السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تقدم 22300 طن من المواد الإغاثية لغزة

حشر آل مكتوم يطلع على جهود الجهات الإنسانية خلال افتتاح المعرض (تصوير: إحسان ناجي)
24 ابريل 2024 01:46

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، افتتح سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، فعاليات معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد 2024» في مركز دبي التجاري العالمي. 
وانطلقت دورة معرض ومؤتمر «ديهاد 2024»، التي تستمر لمدة 3 أيام، تحت شعار «الدبلوماسية وثقافة العمل الإنساني.. نظرة نحو المستقبل»، بحضور 16.000 مشارك وزائر من 154 دولة، وأكثر من 900 منظمة غير حكومية وجمعية إنسانية ومورد وعلامة تجارية عالمية من جميع أنحاء العالم. 
 ويحتفل الحدث هذا العام بالذكرى العشرين لانطلاقته ويعد الحدث الإنساني الأبرز على مستوى العالم، ويجمع كبار صناع القرار من مختلف الجهات الإنسانية الفاعلة بهدف تسليط الضوء على القضايا الإنسانية وتعزيز أوجه التعاون لبناء مستقبل أفضل. 
وتشمل فعاليات «ديهاد 2024» مشاركة 131 متحدثاً من نخبة المتخصصين في المجال الإنساني على مستوى العالم، ويناقش برنامجه مواضيع حيوية خلال 24 جلسات رئيسية بالإضافة إلى 144 ورشة عمل مبتكرة توفر التدريب وتبحث في العديد من الآراء والحلول ذات الأهمية في مجال الدبلوماسية الإنسانية.

مناقشة التحديات 
واستهل حفل الافتتاح بكلمة راشد المنصوري، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أشار فيها إلى أن معرض ومؤتمر دبي للإغاثة والتطوير «ديهاد»، الحدث الإنساني الأبرز عالمياً، والذي أصبح منبراً مهماً وحيوياً لمناقشة القضايا الإنسانية والتنموية الملحة، ومنصة لإطلاق المبادرات الخلاقة لصون الكرامة الإنسانية، وعلامة فارقة في تعزيز مسيرة العمل التنموي، والإنساني، والإغاثي إقليمياً وعالمياً.
وقال: «يعتبر (ديهاد) فرصة سانحة للقاء والتشاور ومناقشة همومنا الإنسانية المشتركة، ورسم ملامح رؤيتنا المستقبلية لجهودنا الإغاثية والإنسانية، ووضع بصمة جديدة على طريق العطاء الإنساني، الذي سارت على هديه دولة الإمارات العربية المتحدة». 
وأضاف: «وترسمت الإمارات معالم هذا الطريق عبر مسيرة طويلة من البذل والمبادرات التي ساهمت في إيجاد الحلول للكثير من القضايا الإنسانية المهمة، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى التدخل السريع والرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرق البشرية وتعيق مسيرتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة».
وأكد أن العمل الدبلوماسي الإنساني من أهم العوامل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار، وتعزيز قيم العدالة والتضامن والمبادئ الإنسانية العالمية، وبالتالي نستطيع معاً الوصول الآمن إلى المستهدفين من خدماتنا الإنسانية ومساعداتنا الإغاثية في مختلف الدول والساحات المضطربة. 
وشدد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على أن الدبلوماسية الإنسانية من شأنها إخماد بؤر التوتر في مهدها والحد من تداعياتها الإنسانية على البشرية، ولذلك فلا بد من جعل الدبلوماسية الإنسانية آلية دائمة داخل منظماتنا وتجمعاتنا وتحركاتنا المشتركة على الصعيد الإنساني. 
وأفاد بأن من أكبر التحديات التي تواجه منظماتنا الإنسانية في الوقت الراهن الأوضاع في قطاع غزة، الذي يشهد أحداثاً مؤسفة راح ضحيتها عشرات الآلاف من البشر. وقال: «على الرغم من مرور أشهر عدة على الأزمة، فإن تداعياتها لا تزال ماثلة للعيان حيث تعيش الأسر المتضررة في العراء دون مأوى أو غذاء، وتواجه أوضاعاً إنسانية أقل ما توصف به أنها مأساوية». وأضاف: «لذلك تحركت دولة الإمارات منذ بداية الأحداث تجاه الأشقاء، ولا تزال طواقمها الإغاثية موجودة داخل القطاع تقدم الدعم والمساندة للمتأثرين».
مساعدة غزة 
وأعلن المنصوري، أن حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات منذ بداية الأحداث وحتى الثامن عشر من أبريل الحالي، عبر عملية «الفارس الشهم3» والهلال الأحمر الإماراتي، بلغ 22300 طن من المواد الإغاثية المتنوعة، تم نقلها عبر 214 طائرة، و720 شاحنة و3 سفن. 
كما أعلن أن «عدد أطنان الإنزال الجوي ضمن عملية «طيور الخير» بلغ 2189 طناً، وفي شهر رمضان المبارك عززت هيئتنا الوطنية برامجها الرمضانية للأشقاء في غزة وقدمت 10 آلاف وجبة إفطار صائم يومياً على مدار الشهر». 
وفي المجال الطبي استقبل المستشفى الميداني الإماراتي الذي أقامته الإمارات داخل غزة 16335 حالة من المرضى والمصابين، كما تم استقدام 611 مصاباً من الأطفال ومرضى السرطان للعلاج داخل الإمارات، إضافة إلى 133 حالة استقبلها المستشفى الإماراتي العائم بمدينة العريش المصرية.   وأفاد أنه في مجال المياه أنشأت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه لسكان القطاع بقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون جالون يومياً، إلى جانب توفير 5 مخابز تنتج نحو 15 ألف رغيف في الساعة. وأكد أن هذا جزء يسير من مبادرات دولة الإمارات والتزامها الإنساني تجاه الأشقاء في غزة، وتستمر هذه الجهود بدعم القيادة الرشيدة إلى أن تنجلي تداعيات هذه المحنة الإنسانية الكبيرة.

