عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
يعتبر الاحتفال بـ «حق الليلة»، ليلة النصف من شعبان، ضمن الموروثات الأصيلة، حيث يحرص الأطفال في كل عام على الطواف على البيوت، حاملين معهم أكياساً خاصة مصنوعة من القماش تسمى سابقاً «خريطة»، مرددين الأهازيج الشعبية «عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم»، ولكن في ظل تداعيات الجائحة «كوفيد- 19»، والتحذير من الاختلاط، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي، طرأت تغيرات على مظاهر الاحتفال بالمناسبة هذا العام، حيث أصبح الاحتفال مع أفراد الأسرة الواحدة أو عن بُعد، برسائل نصية ورقمية ومكالمات هاتفية مرئية ومسموعة.
مناسبة تقليدية
وقالت وفاء الجنيبي «موظفة»: في كل عام نتسابق في الاحتفال بحق الليلة من تجهيز الصغار إلى التوزيعات إلى تزين المنزل بأكسسوارات تراثية تعبر عن هذه المناسبة التقليدية، ولكن مع وجود أزمة «كورونا» تغير الحال كثيراً، حيث اقتصر على إقامة الاحتفال في المنزل مع أفراد الأسرة مع الالتزام بالتباعد واتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وأضافت: «قمت بإرسال مقاطع فيديو وصورا ورسائل نصية وصوتية لقائمة الأسماء الموجودة في هاتفي المحمول لتهنئتهم بفعالية «حق الليلة»، وذلك من أجل الاحتفال بالفعالية كونها عادة خليجية تؤدي إلى الألفة والمودة والمحبة بين أفراد المجتمع خصوصاً الأطفال.
الاحتفال بـ «زووم»
ولجأت أسرة راشد الطنيجي إلى الحلول الرقمية كبديل عن الاختلاط المباشر مع بقية أفراد العائلة، وحفاظاً على فرحة الصغار لم نلغ الاحتفال، بل قررنا تنظيمه في المنزل ونشر السعادة في قلوب الصغار مع توزيع هدايا حق الليلة لهم، ونشر مقاطع من الفيديو عبر برنامح «زووم» للأهل والمقربين، وذلك حفاظ على سلامة الجميع من الاختلاط.
رسائل نصية
وللعام الثاني على التوالي تحتفل مريم عبيد «ربة منزل» مع أبنائها بحق الليلة في المنزل من دون تجمع الأهل، حيث جهزت مستلزمات الاحتفال من هدايا وحلويات وترتيب المنزل بإضاءات وتزين المنزل بكل ما يتعلق بالاحتفالية الشعبية «حق الليلة».
وتقول: «إن الاحتفال اختلف بعض الشيء هذا العام، بسبب الإجراءات الصحية، وقواعد التباعد الاجتماعي، حيث قمت بإرسال رسائل نصية إلى هواتف العائلات والأسر، لتهنئهم فيها بمناسبة حق الليلة، مرفقة بالأغاني التراثية القديمة.
روح الماضي
تتسارع الكثير من الأفكار لتوزيعات حق الليلة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتنافس الأيادي في تصاميم وتوزيعات تتغنى بـ «حق الليلة»، وتقول عن ذلك أسماء حمد الرواحي صاحبة مشروع في انستغرام: إنها في كل عام تقدم الكثير من الأفكار لتوزيعات هذه المناسبة التراثية، والتي أصبحت من ضمن العادات والتقليد التي نحتفل بها في النصف من شعبان. وتختلف تسمية يوم حق الليلة من دولة لأخرى، ففي الإمارات «حق الليلة»، وبقية دول الخليج «قرنقعشوه»، و«قرقاعون»، و«قرقيعان».
