الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صير بني ياس» متعة الترفيه وسط الطبيعة الساحرة

تعتبر جزيرة صير بني ياس أكبر محمية طبيعية في الشرق الأوسط (من المصدر)
22 ديسمبر 2021 00:57

إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

تمثل منطقة الظفرة نقطة جذب لعشاق الطبيعة والباحثين عن التحدي والمغامرة، وملتقى للمهتمين بالتاريخ والتراث والحضارة، سواء من داخل الدولة أو خارجها، بما تضمه من مقومات متميزة منتشرة في الصحراء الخلابة أو السواحل والمناطق البحرية الجذابة التي تزخر بها منطقة الظفرة، ومنها جزيرة صير بني ياس ذات الطبيعة الساحرة والتي تعتبر أكبر محمية طبيعية في الشرق الأوسط، وتبلغ مساحة الجزيرة نحو 230 كيلومتراً مربعاً، أضيف إليها بعد سنوات جزيرة صناعية هي «الجزيرة الخضراء» التي تبلغ مساحتها 8 كيلومترات مربعة. 

تقع جزيرة صير بني ياس في الجهة الجنوبية الغربية لسواحل مدينة أبوظبي على بعد 170 كم منها، كما تبعد مسافة 9 كم من جبل الظنة، وتتميز الجزيرة بوجود سلسلة جبلية ترتفع عن سطح البحر بنحو 150 متراً، وتشكل نحو 15% من مساحة الجزيرة. وتمثل الجزيرة بجبالها وغاباتها طبيعة ممتازة للحياة الفطرية، أسهمت في جذب الآلاف من الباحثين عن المتعة إليها للاستمتاع بما تضمه من مقومات طبيعية وبرامج سياحية متميزة.
وشهدت الجزيرة اهتماماً خاصاً من الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقد دشنها من جديد عام 1971 وأعاد الاهتمام إليها، لما تضمه من مقومات متميزة، وما تمثله من مكانة كبيرة تروي تاريخ أهل المنطقة، عبر دروب الزمان، وكانت لها في نفسه مكانة وأهمية خاصة، ولهذا درج على زيارتها بشكل دائم.
مكانة تاريخية 

تتميز جزيرة صير بني ياس بمكانة تاريخية كبيرة، حيث تضم أقدم دير وكنيسة في المنطقة، والتي يعود تاريخهما إلى ما بين القرنين السابع والثامن الميلاديين، وجاء اكتشافهما خلال عمليات المسح الأثري في أبوظبي عام 1992، حيث عثر فريق التنقيب على عدد كبير من المواقع في جزيرة صير بني ياس تعود لفترات زمنية مختلفة، ويتضمن الموقع مبنى مكوناً من ثلاثة أطراف متوازية، وُجدت فيه صلبان جصية وقطع أخرى أشارت إلى كونه كنيسة وديراً يعود إلى ما بين القرنين السابع والثامن بعد الميلاد، وهو الموقع الوحيد المكتشف والذي يعود للفترة المسيحية المبكرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقاً لعلماء الآثار، يُعتقد أن الدير بني في نهاية القرن السادس الميلادي، وتم هجره نحو عام 750 ميلادية، ويقع الدير في الجانب الشرقي من جزيرة صير بني ياس، وتتجه بوابته الرئيسية نحو الشرق بالقرب من خور صغير على الشاطئ الذي يبعد بضع مئات من الأمتار.

الحيوانات البرية 
تعدّ الجزيرة ملاذاً لما يزيد على 15 ألف صنف محلي وغير محلي من الثدييات البرية، وكثير من الحيوانات التي صنّفها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، بأنها مهدّدة بالانقراض، أو بأنها حيوانات ضعيفة في البرية، منها: السلحفاة البحرية، وغزال الريم، والظبي الأسود، والأرويّة، والضأن الجبلي والمها العربي، إذ تؤدّي الجزيرة دوراً حيوياً في حماية هذه الحيوانات من أجل الأجيال المقبلة.

طيور نادرة
تعيش أيضاً في جزيرة صير بني ياس العديد من الطيور النادرة المستوطنة والمهاجرة، أهمها طائر الحبارى الذي يكتسب أهميته بالنسبة لأبناء المنطقة من كونه يستخدم طريدة لهواة الصيد بالصقور التي تعتبر جزءاً مهماً من تراث الدولة، بالإضافة إلى طائر النعام الأفريقي الذي يمت بصلة قربى للنعامة العربية التي انقرضت من البرية. كما تضم الريا والإيمو التي تزايدت أعدادها جميعاً بصورة كبيرة ومتساوية. وقد أشارت التقارير العلمية حول هذه الأنواع من الطيور إلى وجود حوالي 170 صنفاً من الطيور البرية، بدأ بعض منها في التوالد، لعل أبرزها طائر الفلامنجو (النحام الكبير - الفنتير) الذي يتجمع في أعداد كبيرة تربو على المائة في بحيرات اصطناعية وفي البرك الضحلة التي تحميها أشجار القرم من تيارات المد والجزر.

في جزيرة صير بني ياس اليوم توجد أعداد كبيرة من الأشجار البيئية التي يربو عددها على المليونين، مثل: السدر، والغاف، والغويف، والأراك، والنيم، والاكاسيا، والسمر البلدي والتي تنتشر في نحو 250 غابة تتم زيادتها باطراد، وتضم الجزيرة أيضاً 260 غابة مسيجة تضم نحو ثلاثة ملايين من الأشجار الحرجية المحلية التي تتحمل الحرارة والعطش، ونحو 300 ألف شجرة فاكهة وزيتون وخرنوب وتمر هندي في أكثر من 32 مزرعة تثمر معظم الفواكه في العالم، كما بلغ عدد أشجار الزيتون نحو 15.000 شجرة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©