رشا طبيلة (أبوظبي)
كشف كريم ميشيل صباغ العضو المنتدب المعين لشركة «سبيس 42»، أن الإندماج المقترح بين «بيانات» و«الياه سات» سيُثمر عن إنشاء شركة «سبيس 42» إحدى أكبر شركات تكنولوجيا الفضاء المدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية، مع ميزانية عمومية قوية، ومزود رائد ومتكامل لحلول الاتصالات المتنقلة والحلول الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وحلول رصد الأرض، والاتصالات الفضائية، وإنترنت الأشياء، والتحليل الذكي للأعمال.
وأضاف صباغ بمناسبة الإعلان عن قيام مساهمي «بيانات» و«الياه سات» بالتصويت في 25 من أبريل المقبل على الاندماج المقترح لإنشاء «سبيس 42»،«سنركز في الخطوة الأولى على تعزيز عملية التكامل للاستفادة من الفرص التي يتيحها الاندماج، إضافة إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد لتسخير القدرات التقنية في كلتا الشركتين».
وأكد صباغ «سيكون للكيان جديد دور حيوي ومهم في تطوير وتنفيذ حلول فضائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى الاستفادة من الفرص الإقليمية والعالمية في الحلول الجيومكانية وحلول الاتصالات المتنقلة والاتصالات الفضائية والتحليل الذكي للأعمال وأن هذه الخطوة في تطوير قطاع تكنولوجيا الفضاء في الإمارات، وستعزز مكانة الدولة كمنصة رائدة لتطوير أحدث الحلول والتقنيات التحولية في المنطقة والعالم.
ذكاء اصطناعي
وأوضح صباغ «يعد الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من سلسلة القيمة في قطاع الفضاء، وسيمثل أداة فاعلة لشركة «سبيس 42» تسهم في إحداث تحول ملموس، حيث سنعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي لتعزيز حلولنا الجيومكانية وحلول الاتصالات المتنقلة ضمن المنظومة بأكملها، بدءاً من الاتصالات الفضائية ووصولاً إلى التحليلات الجيومكانية».
وبين صباغ «تساعدنا تقنيات الذكاء الاصطناعي على تعزيز قدراتنا التنافسية والمحافظة عليها. ونهدف من خلال إنشاء هذا الكيان الجديد إلى دعم الرؤية الاقتصادية لدولة الإمارات وجهودها في تنويع وتنمية الاقتصاد الوطني حيث ستسهم «سبيس 42» في ترسيخ مكانة الدولة بصفتها قوة رائدة عالمياً في القطاع التقني، إضافة إلى توسيع قدرات الإمارات السيادية في قطاع الفضاء وتعزيز حضورها الدولي».
وقال: «من المتوقع أن يسهم تعزيز الاتصال الفضائي باستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم جهود الإمارات لخدمة المجتمعات النائية أو غير المخدومة بشكل كافٍ، وتعزيز دورها الإنساني في دعم المناطق المتأثرة بالأزمات أو الكوارث حيث أثبتت الاتصالات الفضائية قدرتها على سد الفجوة الرقمية وتوفير الحلول اللازمة لمهام الإنقاذ والتعلم الإلكتروني وتقديم الخدمات الطبية عن بُعد وغيرها». وشدد صباغ، «سيثمر الاندماج المقترح بين «بيانات» و«الياه سات» عن إنشاء إحدى أكبر شركات تكنولوجيا الفضاء المدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية، مع ميزانية عمومية قوية حيث بلغت قيمة الإيرادات المجمعة لكلا الشركتين 2.8 مليار درهم إماراتي في عام 2023، وبلغ صافي الدخل 637 مليون درهم إماراتي. واستناداً على ذلك، ستكون «سبيس 42» قادرة على تحقيق النمو المستدام وتوفير قيمة عالية وعوائد مجزية للمساهمين».
استراتيجية الشركة
فيما يتعلق بأول خطوة سيتم العمل عليها بعد إتمام الاندماج المقترح، قال صباغ «تمثل عملية الاندماج فصلاً جديداً في مسيرة «بيانات» و«الياه سات»، حيث شهدت الشركتان نمواً مستمراً منذ إطلاقهما. وسيكون للاندماج دور محوري في تعزيز نمو الشركتين وتطورهما في المستقبل عبر الدمج بين تكنولوجيا الفضاء والذكاء الاصطناعي».
