقية والاستثنائية لدائرة القضاء في أبوظبي، والتي تستهدف تحصينهم من الوقوع في الأفخاخ التي تنصب لهم بإحكام في العديد من المسائل والقضايا التي يشهدها مجتمعنا.
جهود استثنائية تضع مصلحة الوطن والمجتمع والأسرة الإماراتية تحديداً ترجمة لما توليه قيادتنا الرشيدة من أولوية قصوى للأسرة باعتبارها الأساس والمكون الرئيس لسلامة واستقرار الوطن واستمرار نهضته وتقدمه وازدهاره.
وحرصت دائرة القضاء في أبوظبي على حسن توظيف منصاتها الرقمية لنشر مقاطع التوعية المصورة تحديداً لتعزيز حملاتها التوعوية وإيصال رسالتها للفئات المستهدفة على اختلاف أعمارها بلغة سهلة تصل للجميع.
ومن تلك الجهود، حملة الدائرة مؤخراً للتوعية بمخاطر العنف الأسري وما تضمنته من تحذير حول الآثار السلبية على الأسر وأفرادها جراء إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وما أسمته «الحياة المثالية» التي يروج لها بعض من يطلق عليهم «مشاهير السوشال ميديا» والتي تتسبب ليس في تعكير صفو الحياة الزوجية فحسب بل تقويضها وتدميرها.
حياة غالبية أولئك المشاهير هي واقع مزيف، وفقاقيع سرعان ما تنفجر ويزول بريقها مع سقوطها وانكشاف حقيقتها كما شاهدنا وتابعنا في حالات سقطت وبفضائح مدوية في مجتمعات شقيقة غير بعيدة عنا، كالاتجار بالمخدرات وغسل الأموال والنصب والاحتيال، بل بلغ الأمر بالتصفية الجسدية لها في مناطق منفلتة أمنياً.
وعندما تحذر دائرة القضاء من مثل هذه الظواهر إنما تنطلق من أسس علمية ومؤشرات تحذيرية وفكر استباقي يعمل دائماً على إيلاء مصلحة الأسرة والمجتمع كل الرعاية والاهتمام.
ويبقى الدور الأهم على الوالدين في التفاعل مع مبادرات الدائرة، خاصة فيما يتعلق بحماية الأبناء من تداعيات وتأثيرات الاكتساح الذي يجري على مواقع التواصل الاجتماعي ويستهدف القيم الأخلاقية الأصيلة التي قام وجبل عليها مجتمعنا الإماراتي الأصيل وغيره في منطقتنا.
ممارسات تروج لأنماط حياة زائفة ومستوى حياة فاحش الثراء مجهول المصدر، والترويج لمهن أصبح معها بعض المراهقين والمراهقات وحتى الأزواج والزوجات يعيشون أحلام اليقظة، مما يتسبب في تصدع وانهيار حياتهم الأسرية والاجتماعية.
من هنا مسؤوليتنا جميعاً في التصدي لهذه الظواهر الطارئة من خلال التوعية المتواصلة لكشف هؤلاء الذين اقتحموا حياتنا بغية إفسادها، وكل الشكر مجدداً لدائرة القضاء.