الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الإمارات للألمنيوم» صرح وطني يجسد الطموح الصناعي للدولة

مصنع الإمارات العالمية للألمنيوم (تصوير: أفضل شام)
12 سبتمبر 2022 01:38

يوسف العربي (أبوظبي)

 باتت «الإمارات العالمية للألمنيوم» التي تمتد مرافقها على مساحة 11 كيلومتراً مربعاً في منطقتي الطويلة وجبل علي أكبر منتج للألمنيوم عالي الجودة في العالم.
 وقال رائد مال الله، مدير إدارة التسويق والمبيعات في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لـ «الاتحاد»، إن الألمنيوم ثاني أكبر الصادرات المصنعة في الإمارات بعد النفط والغاز، مشدداً على أن الألمنيوم ضرورة عصرية من ناطحات السحاب إلى الهواتف المتحركة. 
 

وأضاف أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تعد أكبر شركة صناعية في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج قطاع النفط والغاز، وتدير الشركة مصاهر الألمنيوم في موقعي الشركة في جبل علي والطويلة، ومصفاة تكرير الألومينا في الطويلة، ومنجم البوكسيت ومرافق التصدير المرتبطة به في جمهورية غينيا. 
 وأوضح أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أنتجت خلال العام الماضي 2.54 مليون طن من الألمنيوم المسبوك، مما يجعل الإمارات خامس أكبر دولة منتجة للألمنيوم في العالم. 
ويلبي إنتاج الشركة احتياجات ما يزيد على 400 عميل في أكثر من 50 دولة حول العالم، ويستخدم الألمنيوم الذي تنتجه «الإمارات العالمية للألمنيوم» بشكل أساسي في قطاعات الإنشاءات، وصناعة السيارات، والتعبئة والتغليف، وفي قطاع صناعة الطيران، والإلكترونيات. 

  • رائد ملالا


مساهمة عالمية 
وقال  إن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تنتج طناً واحداً من كل 25 طناً من حجم الإنتاج العالمي للألمنيوم، كما نعد من الموردين الأساسيين لخام البوكسيت، والذي يزداد عليه الطلب عاماً بعد عام. 
وبدأ الإنتاج من مصهر دوبال جبل علي للألمنيوم عام 1979 وتبلغ مساحة موقع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جبل علي نحو خمسة كيلومترات مربعة، أي أكبر من مساحة «دبي مول» بخمسة أضعاف.
وبدأت عمليات الإنتاج في شركة الإمارات للألمنيوم «إيمال» عام 2009، وكان مصهر الطويلة أضخم مصهر منفرد للألمنيوم في العالم عند اكتماله وتقدر مساحة موقع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في منطقة الطويلة حوالي 6 كيلومترات مربعة، أي ما يوازي ستة أضعاف مساحة جزيرة المارية.

جهود الاستدامة 
وأوضح ، أن الشركة تمتلك رؤية واضحة بأن تصبح شركة عالمية رائدة في مجال الاستدامة في صناعة الألمنيوم، لافتاً إلى أن موقع الشركة في الطويلة أول موقع في الشرق الأوسط يحصل على شهادة «مبادرة رعاية الألمنيوم» عن ممارسات أداء الاستدامة، ثم مُنحت الشهادة لموقع الشركة في جبل علي عام 2021، وتشكل شهادة «مبادرة رعاية الألمنيوم» معياراً عالمياً في قطاع صناعة الألمنيوم للحوكمة والبيئة والمسؤولية المجتمعية.
وفي بداية سنة 2021، أعلنت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بدء إنتاج الألمنيوم في مصهر الشركة باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، في إنجاز جديد يجعل الإمارات العالمية للألمنيوم أول شركة في العالم تنتج الألمنيوم باستخدام الطاقة الشمسية وتحت اسم «سيليستيال». وأضاف أن هيئة كهرباء ومياه دبي تزود شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بـ 560.000 ميجاوات ساعة من الكهرباء من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية سنوياً، ما يكفي لإنتاج 40 ألف طن من الألمنيوم في العام الأول مع إمكانية التوسع بشكل كبير مستقبلاً. ولفت إلى أن الشركة تخطط لبناء أكبر مصنع في الدولة لإعادة تدوير الألمنيوم وبقدرة إنتاجية تبلغ 150.000 طن سنوياً إلى جانب بناء منشأة تجريبية لتحويل بقايا البوكسيت، وهي أحد أنواع النفايات الناتجة عن تكرير الألومينا، إلى تربة صالحة للزراعة والتي يمكن استخدامها لزراعة الأشجار والحدائق ولمختلف الأغراض الأخرى في دولة الإمارات.

مضاعفة التأثير الاقتصادي للشركة بحلول 2040
قال، مدير إدارة أول التسويق والمبيعات أوروبا وأميركا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، إن الشركة تمتلك طموحاً جريئاً يتمثل في مضاعفة تأثيرها الاقتصادي في الدول التي تعمل فيها بحلول عام 2040، وتحسين جودة مساهماتها بشكل مستمر.
 وأوضح أن معدن الألمنيوم يعد من أكبر صادرات الدولة من بعد النفط والغاز وتعمل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على دفع النمو الاقتصادي المستدام من خلال نشاطها المباشر وغير المباشر، فضلاً عن إنفاق الأجور المكتسبة في قطاع الألمنيوم.
وأضاف أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تعد القلب النابض لقطاع الألمنيوم في الدولة والذي يساهم بأكثر من 18.35 مليار درهم (5 مليارات دولار) سنوياً، وهو ما يمثل حوالي 1.5% من إجمالي الاقتصاد الوطني.
 

