الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات إبراهيم الحيْسن.. تبرز جماليات الصحراء والرحل

إبراهيم الحيْسن
4 يوليو 2021

محمد نجيم (الرباط)

يحاول الفنان التشكيلي المغربي إبراهيم الحيْسن، من خلال لوحاته، أن يصطاد الأثر والعابر في حياتنا اليومية، ويرصد كل ما يحيل على رمزية الرحيل والترحل والأثر ومحوه من خلال لوحاته ومجسماته، وفي هذا المعرض، المنظم في رواق دار الصويري بمدينة الصويرة، تحمل أعماله الحديثة دلالات عميقة ومفاهيم فنية حبلى بالرموز والإيقونات الصحراوية، بمنحى صباغي مختلف ومتجدِّد يرتكز على تجربة صباغية سابقة نهلت أساساً من الفكر البصري ومن ثقافة الرحّل واستعارت منهما بعض خصائصهما الجمالية والرمزية، وهي غنية بآثار وبقايا لونية متباينة تتبادل المواقع والمحاورات الطيفية على إيقاع تعدُّد الخامات والسنائد والأشياء المستعملة والجاهزة، وتحيا بداخلها مواد تلوينية محلية، أبرزها «النيلية» ببهائها الأزرق الداكن، فضلاً عن مسحوق الجوز والأحبار ومواد الدمج والتغرية، والمحو، وغير ذلك من الوسائط التعبيرية التي تشترك في إنتاج المعنى واللذة البصرية مع توظيف اللباس الصحراوي التقليدي.

  • من إبداعات الحيْسن (من المصدر)
    من إبداعات الحيْسن (من المصدر)

إبراهيم الحيْسن، الذي فاز لأكثر من مرة بجائزة النقد الفنى التشكيلي بالشارقة، هو فنان باحث كرَّس كل جهوده لاستكشاف الأسئلة الجمالية باعتباره ناقداً فنيّاً بارعاً وتشكيليّاً يعتمد إبداعه على موضوع يشكل مفترق طرق بين العديد من المجالات المعرفية، أبرزها الذاكرة الجمالية لبدو الصحراء وتيمة الترحال التي يسعى كثيراً لتمثيلها وعكسها في مرآة المحلي والكوني، الوجود والغياب. 
في هذه التجربة الصباغية، برأي الباحث في الجماليات احسن لغدش، عمَّق الفنان الحَيْسن اشتغاله على الأثر وفقاً لنبرة غنائية وتجريدية قامت على التوازن بين الإشراق اللوني والأشكال المنتشرة، لهذا، حشد جميع الخصائص البصرية والتعبيرية الممكنة، أبرزها اللون الأزرق النيلي الذي أوجد له صدىً روحيّاً يمتد في ثقافة وفكر رحل الصحراء، مشيراً في مقام آخر من النص كونه يغني تجربته الصباغية من النومادولوجيا «علم الترحال»، بما يحمله من الهجرة والرُّوح الغجرية وانبثاق الفكر الحر البدوي الصحراوي. فمن هذه التيمات العديدة يسمّي معارضه المنجزة وتهييئاته بأسمائها «آثار مترحلة»، «الأثر والصحراء»، «مديح الأثر».. إنه مبدع يملك مسبقاً مادة إنجازه الفني وعناصر الإبداع، فلا غرابة أن تتبدَّى أعماله الكروماتية وكأنها مجزوءات اقتطعت بانسيابية رقيقة من رمال وليل الصحراء وواحاتها وآفاقها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©