الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإنسانية تخلد ذكرى ومآثر الشيخ زايد

الإنسانية تخلد ذكرى ومآثر الشيخ زايد
29 مارس 2024 03:36

إبراهيم سليم (أبوظبي) 
أكد رجال دين، أن القلوب اجتمعت على الدور الإنساني الذي اتسمت به مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يجسد نموذج العطاء والإخاء الإنساني، وأن «يوم زايد للعمل الإنساني» احتفاء في كل يوم بمآثر زايد الخير، الذي عمت مكارمه الإنسانية جمعاء. وأصبحنا نحتفل به عيداً للعطاء، ونعيشه حقيقة ساطعة لا تزيدها أيام الزمن إلا رسوخاً في القلوب والعقول.

إعلاء روح الأخوة الإنسانية
أكد فضيلة الشيخ أبوبكر أحمد، مفتي الهند، ورئيس مؤتمر زايد العالمي للسلام، أن المآثر الحميدة لزايد الخير والعطاء، ستبقى راسخة في أذهان الأمم. وبما أرساه من قيم التعايش والتسامح وروح الإنسانية الخالصة، مستمداً نهجه من تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء، وامتدت أياديه البيضاء شرقاً وغرباً، وأصبحت الإمارات منارة عالمية للخير والمحبة والتسامح بفضل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. 
 وقال، إن شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قلَّما يجود الزمان بمثلها، وقد ترك إرثاً خالداً، توارثه أبناؤه، واستمروا على نهجه، وهو ما نراه اليوم، وكل يوم، على أرض الواقع، بما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من جهود متميزة في كل مكان من العالم، مقتدياً بوالده، طيب الله ثراه.
وقال فضيلته: حينما نسمع عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وما حققته من الإنجازات المبهرة، ومكانتها المرموقة في مقدمة دول العالم، تتسارع إلى ذاكرتنا صورة تلك الشخصية الفذة، حيث سكن قلوب ملايين البشر بعبقريته الفريدة، ولا غرو فيما نراه اليوم من التقدم الهائل والنهضة السريعة التي حققتها الإمارات حينما ندرس بدقة سيرة ومسيرة باني حضارتها، ونستحضر سجاياه الرفيعة التي كان يتصف بها في حياته، وحينما نعرف أن هذه الدوحة الوارفة كانت نواة طيبة غرسها زايد الخير والعطاء.
وأضاف: سطر الشيخ زايد أروع ملاحم الحكمة والحنكة في تاريخ العالم الإسلامي المعاصر، وخاصة تأسيس وإعلان قيام الاتحاد، معلناً النهضة الحديثة التي شهدتها الإمارات في العقود الماضية.
ولفت مفتي الهند إلى أن أيادي زايد البيضاء التي امتد خيرها إلى الهند نرى آثارها واضحة وجلية، فما من لبنة في منزل أحد من الهنود ولا في مسجد من المساجد إلا وللإمارات فيها حظ ملموس في تأسيسها وبنائها. وهنالك أيضاً مشاريع خيرية في كل بلاد العالم الإسلامي وغيره، سيراً على هدي وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس». ولفت فضيلته إلى الدور الإنساني الذي تلعبه الإمارات لنشر الحب والتسامح بين البشر، وإعلاء روح الأخوة الإنسانية، كما جاء في وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تهدف لنشر السلام والتنمية والتعايش الإنساني.

