الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيد الفرج: العالم يريد أن يسمع موسيقانا

عيد الفرج: العالم يريد أن يسمع موسيقانا
27 نوفمبر 2022 01:24

نوف الموسى (دبي)

في احتفالية تكريم الشخصية العامة في «مهرجان دبي لموسيقى الشباب»، لأحد أبرز رواد الموسيقى الشعبية الإماراتية والخليجية، الموسيقار الإماراتي عيد الفرج، جاء سؤاله عن غياب الموروث الموسيقي المحلي والخليجي والعربي، ضمن المشاركات الشبابية والمواهب الواعدة في النسخة الأولى من الحدث، بحثاً مهماً أوضح خلاله أنه لا يُمكن بشكل ما أن تنشئ حالة موسيقية متفردة دونما أساس قائم على إدراك كامل لمضامين الهوية للموسيقى المحلية والعربية، لأنها المنبت الحسيّ والجمالي الذي نشترك فيه جميعاً، ونعبر من خلاله عن ثقافتنا وطرق تواصلنا عبر الكلمات والألحان والآلات الموسيقية. إنها طريقتنا في البوح، والعالم يريد أن يسمع موسيقانا، وسنعجز عن ذلك مع الوقت، إذا ما استمر البعض في تأسيس المواهب على الموسيقى الغربية، مع تقديرنا، بالتأكيد، لحجم ما أنتجه الموسيقيون الكبار في المنهج الموسيقي الغربي، ومساهماتهم وتأثيرهم على الموسيقى العربية. 
وأكد الفنان عيد الفرج أننا نحتاج لأن نبدأ من مكاننا ومحيطنا الخليجي والعربي، وتجليات قصصنا ورؤى مشاعرنا، فالجذور تهديك ثباتاً في الموسيقى وحفاوة من الموسيقيين حول العالم، لأنهم يؤمنون بأن الإبداع مفهوم مرتبط بعمق التجربة الشعورية، والأخير يقدمه الموسيقيون عادةً من محليتهم وعربيتهم هنا في الشرق والخليج العربي.
وبينما يستمر الموسيقار عيد الفرج في حديثه، تتراءى للمتابع إحدى أجمل أغنياته التي يقول فيها: «مني رسالة خذيها.. مني رسالة، وأقري حروف ألي فيها.. مني رسالة»، ومنه فعلينا أن نبدأ بالحرف قبل الكلمة، وبه يُبنى المعنى ويتمدد في الذاكرة والتجربة الإنسانية.

 نكهة عربية
ويسترسل الموسيقار عيد الفرج في حديثه، منوهاً بأغاني أم كلثوم، وكيف أنها مشبعة بالموسيقى الكلاسيكية والعربية، ولأن الموسيقي العربية هي من أبدعها، فقد أعطتها النكهة العربية، ما يرجعنا مجدداً إلى القاعدة الرئيسية في تدريس الموسيقى بالمنطقة، وهي أن تنطلق من التراث الموسيقي، حيث ينساب الشباب في تفاصيله ويتشربونه تماماً، ويستوعبون الحالات والجمل اللحنية والتوليفات الموسيقية التي تم على أثرها إنتاج الأغنية، فأنت لا تعزف موسيقى فقط، بل تعيد فهم التاريخ الموسيقي ومكوناته التي شكلت ذائقة المجتمعات العربية، لتذهب بعدها إلى مرحلة متقدمة من تقديمه بصوره جديدة، قد يكون ممزوجاً بأي موسيقى عالمية، ولكنه قادر على تمييز نفسه وسط أي أوركسترا في العالم. 

الذائقة السمعية
وتابع الموسيقار عيد الفرج: عندما تذهب للعزف في مناطق عالمية، وقد شهدت ذلك على مدى سنوات طويلة من مسيرتي الفنية، أرى كيف أن الآخر ينتظر دائماً أن يسمع موسيقاك، ومن الجميل أن تعزف موسيقاه، ولكن عنصر الدهشة هنا يبقى مفقوداً، ولا تستطيع مهما برعت أن تنافس ما أنتجوه هم أنفسهم. وفي المقابل فإن النظرة إليك وأنت مأخوذ بالكامل في اللحن والأغنية المحلية والخليجية والعربية، تفتح مسارات من الاكتشاف للآخر، الشبيه ببوابات موسيقية تُشرع لإحداث التواصل الاستثنائي. والإبداع الفعلي أنك تنجح في أن تنغمر في الذاكرة الحسية للآخر، المختلف في اللغة والثقافة والحياة الاجتماعية، وتقررا سويةً الالتقاء عند حدود المتعة والذائقة السمعية.

 تحدٍّ صعب
«نحيل العود وأخاف يتكسر.. أريد الموت وأتمناه لو في.. الاقي راحتك ما ظن باخسر» هنا أيضاً أغنية للموسيقار عيد الفرج، نعود من خلالها إلى موضوع الفنون الشعبية، التي ذكر أنها تواجه تحدياً صعباً، وحاجتنا الماسة للاهتمام بها ضرورة، كونها مصدراً حيّاً للحياة الموسيقية في الإمارات، مضيفاً أن العديد من الموسيقيين العرب اجتهدوا في تدريس وتعليم الموسيقى العربية في دولة الإمارات، عبر معاهد ومراكز موسيقية، وهو أمر مقدر ويحسب لهم، إلا أنهم كذلك لهم لونهم وأسلوبهم الموسيقي المتفرد، وجميعها تمثل جهوداً فردية. ومن هنا فإن التأسيس الموسيقي يستدعي منظومة مؤسسية وقطاعات ثقافية نوعية تدفع نحو تعليم وتدريب المواهب على منهج علمي واضح باعتباراته المحلية والعربية، على مستوى الدولة، وقابل للتقييم والقياس والنقد الفني، لضمان استمراريته واستدامة أثره في المجتمع الفني المحلي، والذي سيلقي بظلاله على الحوار الحضاري والإنساني لدولة الإمارات مع العالم أجمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©