وأضاف «سيسهم تحقيق التكامل بين عمليات الشركتين في إنشاء مزود رائد ومتكامل لحلول الاتصالات المتنقلة والحلول الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وحلول رصد الأرض، والاتصالات الفضائية، وإنترنت الأشياء، والتحليل الذكي للأعمال».
وأكد «سنركز في الخطوة الأولى على تعزيز عملية التكامل للاستفادة من الفرص التي يتيحها الاندماج، إضافة إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد لتسخير القدرات التقنية في كلتا الشركتين».
وقال «ستحظى شركة «سبيس 42» برؤية واضحة وشاملة لإيراداتها وتدفقاتها النقدية، مدعومة بالمكانة المالية القوية للشركة، ما يمكّننا من مواصلة الاستثمار في المستقبل مع الالتزام بتطوير إطار مالي متين مبني على الاستثمار المتوازن لتحقيق أرباح قوية وتوفير عوائد مجزية للمساهمين، ومساعدتنا على الاستمرار في توزيع الأرباح».
حلول جديدة
وحول ابتكار حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، قال «سيكون لتقنيات الذكاء الاصطناعي دور أساسي في أنشطة شركة «سبيس 42»، بما في ذلك تصميم الحلول والعمليات والخدمات والتعلم والابتكار».
وأضاف «من خلال دمج «بيانات» و«الياه سات»، سيتمتع الكيان الجديد بمكانة قوية على صعيد الأصول المملوكة عبر مختلف قطاعات الأعمال، انطلاقاً من الخدمات الأرضية وأصول الاتصالات الفضائية المنتشرة في طبقة الغلاف الجوي والمدار الأرضي المنخفض والمدار الجغرافي الثابت، وستكون «سبيس 42» قادرة على التعامل مع مختلف التحديات بدقة وكفاءة تامّة، إضافة إلى تبسيط العمليات وإتاحة رؤى ومعلومات لا تضاهى». وقال صباغ «على سبيل المثال، ستتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إنشاء نُسخ رقمية للمدن الذكية، بحيث تتكامل المعلومات الجيومكانية مع البيانات الحسيّة القادمة من شبكات الاتصالات الأرضية والفضائية بهدف تحسين الخدمات العامة وتعزيز تجربة السكان والزوار».
وأضاف «وعلى صعيد العمليات، ستساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي على جمع بيانات تشغيلية على مدار عدة سنوات بهدف تحسين عمل الأقمار الصناعية وجودة الخدمات وتعزيز إدارة الأصول الفضائية».
توسيع العمليات
قال صباغ: «سيثمر الاندماج عن تحقيق تكامل كبير في التكاليف والإيرادات، مما يُمكّننا من توسيع عملياتنا في قطاع تكنولوجيا الفضاء عبر الاستفادة من مواردنا وقدراتنا المجمّعة بشكل أكثر فعالية».
وأضاف، «بفضل توفر مجموعة واسعة من الموارد والخبرات من عملية الاندماج، سنتمكّن من اتخاذ قرارات استراتيجية حول ضخ استثمارات في مختلف القطاعات على المدى البعيد».
وقال: «تلقى هذه الميزات دعماً من ميزانية عمومية وتدفقات نقدية قوية لدى كلا الشركتين، ما يتيح مكانة مالية راسخة تساعد على تمويل نفقات النمو وتعزيز التوسع في كامل سلسلة القيمة لقطاع الفضاء».
وأشار صباغ، «أطلقت «بيانات» و«الياه سات» برنامجاً فضائياً مشتركاً في عام 2023 بهدف تعزيز القدرات الفضائية باستخدام المعلومات الجيومكانية من شركة «بيانات» والبنية التحتية الفضائية لشركة «الياه سات»، وسوف نواصل استثماراتنا في تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك الاستمرار في المشاريع الحالية».
كوادر وطنية
وحول الكوادر الوطنية، قال صباغ: «ستمثل «سبيس 42» مركزاً للتميز في دولة الإمارات يهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة وتطوير المواهب والكفاءات المحلية».
وأضاف، «سيستفيد الكيان الجديد من الفرص المتاحة والتكامل بين الشركتين بفضل الجمع بين المهارات والخبرات في كل منهما كما سيستفيد من قاعدة واسعة من الموظفين ضمن ثقافة تحتفي بالتنوع والقيم المؤسسية والابتكار والنمو وبيئة عمل قائمة على الأداء».