الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«احتراق شمعة».. مسرحية تستدعي هاجس الكتابة!

مشهد من المسرحية (من المصدر)
26 مارس 2023 02:38

محمد عبد السميع (الشارقة)

لا تتوقف الأفكار النيّرة عن العطاء، وفي «أيّام الشارقة المسرحية 32»، استضيف عرض «احتراق شمعة» لمسرح دبا الفجيرة، المتكئ على الإشراق والضوء، ولكن هذه المرّة في الكتابة وإلهام الإبداع، وهي مسرحية حازت إعجاب الجمهور لذهاب كاتبها ومؤلفها أحمد عبدالله راشد نحو مستويات طرح جديدة، بمعاونة فريق العمل: عبدالله مسعود، مرام أبو الهيجا، أيمن الخديم، عبدالله علي الخديم، وخالد عبدالله الظنحاني.
وهذا الإشراق الإبداعي يتوقّف فجأةً، كمتغير خارجي مقصود في المسرحيّة، حيث يعاني بطل العمل من فقدان الإلهام وعدم القدرة على الكتابة، ما يضطره إلى أن يهجر الناس لعلّه يستعيد إلهامه ومقدرته من جديد، ممسكاً بشمعة يرجو منها مساعدته في ذلك، وفي هذا الخضمّ تحاوره أصوات داخليّة «هاجس» مصدرها عقله الباطن، لننتقل إلى مرحلة عتاب الهاجس له، باعتباره تخلّى عن شريكه الإبداعي، وأنّه أفقده الروح والشغف بسبب انشغاله بالجمهور ومنصّات التتويج. ومع استمرار محاولة الكتابة والفشل، يشجّعه الهاجس أخيراً باللازمة الصوتيّة: اكتب، اكتب، اكتب!
جمالية العمل كانت في فكرة المسرحية وجديّتها في عالم المسرح، بل وحتى في أيّ حقل من حقول الكتابة الإبداعيّة، ومدى تعبيرها عن ذات الكاتب أو تخلي المبدع عن رسالته إلى شيء تجاري إذا صحّ التعبير أو سلعة خالية من الروح. وقد أشاد حضور المسرحية بالفكرة ومعالجتها من حيث طاقات طاقم العمل التمثيلية وأدائهم أدوارهم بكلّ دافعية في عمل حاول أن يذهب باتجاه نقل واقعنا الأدبي والفني ومسألة الإخلاص للكتابة من عدمه. وفنيّاً، كانت الإضاءة موظّفة بشكل يتماشى مع هدف المخرج وقصديّته في العمل، ولاسيما أنّه هو الكاتب في الوقت نفسه. وهكذا، تُضاف فكرة جديدة إلى أفكار أيام الشارقة المسرحيّة التي كانت بالفعل في نسختها الثانية والثلاثين حاضناً قويّاً لرحابة الأفكار وتجسيدها على خشبة المسرح أبي الفنون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©