عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
توقع مختصون في مجال صيانة وإصلاح الطائرات عودة الطلب على خدمات الصيانة والإصلاح إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19، خلال عام 2023، لافتين إلى أن مؤشرات تعافي القطاع من تداعيات الجائحة آخذه في التزايد بالتزامن مع استئناف حركة الطيران، وتخفيف قيود السفر في العديد من دول العالم.
وأشار هؤلاء خلال مشاركتهم في معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وعمرة الطائرات، إلى أن وتيرة تعافي الطلب على الصيانة والإصلاح والعمرة في المنطقة ستبدأ في التسارع خلال العام المقبل، في ظل التوقعات باستعادة أسطول الطيران التجاري في الشرق الأوسط لمستوياته السابقة في 2023، مقدرين حجم سوق الصيانة والإصلاح والعمرة في المنطقة بنحو 195 مليار دولار.
وقال مايكل ويتي، الشريك في قسم النقل والخدمات في شركة أوليفر وايمان، خلال استعراضه نتائج تقرير المؤسسة حول آفاق سوق الطيران، إنه على الرغم من تراجع توقعات الطلب على عمليات الصيانة والإصلاح والعمرة خلال السنوات القليلة المقبلة، مقارنة بالتوقعات السابقة لجائحة كوفيد-19، إلا أنه من المتوقع أن يبلغ النمو السنوي المركب للقطاع نحو 3% بحلول عام 2031.
وانطلقت أمس فعاليات معرض الشرق الأوسط للصيانة والإصلاح والعمرة، الذي سيستمر على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة واسعة من قبل مجموعة من أبرز الشركات المحلية مثل شركة سند المتخصصة في صيانة وتأجير محركات الطيران وشركة الاتحاد للطيران الهندسية، ومشروع محمد بن راشد للطيران، بالإضافة إلى الشركات الدولية والموردين والعملاء والمتخصصين في الصيانة والإصلاح والعمرة ضمن قطاع الطيران.
مرونة كبيرة
وقال ويتي: إن شركات الطيران وشركات الصيانة والإصلاح أظهرت مرونة كبيرة للتخفيف من آثار الوباء، حيث سيظهر أسطول في عام 2022 يتسم بطائرات أصغر حجماً وأكثر كفاءة، في حين سيواجه القطاع بعض التحديات في توافر الكفاءات لأعمال الصيانة والإصلاح باعتباره أحد أبرز التحديات للقطاع الدولي، وذلك بعد تراجعه بنسبة 39% في عام 2020 وتوقع تراجعه بنسبة 17% هذا العام مقارنة بعام 2019.
وشهد المعرض خلال اليوم الأول إعلان كل من شركة بوينج الأميركية وشركة توركيش تكنيك عن تجديد اتفاقية قطع غيار الطيران المصممة حسب الطلب لتمديد العقد الحالي لخدمات الصيانة والإصلاح والتجديد لمدة ثلاث سنوات.
وتخلل اليوم الأول أيضاً، توقيع اتفاقية إطار بين شركة «جورامكو» وشركة «في دبي جولف» للتعاون في مجال الصيانة والإصلاح والعمرة، حيث سيعمل الجانبان بموجب هذه الاتفاقية على توسيع قدراتهما وإمكانياتهما في هذا المجال.
مراحل للتعافي
من جهته قال عمر عريقات، نائب رئيس قسم المبيعات التجارية والتسويق في شركة بوينج في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: إن تعافي قطاع الطيران سيمر بثلاث مراحل، الأولى هي السفر المحلي ومن ثم الأسواق الإقليمية مثل الرحلات الجوية داخل آسيا وداخل أوروبا وداخل الأميركيتين، وأخيراً المسارات الدولية طويلة المدى.
وأوضح أن التعافي في الأسواق المحلية، سيأتي مدفوعاً بتوزيع وانتشار اللقاحات في جميع أنحاء العالم، وهو ما يحدث حاليا في الصين حيث تجاوزت الحركة الجوية المحلية مستويات عام 2019، كما عادت شركات الطيران الأميركية للعمل وتقديم طلباتها على الطائرات لتلبية النمو المحتمل وتوقعاتها لزيادة الطلب ابتداءً من الصيف.
وتتوقع بوينج أن تبلغ قيمة سوق الدعم والخدمات لمدة 10 سنوات نحو 3 تريليونات دولار أميركي بين عاميّ 2020 و2029، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 2.2% عن توقعات عام 2019 نتيجةً للتأثيرات المؤقتة على الطلب في مجال السفر بسبب انتشار جائحة كوفيد-19.
تسهيلات للعملاء
وتوقع المهندس زياد أبو عين الرئيس التنفيذي للشركة الأردنية لأنظمة الطيران، المتخصصة بصيانة طائرات السي 130 العسكرية وطائرات بوينج 737 التجارية، أن يستعيد سوق صيانة الطائرات تعافيه تدريجياً بالتوازي مع تعافي الحركة السفر واستخدام شركات الطيران لأسطولها بشكل كامل.
وأوضح أنه رغم تراجع الطلب خلال فترة الجائحة، نجحت الشركة في الفوز بعدد من العقود وقامت بتقديم تسهيلات وحوافز لعملائها من ذوي الكفاءة المالية العالية لمواصلة تقديم خدمات الصيانة، إلى جانب تطوير الشركة مشروع اصطفاف وتخزين الطائرات.
20 ألف حركة طيران خاص خلال إكسبو
قال سيف طحنون، المدير التنفيذي لمشروع «محمد بن راشد للطيران»: إن مبنى الطيران الخاص في دبي الجنوب سجل مستويات نمو كبيرة خلال الربع الأول من العام الجاري وصلت إلى %236 مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وبلغ عدد الحركات الجوية نحو 4900 حركة، متوقعاً أن يصل إجمالي الحركات الجوية خلال فترة إكسبو إلى نحو 20 ألف حركة جوية.
وتشمل حركات الطيران الخاص: الرحلات المسجلة من قبل الشركات المشغلة الأرضية الأربع، التي تعمل في مشروع محمد بن راشد للطيران، وهي: جيتيكس إكزيكيوتيف أفييشين، وجت أفييشين، ودي سي أفييشين، وإكزيكيو جيت ميدل إيست.
وأضاف أن هناك تركيز كبير خلال الفترة الحالية على جعل حركة الطيران في المبنى أكثر انسيابية، وهذا المبنى يعتبر ثاني أكبر مطار ازدحاما بحركة الطيران الخاص في المنطقة، ويعتبر المطار الأكثر ازدحاما في رحلات طيران رجال الأعمال.
إطلاق أول محطة لخدمات طائرات الهليكوبتر
كشف طحنون سيف، المدير التنفيذي لمشروع «محمد بن راشد للطيران»، عن إنشاء أول محطة متكاملة لخدمات طائرات الهليكوبتر على مستوى المنطقة يتضمن مهبطاً للطائرات وورشا للصيانة ومراكز للخدمات والوقود بتكلفة إجمالية تصل إلى 60 مليون درهم.
وقال سيف في تصريحات صحفية على هامش فعاليات المعرض: إن المحطة الجديدة تمتد على مساحة 43 ألف متر مربع حيث سيتم تنفيذها على 3 مراحل متتالية، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى وهي مهبط الطائرات التي تصل تكلفتها إلى 10 ملايين درهم.
من جهته قال سمير محمد، مؤسس ورئيس شركة إير شاتو التي أطلقت مشروع محطة طائرات الهليكوبتر: إن المحطة ستقوم بكافة عمليات الصيانة للطائرات المروحية بما فيها الصيانة الخفيفة أو الصيانة الثقيلة.
