الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كارين أرمسترونج.. دافعت عن الإسلام والقواسم المشتركة بين الأديان

كارين أرمسترونج
29 مارس 2024 03:27

هويدا الحسن (العين)

اشتهرت الكاتبة البريطانية كارين أمسترونج (نوفمبر 1944) من خلال مؤلفاتها عن الديانات الإبراهيمية الثلاث، حيث اهتمت بالتركيز على القواسم المشتركة بين الديانات الرئيسة، مثل أهمية الرحمة والقاعدة الذهبية التي ترتكز على مبدأ معاملة الآخرين كما يود المرء أن يعامل، وهي ما يطلق عليها أحياناً أخلاق المعاملة بالمثل.
تخصصت أمسترونج في اللغة الإنجليزية، وعملت كمعلمة للغة الإنجليزية عام 1976 في مدرسة جيمس ألين للبنات، وفي تلك الأثناء عملت على كتابة مذكراتها عن تجاربها بالدير، وتم نشرها عام 1982 باسم «عبر البوابة الضيقة لمراجعات ممتازة»، وفي ذلك العام بدأت مهنة جديدة ككاتبة مستقلة ومقدمة برامج إذاعية.
يعتبر كتابها الذي نشر عام 1993 بداية انطلاقتها الحقيقية كمتخصصة في مقارنة الأديان، حيث يتتبع الكتاب تطور الديانات التوحيدية الثلاثة، وفي هذا الكتاب تستعرض أمسترونج صعود الإسلام والمقاربات الفلسفية والصوفية للتدين، وفي عام 1996 نشرت كتاب «القدس مدينة واحدة، ثلاث عقائد»، أما أول كتبها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان كتاب «سيرة النبي محمد» الذي نشر عام 1991 وهو سيرة ذاتية عن النبي، يقدم الكتاب مقارنة بين الديانات التوحيدية الثلاث، إنه لا يتحدث فقط عن حياة النبي الكريم فقط، بل يناقش أيضاً العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي، وفي عام 2006 صدر لها الجزء الثاني من سيرة محمد بعنوان «محمد نبي في عصرنا»، وركزت في الكتاب على علاقة المسلمين برسولهم وإيمانهم برسالته.
ومن خلال كتاباتها تؤكد أمسترونج أن الأصولية الدينية ليست مجرد استجابة للثقافة المعاصرة، بل هي نتاج لها، ولهذا السبب تخلص إلى أنه «نحن بحاجة ماسة إلى جعل الرحمة قوة واضحة ومضيئة وديناميكية في عالمنا»، وتؤكد أن «التعاطف المتجذر في التصميم المبدئي لتجاوز الأنانية، يمكن أن يكسر الحدود السياسية والعقائدية والإيدلوجية والدينية، لقد ولد التعاطف من ترابطنا العميق وهو ضروري للعلاقات الإنسانية، وللإنسانية الكاملة».
وقد حصلت امسترونج على جائزة «تيد» عام 2008، واستغلت المناسبة لوضع ميثاق الرحمة، وفي عام 2012 اعترفت جائزة جاك بي بلاني للحوار بإنجازها المتميز في تعزيز التفاهم حول أديان العالم وفيما بينها، وتعزيز التراحم كأسلوب حياة، وكانت أمسترونج أيضاً قد حصلت على جائزة الإعلام من مجلس الشؤون العامة الإسلامية عام 1999، ومنحتها الحكومة المصرية تحت رعاية الأزهر وساماً تقديراً لجهودها في خدمة الإسلام في العام 2007، كما كرمت من قبل مركز نيويورك المفتوح في عام 2004 لفهمها العميق للتقاليد الدينية، وفي عام 2006 حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة أستون، وتم تكريمها بجائزة المعرفة الدولية لعام 2011 لعملها الطويل في جلب المعرفة للآخرين حول أهمية الدين للبشرية.
وقد ساهمت مؤلفات أمسترونج في بناء وجهة نظر معتدلة وموضوعية حول الإسلام، حيث ترى كارين أن الإسلام دين سلام ومحبة وعن ذلك تقول «من الخطأ أن نظن أن الإسلام دين يتسم بالعنف أو التعصب في جوهره على نحو ما يدعيه البعض أحياناً، بل إن الإسلام دين عالمي ولا يتصف بأي سمات عدوانية معادية للغرب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©