ثمار مسيرة العطاء
من جانبه، أكد القس بيشوى فخري أمين راعي كاتدرائية الانبا أنطونيوس للأقباط المصريين في أبوظبي بمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجتمع قلوب الجميع في أرض دولة الإمارات الغالية، على مواصلة السير على نهج الأب المؤسس في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال: نحن نؤكد ضرورة إحياء هذه المناسبة وفاء وتخليداً لإرث القائد المؤسس، وتأكيداً على مواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون لجميع الدول والشعوب من دون تمييز أو تفرقة، حيث يعتبر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمزاً للعطاء الذي لا ينتهي، حيث تجده حاضراً في الخير الذي زرعه وأثمر ويثمر في العديد من البلدان حول العالم.
 وأضاف بيشوى: هذا يوم نستذكر فيه كل الدروس والعبر والخبرات التي خلدها زايد الخير ونقشها في ذاكرتنا لتكون سبيلاً ومنهجاً لمواصلة الدرب على طريق العمل لإسعاد البشرية. رحم الله القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قاد الإمارات والإنسانية بحكمته وريادته للأعمال الخيرية، واستثمر ما وهبه الله للإمارات من ثروة لتكون في خدمة الإنسان داخل الدولة وخارجها، فلم يترك باباً من أبواب الخير والعطاء إلا وفتحه بيده السخية من أجل رفع المعاناة، وتخفيف الأعباء عن أبنائه المواطنين والمقيمين والعالم أجمع دون تمييز عرقي أو ديني.
لقد تجلت مآثره الخيرة لتجوب الآفاق وتعبر القارات لتمسح دمعة يتيم أو تخفف آلام مريض أو لتقيم صروحاً للعلم من مدارس ومعاهد وجامعات ومكتبات ومستشفيات وغيرها من المشاريع من أجل رفع مستوى المعيشة للشعوب الأقل نمواً والمحتاجة إلى البنية التحتية لتحسين أوضاعها الاجتماعية.
وأضاف بيشوى: نحن اليوم نشهد ثمار المسيرة المعطاءة في قيادة دولة الإمارات لتحقيق الأهداف الإنسانية التي رسمها زايد الخير، والعمل بالقيم النبيلة التي تحلى بها من عطاء سخي ونجدة للملهوف وإغاثة للمنكوب ونشر العلم والثقافة والحضارة.
إن مآثر زايد مدرسة ننهل منها الإرادة الصلبة التي لا تعرف المستحيل، من أجل توفير الحياة الكريمة للإنسان وحماية المجتمعات من الآفات بكل أشكالها.
وأكد أن الاحتفال بـ«يوم زايد للعمل الإنساني» علامة بارزة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، نستذكر خلالها أعمال الأب المؤسس الإنسانية والخيرية ونستلهم القيم النبيلة التي جسَّدها في بناء دولة قوامها التسامح، والعطاء لكافة شعوب العالم والمحتاجين من مختلف الدول والأديان والأطياف.
وقال بيشوى: اليوم تجاوز العمل الخيري في الدولة مفهومه التقليدي الفردي، إلى المفهوم المؤسساتي الشامل لتلتزم كافة المؤسسات الحكومية والهيئات العاملة في الدولة، ليس فقط بتقديم المساعدات المادية والعينية، بل أيضاً بالتواجد في مناطق الأزمات وتوفير الدعم الإنساني المباشر لجميع المحتاجين أينما وُجِدوا دون تمييز ديني أو عرقي.
وأضاف بيشوى، أن العطاء الحقيقي يبقى خالد الذِكر مدى الأيام، وكل من دخل في طريق العطاء أدام الله ذكره مدى الدهر. وقال: «نصلي من كل قلوبنا أن يُعز الله دولة الإمارات الغالية ويحمي قادتها وأرضها وقاطنيها ويزيدها خيراً وبركة ويملأ بالخير قلوب قادتها النبلاء من جيل إلى جيل».

قيم إنسانية نبيلة
من جانبه، قال القس إبرآم فاروق راعي كتدرائية الانبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين: ونحن نحتفل بيوم زايد للعمل الإنساني نتذكر الإنجازات الكبيرة التي حققتها الإمارات العربية المتحدة في مجالات العمل الإنساني والإغاثة والتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الداخل والخارج على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال: تجسد تلك الإنجازات الرؤية الإنسانية الطموحة التي كان يمتلكها زايد الخير، والتي ركزت على تحسين مستوى المعيشة والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخدمات الأساسية بما يضمن الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، فمن خلال نظرته الثاقبة وجهوده الدؤوبة تم تطوير البنية التحتية في الإمارات وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل للجميع دون تمييز.
وتستمر إنجازات زايد الخير في مجالات العمل الإنساني، وتمتد آثارها حتى اليوم، حيث تعمل حكومة الإمارات على تطوير العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحلية والإقليمية والعالمية، كما تتميز الإمارات بالتزامها الدائم بالعمل الإنساني، وتقديم المساعدات الإنسانية للدول التي تعاني من الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية. وأشار إلى أن يوم زايد للعمل الإنساني يمثل مناسبة للاحتفال بالإنجازات الكبيرة التي حققها الشيخ زايد في مجال العمل الإنساني، وللتأكيد على التزام الدولة قيادةً وحكومةً وشعباً بالقيم الإنسانية النبيلة التي تحلى بها زايد الخير من كرم وعطاء ومد يد العون للمحتاج أينما كان دون تمييز.
وقال: رحم الله زايد الخير، في ذكرى رحيله نستحضر تاريخاً خالداً حافلاً بالإنجازات التي تفخر بها الإنسانية، ونهجه راسخ ومتواصل بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

