الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معارض الكتب.. مواسم ثقافية وإبداعية ملهمة

معرض الشارقة للكتاب ملتقى سنوي مبهر للثقافات العالمية (أرشيفية)
4 نوفمبر 2023 01:27

فاطمة عطفة (أبوظبي)

الكتاب نبراس الحضارة ومستودعها وذاكرتها على مر الأجيال، وقد أصبح له موسمه السنوي الممتع والمفيد الذي ينتظره الكبار والصغار بشوق واهتمام، سواء في الوطن أو عبر العالم. والحضارة العربية انطلقت من الكتاب وامتازت بنشره والاحتفاء به إبداعاً ونقلاً وترجمة، وهذا ما جعلت له الإمارات عيداً وموسماً ملهماً في منارة الثقافة الشارقة وعيداً آخر وموسماً ملهماً في العاصمة أبوظبي. 

قفزة نوعية
وحول أهمية معارض الكتاب التي تنظم في الإمارات ودورها التنويري في ترسيخ ثقافة القراءة، يقول الروائي علي أبو الريش: إن معارض الكتب هي احتفاء بالكتاب أساساً واحتفاء أيضاً بالكاتب، وهذه ميزة تمتاز بها الإمارات بالذات، حيث تحتفي بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذا يشكل قفزة نوعية في مجال الاهتمام بالثقافة والإبداع بشكل عام. ويوضح أبو الريش قائلاً: إن أي معرض من معارض الكتب في الإمارات تتزامن معه لقاءات بين المثقفين والمفكرين والكُتاب، لأن الثقافة هي الصرح الذي يعزز جميع المنجزات التنموية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، وهذا يشير إلى الرونق الثقافي والحضاري في الإمارات.
وعن ازدهار المشهد الثقافي في الإمارات، يقول أبو الريش مؤكداً أهمية الجوائز الثقافية ودورها في تعزيز وتحفيز الإبداع: إن هذه الجوائز تشجع الناس أيضاً على القراءة والارتقاء بمضمون الكتاب، وتحتفي الإمارات كل عام بمسابقة «تحدي القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهذا الاهتمام بالكتاب يرتقي بالوعي الإنساني ويرفد المسيرة الحضارية في الإمارات وفي العالم.

محفل ثقافي
ومن جهتها، أكدت الروائية مريم الغفلي، أهمية معارض الكتب وفائدتها الكبيرة على الساحة الثقافية، قائلة: إن معارض الكتب هي احتفال سنوي وموسمي للبيت والمدرسة والمجتمع، ومعرض الكتاب محفل ثقافي تحتفي به كل أطياف المجتمع، وتحضر فيه بكثافة لاقتناء الكتب. وهي أيضاً موعد مهم ومتجدد لالتقاء المثقفين على مستوى الخليج والوطن العربي. وحول تعزيز ثقافة القراءة والجوائز الثقافية تؤكد الروائية الغفلي أن الجوائز التي ترافق معارض الكتب كلها ساهمت في إيصال الكتاب للجميع.

تشجيع كبير
وقالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة «صالون الملتقى الأدبي»: تكمن أهمية معارض الكتب في تنمية واحتضان الثقافة بشكل عام، ومعرض الشارقة يلقى اهتماماً ودعماً كبيراً من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ويتميز هذا المعرض بالتنوع والزيادة المتواصلة لدور النشر المشاركة فيه، وهذا تشجيع كبير في بداية هذا الموسم الثقافي وهو يغني المشهد. كما أن المعرض يكرم شخصيات ثقافية، وفي هذا الموسم تم تكريم قامة عربية كبيرة هو الروائي إبراهيم الكوني الذي ترجمت كتبه إلى لغات عالمية عدة، وهذا تكريم لشخصية ثقافية وروائية، كما أنه تشجيع على القراءة والإبداع والمشاركة في البرامج الثقافية. وأشارت المطوع إلى أهمية الجوائز الأدبية التي تقدم في الإمارات والتي ساهمت كثيراً في نهضة الحركة الإبداعية محلياً وعربياً ودولياً، وفي الوقت نفسه تساعد دور النشر على الاهتمام بالكتاب مما يؤثر إيجاباً في إثراء المشهد الثقافي. 

