الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات إسلامية.. الإمام مسلم

شخصيات إسلامية.. الإمام مسلم
24 مارس 2024 03:07

هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، وكنيته، أبو الحسين، الإمام الكبير، الحافظ، المجود، الحجة، صاحب «الصحيح»، ولد سنة أربع ومئتين، ويصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى: (... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...)، «سورة المجادلة: الآية 11».
ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «نضر الله أمرأ سمع منا حديثاً، فحفظه حتى بلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه»، (سنن أبي داود، 3660).
حج في سنة عشرين ومئتين، فسمع بمكة من: القعنبي، وهو أكبر شيخ له، ثم ارتحل بعد أعوام إلى العراق، والحرمين، ومصر، وكان تام القامة، أبيض الرأس واللحية، وكان من كبار العلماء وأوعية العلم، روى عن كثير من العلماء، والمحدثين، وروى عنه كثيرون. وأثنى عليه العلماء ثناء عطراً، فقال محمد بن بشار، حفاظ الدنيا أربعة: «أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبدالله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى»، وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم، وكان أبو زرعة وأبو حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
ألف الإمام مسلم مجموعة من المؤلفات النافعة المفيدة، وأحلها وأنفعها وأكثرها شهرة صحيحه المسمى: «المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وهو وصحيح البخاري أصح الكتب بعد القرآن العظيم، قال الإمام مسلم: صنفته من ثلاثمئة ألف حديث مسموعة، وقد اشتمل صحيحه على ثمانية آلاف حديث بالمكرر، ودون المكرر نحو أربعة آلاف حديث. وابتدأ الإمام مسلم صحيحه بحديث جبريل المشهور، وإتيانه النبي صلى الله عليه وسلم، وقولّ: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا»، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله، ويصدقه... إلى آخر الحديث. 
ورحل الإمام مُسلم في طلب العلم، إلى العراق، والحجاز، والشام، ومصر.
بذل الإمام مسلم حياته لحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبقى الله ذكره، وإذا أطلق الصحيحان قصد بهما صحيح (البخاري ومسلم)، وهما أصح الكتب في الحديث.. وقدم بغداد -غير مرَّة- وحَدَّثَ بها، وقد روى عنه من أهلها: يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد. وآخر قدومه بغداد كان في سنة 259هـ..
وقد كان الإمامُ البخاريُّ أسوةً وقدوةً للإمام مُسلم في منحاه العلمي، قال الخطيب البغدادي: «إنما قفا مُسلم طريق البخاري ونظر في علمه، وحذا حذوه، ولمَّا ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مُسلم وأدام الاختلاف إليه».
وكان الإمام مُسلم يُجلُّ الإمام البخاري، وله معه مواقف تدل على التبجيل والإكبار والإعزاز؛ فعن أبي حامد أحمد بن حمدون القصار قال: «سمعت مُسلم بن الحجاج -وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقَبَّلَ بين عينيه- وقال: دعني حتى أُقَبِّلَ رجليْك يا أستاذ الأستاذين، وسيِّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله».
وللإمام مُسلم من الكتب أيضاً: «كتاب الجامع على الأبواب»، و«كتاب الأسماء والكُنَى»، و«كتاب التمييز»، و«كتاب العلل»، و«كتاب الوحدان»، و«كتاب الأفراد»، و«كتاب الأقران»، و«كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل»، و«كتاب حديث عمرو بن شعيب»، و«كتاب الانتفاع بأهب السباع»، وكتاب «مشايخ مالك»، و«كتاب مشايخ الثوري»، و«كتاب مشايخ شُعبة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©