الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البريدي.. فنان يبدع خارج المألوف

من أعمال إبراهيم البريدي (من المصدر)
7 أغسطس 2023 01:35

سعيد ياسين (القاهرة)
يتفرد في إبداعه بلون خاص من الفن، حيث يقوم بتحويل القصاصات من بقايا الأقمشة إلى لوحات جمالية إبداعية. الفنان التشكيلي إبراهيم البريدي الذي حاز عن أعماله جائزة الدولة التقديرية عام 2017، بعدما فاز بجائزة الشارقة الدولية في الأدب ورسوم الطفل الاحترافي 2014 عن قصة «الأولاد والنخلة».
يقدم البريدي في معرضه الجديد «الخيل وثنائية الحب»، بلوحاته الخمسين، الخيل من منظور تشكيلي كحالة إبداعية في عالمنا العربي، وأيضاً وجوده في الحياة الشعبية المصرية في الأفراح والموسيقى، وقال لـ«الاتحاد» إنه اختار الخيول لارتباطها بالصفات العربية من الشجاعة والنبل، ويحرص على أن يحتوي كل معرض له على فكرة جديدة، شريطة أن تكون لها علاقة بالحياة الشعبية والريف والموالد والأفراح.
نظم البريدي وشارك في 23 معرضاً منذ احترافه الرسم على قصاصات القماش عام 2003، ومنها «حلاوتك يا بريدي» و«البريدي نونو» عن القطط البلدي الجميلة، و«نفسي أرجع طفل صغير» و«منتهى الحب» و«أغنية في لوحة» و«قصاقيص» و«رقصة التنورة» و«الأراجوز بطعم البيوت»، و«شارلي شابلن في مصر»، الذي أعطاه دفعة كبيرة بعد عرضه في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وأيضاً «الليلة الكبيرة» بأجزائه الخمسة التي ضمت أكثر من 120 لوحة، وآخرها «خلي بالك من زوزو» عن سعاد حسني.

 ويرى «الليلة الكبيرة» الذي استلهمه من الأوبريت الغنائي الشهير بمثابة مخزون ثقافي لا ينضب، ويمكن تحويله طوال الوقت إلى لوحات تشكيلية أو رقصات أو أغنيات، وأثنى الجميع، عليها لأنها جاءت بطريقة فطرية للغاية.
واعتبر البريدي فوزه بجائزة الدولة التشجيعية عن «الليلة الكبيرة» انتصاراً لكل فنان، فالجائزة كانت دافعاً قوياً له وجعلت الكثيرين يلتفتون إليه ولإبداعه الخاص، وهو ما جعله يقيم ورشاً عديدة في القاهرة والجامعة الأميركية والمحافظات، لتعليم الموهوبين فن الرسم اعتماداً على الفطرة والإحساس، بما فيه أخطاؤهم، كما حدث معه في تجربة «المرج خيط» التي يشكل منها لوحاته مستخدماً قصاصات القماش الملونة، واعترف في الوقت نفسه بأن الجائزة تحمله مسؤولية كبيرة، خصوصاً وأنها أدخلته في زمرة القوى الناعمة، وأصبح حريصاً أكثر على تقديم أفكاره وأعماله بشكل جيد.
تراث شعبي
التخصص في استخدام قصاصات القماش يمثل ميزة نوعية له، غير أنه سبقته في هذا المجال الدكتورة إكرام عمر التي درسته في إيطاليا، وفنانة أخرى تقيم في فرنسا، ويرى البريدي في لوحاتهما تغريباً عن الحياة المصرية، بينما هو يحرص على الغوص في الحالة والحارة، ويعود إلى التراث الشعبي بطريقة السهل الممتنع، من خلال الفكرة البسيطة التي تصل للمتلقي بأسرع طريقة، مستخدماً الألوان المميزة بأقل التكاليف، ورغم تميز هذا الفن في دول عدة، فإنه يعتبر نفسه حالة مصرية خالصة وخاصة ومبهجة لا يقلد فيها الغرب.
وطالب شباب الفنانين بالقراءة والاطلاع وتطوير ذواتهم وأدواتهم، وألا يكتفوا بما يطالعونه على مواقع التواصل، وأن يؤمنوا بأنهم لا يقلون أهمية في عطائهم الإبداعي عن غيرهم.
«اللوحة الدوارة»
وصف إبراهيم تزايد المعارض مؤخراً والقاعات بالأمر الجيد، ولكن الكيف قليل للغاية، خصوصاً في ظل التزام القاعات بفنانين معينين اعتماداً على شهرتهم، وهو ما يجعل يعض الفنانين يقيمون خمسة أو ستة معارض في العام، في مقابل وجود شباب يبحثون عن فرصة وحيدة، لعدم قدرتهم على إيجار القاعات والتكلفة الكبيرة التي تتطلبها لوحاتهم، وهو ما أوجد ما يعرف بـ«اللوحة الدوارة» التي يتكرر عرضها ولا تمثل إضافة لصاحبها، كما انتشرت معارض «السبوبة» التي تطغى على الفن الجميل، وزادت القاعات التي تحتكر لوحات العارضين أو تطلب نسبة من بيع لوحاتهم، أو تتحكم في توجهاتهم ونوعية أعمالهم بداعي سهولة تسويقها، وكل هذه الأسباب تعوق انطلاق المبدعين.
حصل إبراهيم البريدي على دبلوم تجارة عام 1983، وعمل في قسم الرسم في وزارة التربية والتعليم، ثم في المجلس القومي للطفولة والأمومة، ورسام كاريكاتير لمدة 12 عاماً في الصحف، قبل أن يستقر على تحويل قصاصات القماش إلى لوحات تشكيلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©