إقبال واهتمام
ومن مملكة البحرين، قال د. يوسف محمد، الباحث والإعلامي: إن الحرص على إقامة مثل هذه المعارض ضمن عصر المعلومات المتدفقة والتحول الإلكتروني يعطي الكتاب أهمية خاصة، مما يثري حركة العلم والمعرفة، مبيناً أن الحرص على إقامة معارض الكتاب بشكل سنوي، يعني تأكيد المكانة التي يلقاها الكتاب من قبل المثقفين والمسؤولين المعنين، وكذلك عموم القراء. وأشار إلى أن عصرنا اليوم يتميز بالتدفق الإلكتروني والمعلومات التي تبث على نطاق واسع في العالم، ولكن مع ذلك ما زال للكتاب ألقه الخاص وله قراؤه ومحبوه، ودليل هذا أنه عندما يتم افتتاح معارض الكتب نجد الآلاف من الناس تتجه إلى هذه المعارض بإقبال واهتمام وتقتني الكتب، وأعتقد أن هناك رجعة وصحوة كبيرة في الرجوع للكتاب الورقي واقتنائه مما يظهر من تعدد دور النشر، ورواج معارض الكتاب في منطقتنا.

رعاية وعناية
وبدوره أكد المصمم الإماراتي هشام المظلوم أهمية معارض الكتب، قائلاً: إن هذا العرس الثقافي الذي ترعاه الشارقة ويشرف عليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبإشراف مباشر من قبل الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ولا شك أن الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة للثقافة والكتاب وما يلقيان منها من رعاية وعناية، يزيد اهتمام القراء بهما، مشيراً إلى أن معرض الشارقة أكمل أربعة عقود من الزمن وقد ربى أجيالاً على أهمية القراءة والاطلاع وتوسيع المدارك الثقافية، وهذه المسألة مهمة، وهي من النتائج الإيجابية التي أسهم فيها إلى حد بعيد معرض الشارقة للكتاب، لأنه أسس أجيالاً ومؤسسات تقوم بنشر الكتاب ونشر الثقافة. 
ولفت هشام المظلوم إلى أهمية جمعية الناشرين في دولة الإمارات، وأضاف أن المؤسسات الثقافية المحلية خرجت أجيالاً مثقفة تسهم في تثقيف الأطفال والشباب، خاصة أن صاحب السمو حاكم الشارقة يعمل من خلال هذه المؤسسات الثقافية على بناء الإنسان المثقف. وتأتي أيضاً الجوائز الثقافية التي ترافق معارض الكتب لتساهم في نشر الثقافة محلياً وعربياً ودولياً.

تألق الثقافة
وحول أهمية معارض الكتب في تشجيع القراءة، قال الكاتب حارب الظاهري: إن معرض الشارقة الدولي للكتاب من أقدم المعارض، وقد أسس لمكتبات كبيرة في دولة الإمارات وفي دول الخليج، كما أسس قراءات أجيال وقدم ثقافة مختلفة منذ بداياته، وهو يحظى بكل اهتمام من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وهذا المعرض يعطينا في كل عام صورة عن تألق الثقافة وتطورها في دولة الإمارات. وأضاف الظاهري أن المعرض يمتاز أيضاً بما يرافقه من الجوائز الأدبية ويبرز كذلك أهمية للثقافات الأخرى التي تشارك في المعرض، وقد أصبح منارة عالمية.

جوائز ثقافية
عن دور معارض الكتب في تحفيز المشهد الثقافي قال الكاتب محمد شعيب الحمادي: تكتسي معارض الكتب أهمية كبيرة لدورها الكبير في تلبية رغبات القراء وتشجيعهم على الاطلاع واكتساب مزيد من الثقافة. وأضاف موضحاً: كنا من قبل نذهب إلى المجمع الثقافي وهو المرجع الوحيد لنا من الكتب، بينما أصبحت معارض الكتب توفر لنا اليوم مجموعات أكبر للاختيار وتؤمّن مصادر متعددة لانتقاء الكتب، كما ترافق معارض الكتب جوائز ثقافية مما يعزز تنوع الأنشطة ويزيد آفاق الاطلاع حيث تنعكس كل هذه الفعاليات على ثراء ثقافة المجتمع في الإمارات وفي باقي البلدان العربية الأخرى أيضاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©