عدد اليوم
ريم البريكي (أبوظبي)
شهدت مبيعات الذهب في أسواق أبوظبي نشاطاً ملحوظاً خلال الشهر الجاري، مدعومة بتراجع أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية، نتيجة ارتفاع الدولار وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، بحسب تجار ومديري مبيعات في محال بيع الذهب والمجوهرات بأبوظبي.
وتوقع هؤلاء أن تشهد مبيعات الذهب خلال الأشهر المقبلة انتعاشاً نتيجة زيادة الطلب بنحو %10، مدعومة باتجاه العملاء نحو شراء المشغولات الذهبية والهدايا من المجوهرات خلال موسم الإجازات والصيف.
وبلغت أسعار جرام الذهب في أسواق أبوظبي، خلال تعاملات أمس من عيار 24 نحو 206 دراهم، فيما سجلت أسعار الذهب من عيار 22 نحو 188 درهماً، بينما كان سعر الذهب من عيار21 نحو 180 درهماً، ووصل سعر الذهب من عيار 18 نحو 154 درهماً، فيما بلغ سعر كيلو الذهب 206.138 درهماً، وسعر الأونصة نحو6.411 درهماً.
أوضاع عالمية
وأكد حمد العوضي الخبير الاقتصادي، أن المعدن الأصفر يواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الراهنة أثرت علي التعاملات بشكل ملحوظ، نتيجة عدد من العوامل جاءت في مقدمتها الأوضاع الجيوسياسية التي يشهدها العالم بعد تفاقم الصراع في أوكرانيا، وما نتج عنه من تراجع واضح في سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع الدولار ومستويات التضخم القياسية التي تشهدها الأسواق العالمية في الوقت الراهن.
وأضاف العوضي أن كل هذه العوامل أثرت بالسلب علي الحركة التجارية، مما أصابها بالركود واتجاه المستهلك إلى شراء السلع والمنتجات الضرورية، خصوصاً أن عملية التعافي تلك التحديات تزداد ضبابية يوماً بعد يوم، وهو ما جعل الكثير من المستثمرين في قطاع الذهب يتجهون نحو تسييل استثماراتهم من المعدن الأصفر، خوفاً من حدوث مزيد من التراجع في الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة.
وبخصوص السوق المحلي، قال العوضي، إن السوق المحلي يتمتع بوجود فرص كبيرة في حركة الأسعار، خصوصاً مع اتجاه صغار المستثمرين نحو اقتناء المعدن الأصفر بغرض الاستثمار مع وصول الأسعار لمستويات جاذبة للشراء، فضلاً عن العملاء الذين يتجهون للشراء خلال فصل الصيف والمواسم والتي تشهد عدداً من المناسبات والأعراس.
نمو الطلب
بدوره، قال عبد الواحد المرزوقي «رجل أعمال»، إن سعر الذهب في أسواق أبوظبي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمثيله العالمي، متوقعاً أن يشهد الطلب على المعدن الأصفر في أسواق الإمارة نمواً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، نتيجة تراجع الأسعار لمستويات قياسية تجعله من السلع والمنتجات الآمنة في جميع الأحوال سواء للاستثمار أو الاقتناء.
وأوضح المرزوقي أن أسعار المعدن شهدت تراجعاً ملحوظاً يوم أمس، نتيجة قيام الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة على الودائع، وهو أدي تلقائياً إلى هبوط الأسعار عالمياً ومحلياً، بعد ارتفاع عوائد السندات الحكومية في العالم، وهذا العامل كذلك له ارتباط عكسي مع أسعار الذهب.
وأضاف المرزوقي أن عملية شراء الذهب في الوقت الراهن تعتمد على المستهلك واحتياجاته، والهدف من عملية الشراء هل للزينة أم الاستثمار والادخار، ففي حالة الزينة يكون التركيز على الذهب المشغول وفي حالة رغبته الاقتناء للبيع مستقبلاً عليه الاتجاه نحو شراء المشغولات الذهبية ذات الفصوص الأقل، إما إذا كان غرض المستهلك الاستثمار فعليه الاتجاه نحو شراء السبائك لأنها أداة استثمارية.
ونصح المرزوقي الأشخاص الراغبين في استثمار فائض السيولة المالية لديهم إلى شراء الذهب، مبيناً بأن شراء الذهب يعتبر استثماراً رابحاً وآمناً، لأن الذهب يعد أداة تحوط ضد التضخم.
ملاذ آمن
من جانبه، أكد أحمد عنيزان مدير علاقات عامة وتطوير مؤسسة سالم الشعيبي للمجوهرات أن الذهب مرتبط بالوضع الاقتصاد العالمي بشكل كبير، مؤكداً أن الاستثمار في المعدن الأصفر مازال الملاذ الأمن للأفراد والحكومات والقوى العظمى في العالم.
وتوقع عنيزان أن تشهد الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع وصولها لمستويات تكاد تكون قياسية، وهو ما يؤكد زيادة الطلب من قبل المستهلكين حول العالم، مؤكداً أنه رغم حالة الركود التي تشهدها الأسواق العالمية، سيظل المعدن الأصفر هو الملاذ الآمن للاستثمار ومواجهة معدلات التضخم القياسية في أسعار السلع والمنتجات.