وأوضح أن حوالي 10% من إنتاج الشركة يباع ضمن السوق المحلي، كما تعتمد حوالي 26 شركة إماراتية على الألمنيوم الذي توفره الشركة لصناعة منتجاتها، من إطارات النوافذ إلى أجزاء السيارات وتنتشر هذه الشركات في جميع أنحاء الدولة وإماراتها باستثناء الفجيرة.

أهمية الألمنيوم كمعدن 
وتطرق  إلى أهمية الألمنيوم، قائلاً: يدخل في صناعة المنتجات والبنية التحتية التي تجعل الحياة العصرية متكاملة، بدايةً من الهواتف الذكية إلى ناطحات السحاب.
وأضاف أن الكثير من استخدامات الألمنيوم تلعب دوراً محورياً في تشكيل مجتمع مستدام إذ يدخل في صناعة السيارات الكهربائية وبناء مزارع الرياح، ويلعب الألمنيوم دوراً أساسياً في تحسين كفاءة النقل وخفض كل من استهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات الدفيئة «غازات الاحتباس الحراري» في العالم، إضافةً إلى تحسين الأعمار الافتراضية للمنتجات وتقليل الطلب على الموارد الطبيعية. 
وأوضح أن الألمنيوم يساهم في تخفيض الانبعاثات في عدة قطاعات مهمة، مثل قطاع النقل من خلال المركبات خفيفة الوزن كالطائرات والسيارات الكهربائية مما يجعلها موفّرة للطاقة مع الحفاظ على المتانة والسلامة. 
ولفت إلى أن أهمية الألمنيوم تبرز في قطاع الإنشاءات، حيث يعمل على تحسين أداء طاقة المباني، لا سيما النوافذ والجدران الساترة والواجهات، ويعني زيادة استخدام الألمنيوم إمكانية إعادة تدوير المزيد من المباني عند هدمها، مما يقلل الحاجة إلى إنشاء مبانٍ جديدة.  ونوه بأنه في قطاع الطاقة يمثل الألمنيوم مكوناً رئيسياً لتقنيات الطاقة المتجددة (لا سيما الخلايا الكهروضوئية الشمسية والرياح) وتخزين الطاقة والشبكات الواسعة لنقل الكهرباء اللازمة لاستخدام الطاقة الكهربائية بدلاً من الهيدروكربونات. 
وفي قطاع التغليف، يُستخدم الألمنيوم بكميات ضئيلة كمواد تغليف عالية الكفاءة لتوفير الاحتواء الكامل ومنع تسرب الرطوبة، وكمادة قابلة لإعادة التدوير لاستبدال البلاستيك المستخدم لمرة واحدة.
ويتوقع المعهد الدولي للألمنيوم أن يرتفع الطلب العالمي على الألمنيوم بنسبة 50% إلى 80% بحلول عام 2050 مدفوعاً بالالتزامات العالمية بخفض الانبعاثات إلى جانب تعزيز النمو الاقتصادي.
 وقال، إن منتجات الشركة من الألمنيوم دخلت في بناء أهم الصروح، مثل برج خليفة في دبي ومسرح إيسبلانيد في سنغافورة، كما يُستفاد من منتجاتنا في صناعة الطائرات وأنظمة النقل في مختلف أرجاء العالم، بدءاً من مترو دبي وصولاً إلى شبكة القطارات فائقة السرعة شينكانسن في اليابان.

الشركة المفضلة للباحثين عن العمل بحلول 2030
تطمح الشركة لأن تصبح بحلول عام 2030 الشركة الصناعية الرائدة والمفضّلة لدى الباحثين عن وظائف ضمن الدول التي نعمل فيها، وذلك عبر توفير أفضل برامج التدريب لبناء المهارات، وتقديم فرص وظيفية ممتازة، وتعزيز التوازن بين الجنسين في مكان العمل، حسب رائد ملالا، مدير إدارة أول التسويق والمبيعات أوروبا وأميركا. وقال إن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تركز على التوطين منذ أكثر من 40 عام، كما تهدف إلى بناء قاعدة من المواهب والإمكانات الشابة من أجل مستقبلنا ومن أجل المساهمة في تنمية اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.  وأوضح أن الشركة من مؤسسي قطاع الألمنيوم في الدولة والتي تدعم أكثر من 60000 وظيفة وتوظف أكثر من 7000 موظف بشكل مباشر، بينهم أكثر من 1200 من مواطني الدولة.  ولفت إلى أن الشركة تمتلك أعلى معدل للتوطين فيما يخص الصناعات الثقيلة، منوهاً بأن أكثر من 700 موظف إماراتي من الشركة تقل أعمارهم عن 35 عاماً. ويبلغ عدد النساء اللواتي يعملن في الشركة أكثر من 400 امرأة حول العالم، في مناصب متفاوتة من بين المناصب الفنية إلى المناصب التنفيذية القيادية. وقال إن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تنظم برامج التدريب الوطنية لإعداد الشباب ممن لم يكملوا دراستهم من مواطني الدولة، والتي تهدف إلى تطوير مهاراتهم وتمكينهم لشغل وظائف فنية في المصاهر ومحطات الطاقة التابعة لها، حيث تخرج أكثر من 5.000 مواطن إماراتي من هذه البرامج التدريبية منذ إطلاقها في عام 1982.
وتهدف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم إلى زيادة نسبة النساء في المناصب الإشرافية إلى 25% بحلول عام 2025، مقارنة بحوالي 20% في الوقت الحالي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©