الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات إسلامية.. مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام

شخصيات إسلامية.. مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام
9 ابريل 2023 02:29

 الصحابي الجليل مصعب بن عمير، رضي الله عنه، الذي قال الله فيه وفي أمثاله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، «سورة التوبة: الآية 100».
وقد ورد في فضله ما رواه خباب رضي الله عنه قال: «هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير -ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها-، فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الإذخر»، (صحيح البخاري، 1276). وعن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو اليوم فيه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟»، قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ من اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤونة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأنتم اليوم خير منكم يومئذ»، (سنن الترمذي، 2476). هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، البدري، القرشي، كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه، وكان يتردد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة، وعاد من الحبشة إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل المدينة بعد بيعة العقبة الأولى، مع وجود من هم أكبر منه سناً وأكثر جاهاً، وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار مصعب الخير ليتولى تعليم الناس في المدينة المنورة التي ستكون دار الهجرة، بعد حين من الزمان قريب. وحمل مصعب رضي الله عنه الأمانة مستعيناً بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد أثر في أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجاً. كان رضي الله عنه حكيماً في دعوته، جاء أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة إلى مصعب شاهراً حربته يتوهج غضباً وقال له ولأسعد بن زرارة: «ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟! اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة»، فأجابه مصعب رضي الله عنه بهدوء المؤمن وعقله قائلاً: «أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره»، فما إن سمع حتى أسلم، وحدث مثل ذلك مع سعد بن معاذ. وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: إذا كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا؟! هيا إلى مصعب، فلنؤمن معه، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه. وفارق مصعب بن عمير الدنيا وهو يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فر ضي الله عنه وأرضاه. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©