التكنولوجيا الإنسانية 
من جانبه، قال أحمد درويش المهيري، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: «تحرص الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص على ضمان جاهزيتها للمستقبل في كل المجالات ولاسيما مجال العمل الإنساني والإغاثي». 
وأكد أن التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً في تعزيز جهود العمل الإنساني والإغاثي، داعياً إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتطوير العمل الإنساني من خلال تحليل البيانات الضخمة المتاحة للعمل الإنساني ومعالجتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

«اللجوء المناخي» 
قالت نوال الحوسني، المندوب الدائم للإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الإمارات لا تكتفي بما أنجزته، ولكن تتطلع إلى المستقبل، في كل المجالات ومن ذلك الاهتمام بالطاقة والحياد المناخي. 
وأشارت إلى أن تأثيرات التغير المناخي أصبحت مدمرة ونتائجها سلبية، ومن أبرز الأمثلة الدالة على ذلك أنها تؤدي إلى النزوح، كاشفة أن التقديرات الإحصائية تشير إلى توقع وجود 1.2 مليار لاجئ مناخي في عام 2050.
ونبهت إلى أن درجات حرارة كوكب الأرض آخذة في الارتفاع، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض بواقع درجتين، بأضرار متوقعة بواقع 38 تريليون دولار سنوياً حتى عام 2050. 