من جانبه، قال القس أنطونيوس ميخائيل، كاهن كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبي: نحتفل جميعاً بذكري يوم زايد للعمل الإنساني، هذا الرجل العظيم الذي سبق عصره، فقد وضع في قلبه، طيب الله ثراه، أن الدين للديان، ولم يميز في عمل الخير بين شخص وآخر. وكان قلبه نابضاً بالحب لكل الجنسيات وكل الأديان دون تفريق. ونحن ككنيسة وطنية مصرية على أرض الإمارات ننعم بكل الحقوق كأي مواطن على هذه الأرض الطيبة.. فقد مدتنا الدولة بالأرض لنبني عليها كنائس لنا بل وساهمت في البناء. وتعاملت مع الكنيسة كمعاملة المسجد في فاتورة الماء والكهرباء. فشعرنا، ونحن مصريون، بأننا في وطننا الثاني ننعم بكل الحرية في إقامة شعائرنا الدينية. وأضاف: الأهم من هذا أن المغفور له الشيخ زايد ورث أبناءه الكرام، وشعب الإمارات، هذا الإرث الحضاري. فرأينا في عيني كل مواطن مآثر وسجايا الشيخ زايد.. رأينا الاحترام والتقدير والترحاب والكرم. فأصبحت الإمارات دولة حضارية ليس بتكنولوجيتها وقانونها فقط بل بشعب يحترم الاختلاف. فلم يصر الاختلاف محل خلاف، كما جرى في بلدان أخرى من العالم، بل ظل دائماً مصدراً لثراء قيم هذا المجتمع المتحضر.  وقد سار على نهجه أبناؤه الكرام من بعده، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وأطال الله في عمره ومتعه بوافر الصحة. فجاءت كل التشريعات والنظم في عدالة وحب وتقدير للآخر.

مآثر ومكارم خالدة
ومن جانبه قال أشعياء هارون، عضو مجلس الكنيسة القبطية المصرية، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن غاب بجسده فهو حاضر في جميع أفعاله وأقواله ومآثره ومكارمه التي تعدت حدود دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي والإسلامي لتشمل مناطق كثيرة أخرى من العالم. وفي فترة قياسية نسبياً نجد أن ما قام به فاق الكثير من القادة والزعماء الآخرين، ومن أسباب ذلك أنه كان يقوم بكل ما يفعل بتلقائية نابعة من إيمانه الكامل بالإنسان، فقد كرس حياته لبناء الإنسان وهو القائل، إن بناء المستشفيات ممكن وبناء المدارس مستطاع ولكن بناء البشر هو الصعب العسير. نعم لقد عمّر زايد الصحراء وجعل دولة الإمارات في صدارة دول العالم، وقام بزراعة العديد من الأراضي لتكتسي الصحراء باللون الأخضر، وقبل هذا كان أيضاً اهتمامه البالغ بالإنسان وسعادته، وتعليمه وتسهيل كل أموره الحياتية لكي يعيش مكرماً محفوظة له كرامته الإنسانية، وقد أنجز هذا أولاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وامتدت يده الكريمة لتشمل بلاداً كثيرة من العالمين العربي والإسلامي وتعدتهما لتشمل مناطق كثيرة أخرى من العالم، وهو القائل، إن الأرض أرض الله والخير خير الله. إن ما قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال العمل الإنساني يعد نموذجاً فريداً يحتذى به كثير من القادة والمهتمين بالعمل الإنساني. 
وأضاف: على نهج الشيخ زايد يسير أبناؤه الكرام، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على نهج الوالد المؤسس في كل المجالات، ومنها العمل الإنساني. ونسأل الله أن يرحم الشيخ زايد، ويطيل عمر ويحفظ ويؤيد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الكرام حكام الإمارات وشعبها المحب للإنسانية.

وثيقة
لقد تكللت هذه الجهود بالتوقيع على وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها قداسة البابا فرنسيس مع فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على هذه الأرض أرض، زايد الخير. لتصبح الإمارات مثلاً يحتذى به، ومنارة للتسامح في العالم كله.. في وقت سادت فيه النزاعات السياسية والدينية والعرقية في مناطق مختلفة أخرى من العالم. ونظراً لما للإمارات من مواقف مشرفة مع مصرنا الحبيبة، فقد خصها البابا تاوضروس الثاني، بابا المصريين الأرثوذوكس، بأول زيارة يقوم بها خارج مصر.
ونحن ننتهز هذه الفرصة لندعو العالم أن يحذو حذو الإمارات في التسامح الديني. كما ندعو للإمارات قيادة وشعباً بالعزة والرخاء ودوام تصدُّر مسيرة الحضارة في العالم كله على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©