نهج دبلوماسيّ إنسانيّ مستدام
أكد المشاركون في جلسات مؤتمر «ديهاد 2024»، أنه على رغم التطور المتزايد للدبلوماسية الإنسانية والحديث المتزايد عنها، فإنها اليوم أقل استخداماً وأقل نجاحاً كأداة.  وتطرقوا إلى المبادئ الأساسية للدبلوماسية الإنسانية، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وكذلك مستقبلها، وخاصة في ظل الأعباء المتسارعة على السكان المدنيين في الصراعات الحالية. 
وركزوا أيضاً على أهمية قبول المبادئ الإنسانية العالمية، بما في ذلك الوصول إلى المستفيدين وضمان أمان مقدمي المساعدات، مشيرين إلى بعض المشكلات التي تواجه منظمات الإغاثة حالياً، مؤكدين البحث سوياً عن طرق للتقدم إلى الأمام.
ويركز المؤتمر على دور الدبلوماسيّة الإنسانيّة العالميّة، وأهمية الشراكات الدولية والتعاون في التصدي للتحديات العابرة للحدود، ويستعرض الأسباب التي تجعل الدبلوماسية الإنسانية الوسيلة المثلى لحل الصراعات ودعم المتضررين من الكوارث وخاصة في ظل الدور الرياديّ الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي للتحديات العالمية، وكيفيّة تبنيها لنهج دبلوماسيّ إنسانيّ مستدام. 

قواعد الابتكار الإنساني
تعقد جمعية «دبي الخيرية» ،بمنصتها ورشة بعنوان: «قواعد الابتكار» يقدمها الخبير الاستراتيجي بالجمعية الدكتور محمد سعيد، لاستعراض تجربة محلية في هذا المجال المهم في العمل الإنساني. 
وقال أحمد السويدي، المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية: «إن المشاركة في معرض ومؤتمر ديهاد 2024 تأتي في إطار مساعي جمعية دبي الخيرية من أجل تعزيز التعاون مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات المعنية بمخاطبة احتياجات المتضررين من الأزمات والكوارث، إضافة إلى تبادل المعرفة ومواكبة آخر التطورات والابتكارات في المجال الإنساني والإغاثي والتنموي، وتتخذ من جناحها فرصة مهمة للتلاقي والحوار البناء مع مختلف القيادات التي تهتم بالشأن الإنساني والإغاثي».
وأضاف: «نستثمر هذه المنصة الإنسانية العالمية لتقديم لمحة موجزة عن أهم الإنجازات والمشاريع التنموية والإغاثية التي نفذتها الجمعية داخل الإمارات وحول العالم، حيث يزوّد جناح جمعية دبي الخيرية الزائرين بكل المعلومات والنشرات التي تقدم نبذة عن أنشطة الجمعية وبرامجها ومشروعاتها المختلفة على الساحة المحلية والدولية».
وتقام دورة العام الحالي من معرض ومؤتمر (ديهاد 2024)، بالتزامن مع فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المعرض الدولي لإدارة الكوارث والطوارئ – IECM والذي يوفر منصة تستقطب العاملين في مجالات إدارة الطوارئ والكوارث والأبحاث والإنقاذ، ليستعرضوا آخر الخدمات والتقنيات والمعدات المستخدمة لديهم ويقدموا للمشاركين المهتمين وذوي الصلة من مختلف القطاعات العديد من المنتجات والحلول والابتكارات المتعلقة بإدارة الطوارئ والكوارث.

الأيادي البيضاء
قال السفير الدكتور عبدالسلام المدني، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، رئيس منظمة «ديهاد» الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب»: «يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون والتعاطف في القضايا الإنسانية عبر تعزيز دور الدبلوماسية الإنسانية».
وأضاف: «تعد الدبلوماسية الإنسانية من أهم الطرق في تحقيق السلام مع التركيز على بناء مستقبل دولي يعكس تطلعاتنا ويعزز قيم العدالة والتضامن على المستويين الوطني والدولي». 
وأكد أن الإمارات كانت وما زالت سباقة في دعم المحتاجين أينما كانوا في العالم وتخفيف معاناتهم بالإضافة إلى حماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات. 
وقال: «ساهمت الإمارات في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية من خلال العمل متعدد الأطراف حيث تواصل السير على نهج القيادة الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله». 
وأشار إلى أن أيادي الدولة البيضاء تمد العون للمعوزين وغير القادرين حول العالم دون تفرقة بسبب جنس أو لون أو دين باعتبار الجميع أخوة في الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©